منظور عالمي قصص إنسانية

تمكين المرأة اقتصاديا من أولويات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر

تمكين المرأة اقتصاديا في مصر بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
UN News/Khaled Abdel Wahab
تمكين المرأة اقتصاديا في مصر بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

تمكين المرأة اقتصاديا من أولويات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر

المرأة

القضاء على كافة أشكال التمييز ضد النساء والفتيات لا يمثل حقا أساسيا من حقوق الإنسان فحسب، بل هو أيضا عامل حاسم في التعجيل بتحقيق التنمية المستدامة. وقد ثبت مرارا وتكرارا أن تمكين النساء والفتيات له أثرمضاعف، ويساعد على دفع النمو الاقتصادي والتنمية في جميع المجالات. 
 

ولذلك، ومنذ عام 2000، أصبحت المساواة بين الجنسين محورا أساسيا لجهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي جنبا إلى جنب مع المنظمات الأخرى في الأمم المتحدة وبقية المجتمع العالمي. 
فاليوم توجد أعداد أكبر من الفتيات في المدارس مقارنة بما كانت عليه قبل 15 عاماً، وحققت معظم مناطق العالم تكافؤا بين الجنسين في التعليم الابتدائي. كما تشكل النساء اليوم 41 في المائة من العاملين بأجر خارج قطاع الزراعة، مقابل 35 في المائة عام 1990.
وفي هذا التقرير يلقي الزميل خالد عبد الوهاب الضوء على تجارب نساء في صعيد مصر اقتحمن سوق العمل وحققن نجاحات ملموسة.

Soundcloud


سوزان ومنصورة، فتاتان من محافظة قنا جنوب مصر، اتخذتا قرارا بالعمل رغم قيود العادات والتقاليد في صعيد مصر التي تقف، في كثير من الأحيان، أمام خروج المرأة للعمل، خاصة في المناطق الريفية.
في البداية تحدثت سوزان من قرية الجمالية عن التحاقها بورشة للتدريب على الرسم واللصق والحفر على الخشب:


"نقوم بعمل زخرفة وحفر على الخشب، هم يحضرون لنا الخشب والرسومات ونقوم بلصقها وبعد ذلك نعمل عليها ونقوم بإنتاج ما يحتاجونه. وتجربتي هنا هي أننا بدأنا في الجمعية بورشة عمل صغيرة حيث كان عددنا 20 بنتا. وقد أحضروا لنا مدرسا لكي يعلمنا عملية اللصق وكيف نستخدم العدة. في البداية كنا نقول كيف للبنات أن يعملوا بالخشب. وبالنسبة لهذا العمل أهم شيء فيه أن يكون الشخص محبا لهذا المجال الذي يعمل به لكي يصل إلى هدفه. وقد قمنا بعدة أعمال منها الكف (خمسة وخميسه) وكذلك النسر ويتم وضع مرآة فيه وساعة وعلاقة مفاتيح وكنب وبراويز. كنا 20 بنتا والآن أصبح عدد المستفيدات ثلاثين".

تمكين المرأة اقتصاديا في مصر
UN News/Khaled Abdel Wahab
تمكين المرأة اقتصاديا في مصر

أما منصورة خيري فقد التحقت بجمعية النول الفرنسي حيث تدربت على تطريز فساتين الزفاف وتصميم الحقائب وتقوم بعرض منتجاتها في معارض محلية ودولية: 


"نقوم بتطريز فساتين الزفاف يدويا على النول الفرنسي، وهو أول نول يعمل في صعيد مصر. المهندس السوري رامي قام بتعليمنا كيفية العمل على النول الفرنسي بالإبرة والخرز. وقد اتقنا هذه الحرفة وبدأنا بإنتاج الحقائب النسائية والبلوزات وفساتين الزفاف والسواريه. الفترة التي يحتاجها إنتاج القطعة الواحدة هي يوم أو يومان حسب كل المنتج. ونحن نشارك في معارض محلية مما يحسن دخلنا. فأنا كنت ربة منزل ولم أكن أعمل واتفقت مع زوجي على أن أعمل وها أنا ذا أعمل منذ 7 سنوات في مؤسسة النداء والحمد لله أصبحت مشرفة في النول على 50 عاملة. كما أنني سافرت مع الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار للمشاركة في مؤتمر كينيا الدولي وأنا أحصل على 1000 جنيه من تسويق المنتجات عن طريق مؤسسة النداء."

ويعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائيعلى تحقيق أهـداف التنمية المستدامة خاصة الهدف الخامس لضمان وضع حد للتمييز ضد النساء والفتيات في كل مكان، إذ لا تزال هناك أوجه كبيرة من عدم مساواة في سوق العمل في بعض المناطق، مع حرمان المرأة بصورة منتظمة من المساواة في الحصول على الوظائف، كما تقول الدكتورة رندا أبو الحسن الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمصر: 


"نموذج مبادرة النداء يعتمد على إشراك المجتمع المحلي والناس وإعطائهم فرص عمل أو مهارات لكي يشعروا بأنهم منتجون. وقد وجدت أن المرأة يمكنها الخروج من منزلها للعمل بدون أي إشكالات اجتماعية، بل على العكس فقد كان هناك مردود إيجابي على وضع العائلة ومجتمعها. كما يعتبر كل من الشباب والشابات شركاء أساسيين في كل أنشطة برنامج الأمم المتحدة الانمائي UNDP وكل المنظمات التابعة للأمم المتحدة لأن شباب مصر يشكلون أكثر من نصف السكان. كما أن هناك طلبا كبيرا على سوق العمل وهناك مهارات كبيرة وابتكارات عظيمة بمصر. وبالتالي نحن ندعم العملية الاقتصادية الاجتماعية والمجتمعات المحلية والمؤسسات العامة والخاصة من أجل تحفيز الحركة الاقتصادية الاجتماعية".

تمكين المرأة اقتصاديا في مصر
UN News/Khaled Abdel Wahab
تمكين المرأة اقتصاديا في مصر

لا يمكن تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة والساعي لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات دون كفالة حقوق متساوية في الموارد الاقتصادية كالأرض والممتلكات للمرأة، أو دون ضمان حصول الجميع على خدمات جيدة. 
من محافظة قنا جنوب مصر
خالد عبد الوهاب لأخبار الأمم المتحدة