منظور عالمي قصص إنسانية

10 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة في كوريا الشمالية 

فريق تقييم برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الفاو يزور مقاطعة أنبا، في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، أبريل 2019.
WFP/James Belgrave
فريق تقييم برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الفاو يزور مقاطعة أنبا، في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، أبريل 2019.

10 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة في كوريا الشمالية 

المناخ والبيئة

بعد أسوأ موسم حصاد خلال 10 سنوات، يواجه ما يزيد عن 10 ملايين شخص في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية نقصا حادا في الغذاء حتى موسم الحصاد القادم، حسبما كشف تقييم لحالة الأمن الغذائي أجرته وكالات الأمم المتحدة.  

وتؤكد تقييمات الأمن الغذائي في كوريا الشمالية، أجراها برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعان للأمم المتحدة، أن إجمالي إنتاج المحاصيل الغذائية 2018/19 قد وصل إلى أدنى مستوياته منذ موسم 2008/2009 حيث بلغت نحو 4.9 مليون طن متري فقط.   

وقال ماريو زاباكوستا، كبير الاقتصاديين في منظمة الفاو والمشارك في قيادة بعثة التقييم إن التقديرات تشير إلى أن حوالي 10.1 مليون شخص، ما يقارب 40% من السكان "يعانون من انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة". وأضاف أن انخفاض هطول الأمطار ونقص الغطاء الثلجي خلال فصل الشتاء، ترك المحاصيل عرضة لدرجات حرارة متجمدة، وقلل الإنتاج بنحو 20%.  

التقرير أرجع التناقص الخطير إلى أسوأ موسم حصاد شهدته البلاد خلال 10 سنوات، بسبب فترات الجفاف وموجات الحر والفيضانات المرتبطة بالظروف المناخية غير المواتية، بالإضافة إلى محدودية المدخلات الزراعية. كما خلص إلى أن انخفاض الحصاد، إلى جانب زيادة خسائر ما بعد الحصاد، أدى إلى عجز غذائي قدره 1.36 مليون طن متري، بالنظر إلى قدرة الاستيراد التجارية لكوريا الشمالية. 

وقد انخفضت مستويات استهلاك الغذاء بين السكان بشكل مقلق، حسب التقرير، مع محدودية التنوع الغذائي المتوفر، خصوصا للأطفال الصغار والنساء الحوامل والمرضعات. وأجبر النقص العائلات على خفض وجبات طعامها أو على تناول كميات أقل، كما يذكر التقرير أن نظام التوزيع الحكومي الذي يعتمد عليه جزء كبير من السكان قد اضطر لخفض حصص الإعاشة إلى أدنى مستوى على الإطلاق. ويحذر التقرير من أن هناك مخاوف بالمزيد من تخفيض الحصص خلال الأشهر الحرجة من يونيو إلى أكتوبر، في حالة عدم وجود مساعدة خارجية كبيرة.  

وأوصت وكالات الأمم المتحدة أيضا بوضع سلسلة من التدابير لدعم الإنتاج الزراعي وتحديث معدات تجفيف الحبوب ومرافق التخزين من أجل الحد من الخسائر. 

الجدير بالذكر أن بعثة التقييم السريع للأمن الغذائي قد قامت بزيارة المقاطعات في جميع أنحاء البلاد في أبريل 2019 بالإضافة إلى المقاطعات الأخرى التي زارها برنامج الأغذية العالمي في نوفمبر 2018. وقد أتاحت السلطات الحكومية لفرق التقييم سبل الوصول إلى عدد من المواقع والمزارع التعاونية، والأسر الريفية والحضرية وتحدثت إلى المزارعين والمسؤولين الحكوميين والشركاء في المجال الإنساني. 

ويقدم برنامج الأغذية العالمي في كوريا الشمالية المساعدة الغذائية لنحو 770 ألفا من النساء والأطفال المصابين بسوء التغذية بتوفير الحبوب والبسكويت المغذي المدعم والبروتينات الضرورية للنمو الصحي، توزع عبر دور الحضانة والمستشفيات ومؤسسات الأطفال. 

كما تدعم منظمة الفاو أكثر من 500 ألف مزارع تعاوني بتوفير مدخلات الإنتاج الزراعي الحيوية، والأهم من ذلك، تقديم تقنيات وتكنولوجيات مثل الزراعة المحافظة على الموارد ، وممارسات تكثيف الأرز المستدامة، والزراعة المرنة للمناخ، وعلوم البيئة الزراعية، وتكامل المحاصيل والماشية لتحسين سبل عيش المزارعين.