منظور عالمي قصص إنسانية

سائقو دراجات "البودا بودا" النارية في جنوب السودان يتعلمون قواعد السلامة، وترسيخ السلام

موكب  من أكثر مائة من دراجات البودا بودا النارية في  شوارع بلدة بونج الصغيرة المزدحمة الواقعة في مقاطعة مابان في جنوب السودان.
UNMISS
موكب من أكثر مائة من دراجات البودا بودا النارية في شوارع بلدة بونج الصغيرة المزدحمة الواقعة في مقاطعة مابان في جنوب السودان.

سائقو دراجات "البودا بودا" النارية في جنوب السودان يتعلمون قواعد السلامة، وترسيخ السلام

السلم والأمن

شهدت شوارع بلدة بونج الصغيرة المزدحمة الواقعة في مقاطعة مابان في جنوب السودان موكبا مهيبا لأكثر من مائة دراجة نارية تسمى هنا بـ"البودا بودا"، وهي مركبات الأجرة التي تعتبر وسيلة النقل الوحيدة والسريعة في المقاطعة.

الموكب الضخم الذي أوقف الحركة في البلدة الصغيرة يأتي بعد إكمال السائقين المتدربين لورشة عمل تدريبية ناجحة، حول سلامة القيادة على الطرق أجرتها بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان. 

وعادة ما يقطع سائقو البودا بودا شوارع البلدة في مثل هذا الوقت بسرعة عالية، مع القليل من الاهتمام بموجهات السلامة العامة. لكنهم انخرطوا في الورشة التي نظمتها البعثة الأممية، ليتعلموا قواعد مهمة في السلامة من شأنها أن تفيدهم وتفيد عملاءهم في المجتمع المحلي. بعد التدريب، اصطف الراكبون في طابور منظَّم ليحصلوا على ما لم يستخدمه معظمهم من قبل: خوذات السلامة والسترات العاكسة.

ويقول الشاب اليافع ستيفن غابرييل أحد سائقي دراجات البودا بودا إن الحصول على التدريب وعلى السترات العاكسة "شيء مهم للغاية بالنسبة لنا، لأن الناس لم يتمكنوا من تمييزنا من قبل ونحن على الدراجات، ولكن الآن يمكن لركابنا أن يرونا بشكل واضح. لم يكن الناس يحددون هويتنا دون هذا الزي الرسمي كسائقي بودا بودا، وما قدمته لنا بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان هو شيء مهم بالنسبة لنا ".
ومن بين أكثر من مائة من المتدربين الشباب، كانت هناك شابة واحدة فقط هي جويس يبتا ذات الخمسة وعشرين عاما، والتي اختارت هذه المهنة كسائقة منذ عام 2017 بعد أن انتقلت إلى البلدة إثر فقدها لكل أفراد عائلتها في الصراع الذي مزّق آخر بلد نال استقلاله في العالم. 

الجدير بالذكر أن الورشة التدريبة قد جاءت بفضل جهد تعاوني بين شرطة الأمم المتحدة ودائرة الشرطة الوطنية التابعة لجنوب السودان، وقد تضمنت دورة تنويرية لسائقي البودا بودا والذين يشكلون جمعية مهنية الآن، بهدف تعريفهم على مهمة بعثة الأمم المتحدة في البلاد. 
وتعمل بعثة الأمم المتحدة مع مجموعات مختلفة تجمعها المصالح المشتركة لنشر رسائل حول ولايتها وحول السلام في جميع أنحاء البلاد.