منظور عالمي قصص إنسانية

حوار حول تجربتي ليبيا وفلسطين بشأن أجندة المرأة في السلم والأمن في المنطقة العربية

من اليمين لليسار: آيات منينة من حركة شباب ليبيا، الناشطة بريجيت ليبيان مديرة منظمة عدل بلا حدود في لبنان، ساندي حنا ممثلة جمعية المرأة الفلسطينية العاملة للتنمية. المؤتمر الصحفي الذي نظمته البعثة الدائمة لأيرلندا لدى الأمم المتحدة بالتعاون مع منظمة كرامة
UN Photo/Loey Felipe
من اليمين لليسار: آيات منينة من حركة شباب ليبيا، الناشطة بريجيت ليبيان مديرة منظمة عدل بلا حدود في لبنان، ساندي حنا ممثلة جمعية المرأة الفلسطينية العاملة للتنمية. المؤتمر الصحفي الذي نظمته البعثة الدائمة لأيرلندا لدى الأمم المتحدة بالتعاون مع منظمة كرامة غير الحكومية حول موضوع "المرأة، أجندة السلم والأمن في المنطقة العربية."

حوار حول تجربتي ليبيا وفلسطين بشأن أجندة المرأة في السلم والأمن في المنطقة العربية

المرأة

اختتمت لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة دورتها السنوية في آذار/مارس بالموافقة على خارطة طريق لحماية وتحسين وصول النساء والفتيات إلى نظم الحماية الاجتماعية والخدمات العامة والبنية التحتية المستدامة. وقد شهدت أعمال الدورة الثالثة والستين فعاليات عديدة ركزت على أنظمة الحماية الاجتماعية والوصول إلى الخدمات العامة والبنية التحتية المستدامة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتاة.

في قصة سابقة كنا قد استعرضنا تجربة ثلاث من بين خمس ناشطات عربيات تحدثن في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة، نظمته البعثة الدائمة لأيرلندا ومنظمة كرامة المعنية بحقوق المرأة. اليوم نواصل سلسلة هذه اللقاءات ونستضيف ساندي حنا من فلسطين وآيات منينة من ليبيا.

ساندي حنا شاركت ممثلة لجمعية المرأة الفلسطينية العاملة للتنمية وهي مؤسسة نسوية تعنى بحقوق النساء وإنهاء كافة أنواع التمييز ضد المرأة والفتاة. أما آيات منينة فمثلت حركة شباب ليبيا، المنظمة التي تأسست عام 2011 لرفع تقارير إلى المجتمع الدولى حول الوضع في ليبيا.

تقول السيدة ساندي إن حديثها في المؤتمر الصحفي ركز على أهمية أجندة الأمن والسلام في سياق المنطقة العربية "والذي برغم اختلافه من دولة إلى أخرى إلا أنه يتسم بشكل عام بالحروب والنزاع وأنواع الاضطهاد المختلفة."

أما عن تجربة بلادها فلسطين، فقالت حنا إنه "من الصعوبة الحديث عن مدى تطبيق أجندة الأمن والسلم ومساهمتها في تحسين وضع المرأة الفلسطينية. لأن المرأة الفلسطينية تعاني من اضطهادين غير متساويين ولا متكافئين. فهن عرضة للاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى البنية الأبوية للمجتمع الفلسطيني وما يترتب عليه من قوانين مجحفة وممارسات لا تنصفها بشكل أساسي."

وأشارت إلى أنه "وفي ظل الاحتلال لا توجد حماية اجتماعية ولا مقومات لأي نوع من أنواع التنمية المستدامة لأنه في فلسطين لا توجد بيئة اقتصادية ولا توجد سيادة على الموارد الطبيعية ولا توجد آفاق لأي تنمية اجتماعية."

وأشارت ساندي حنا إلى أن المؤتمر سلط الضوء على الأسباب وراء عدم إحراز تقدم ملحوظ بشأن حقوق النساء فيما يتعلق بأجندة الامن والسلم في المنطقة العربية.

وبشأن الخطوات الإيجابية التي قامت بها دولة فلسطين فيما يتعلق بأجندة المرأة، أشارت ساندي إلى انضمام بلادها إلى اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) عام 2014 وتقديم أول تقرير لفلسطين في يوليو من العام الماضي.

 

ساندي حنا من جمعية المرأة الفلسطينية العاملة للتنمية وهي مؤسسة نسوية تعنى بحقوق النساء وإنهاء كافة أنواع التمييز ضد المرأة والفتاة
UN News/Abdelmonem Makki
ساندي حنا من جمعية المرأة الفلسطينية العاملة للتنمية وهي مؤسسة نسوية تعنى بحقوق النساء وإنهاء كافة أنواع التمييز ضد المرأة والفتاة

 

أما آيات منينة من حركة شباب ليبيا فتحدثت عن "الوضع المضطرب الذي تشهده بلادها "وانعكاس ذلك على موضوع دورة هذا العام والمتعلق بمسألة الحماية الاجتماعية،" مشيرة إلى أنه وفي ظل الصراع الحالي في ليبيا فمن الصعب مناقشة مسألة الحماية الاجتماعية بصورة مستفيضة، داعية إلى اتخاذ خطوات ملموسة في مسألة التحول الديمقراطي. وحذرت من "تكرار تجربتنا السابقة بشأن الديمقراطية في حال "عدم تطبيق سيادة حكم القانون ومحاربة الجماعات المسلحة التي تشكل تهديدا للانتقال السلمي."

ودعت آيات منينة إلى بذل الجهود على المستويين الدولي والمحلي لتشجيع المصالحة والتفاوض بهدف تحقيق الاستقرار في البلاد حتى يتمكن النساء والشباب والمجتمع المدني من الانخراط ولعب دور حيوي في عملية التحول الديمقراطي والانتخابات القادمة.

"لقد كان دور النساء بارزا في مسألة التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان عام 2011. بإمكاننا تلمس العلاقة بين تراجع النساء من الفضاء العام والتحديات التي نواجهها الآن في سبيل المضي قدما نحو السلام. وعليه فإن أجندة المرأة في السلم والأمن ضرورية في سبيل تقدمنا إلى الأمام."

آيات منينة من حركة شباب ليبيا، خلال حوار مع اخبار الأمم المتحدة على هامش أعمال الدورة الثالثة والستين للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة.
UN News/Abdelmonem Makki
آيات منينة من حركة شباب ليبيا، خلال حوار مع اخبار الأمم المتحدة على هامش أعمال الدورة الثالثة والستين للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة.

 

وتعد أنظمة الحماية الاجتماعية والخدمات العامة والبنى التحتية المستدامة جزءا لا يتجزأ من تحقيق إعلان ومنهاج عمل بيجين لعام 1995 وخطة أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 التي اعتمدها قادة العالم عام 2015.

وتجلب  لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة كل عام عشرات المدافعات والمدافعين عن حقوق المرأة من جميع أنحاء العالم إلى مقر الأمم المتحدة بنيويورك، للمشاركة في حوارات مكثفة وفعاليات مشتركة وندوات للخبراء مكرسة لقضايا النساء. ومن ضمن تلك الفعاليات التي أقيمت على هامش دورة هذا العام كان المؤتمر الصحفي الذي نظمته البعثة الدائمة لأيرلندا لدى الأمم المتحدة بالتعاون مع منظمة كرامة غير الحكومية حول موضوع "المرأة، أجندة السلم والأمن في المنطقة العربية."