منظور عالمي قصص إنسانية

من أجل إعداد الأمم المتحدة لعالم الغد.. نهج جديد لمنع نشوب الصراعات

حفظة السلام في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أثناء قيامهم بدورية أمنية
UNMISS/Isaac Billy
حفظة السلام في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أثناء قيامهم بدورية أمنية

من أجل إعداد الأمم المتحدة لعالم الغد.. نهج جديد لمنع نشوب الصراعات

السلم والأمن

على مدى العقد الماضي، أنفق المجتمع الدولي 233 مليار دولار على الاستجابة الإنسانية وحفظ السلام واستقبال اللاجئين. وهو ما يظهر الحاجة إلى استثمار المزيد في جهود منع نشوب الصراعات، لأنها فعالة واقتصادية، والأهم من ذلك تنقذ الأرواح.

هذا بحسب الأمين العام أنطونيو غوتيريش، في كلمته أمام فعالية رفيعة المستوى، عقدتها الجمعية العامة، حول بناء السلام واستدامته ضمت عددا من رؤساء ووزراء حكومات العالم.

ومعلنا إصراره على إعداد الأمم المتحدة لعالم الغد، أشار السيد غوتيريش إلى مقترحات لإصلاح قطاعات التنمية والإدارة والسلم والأمن، لتقديم دعم أكثر فعالية وكفاءة على نطاق منظومة الأمم المتحدة للدول الأعضاء.

 

 الأمين العام أنطونيو غوتيريش، في كلمته أمام فعالية  الجمعية العامة رفيعة المستوى حول بناء السلام واستدامته
UN Photo/Evan Schneider
الأمين العام أنطونيو غوتيريش، في كلمته أمام فعالية الجمعية العامة رفيعة المستوى حول بناء السلام واستدامته

وأضاف هنا:

"إننا بحاجة إلى الدعم القوي من كل من مجلس الأمن والجمعية العامة لبناء واستدامة السلام في جميع مراحل الصراع، من المنع وتسوية الصراعات وحفظ السلام إلى بناء السلام والتنمية طويلة الأجل."

من جانبه شدد ميروسلاف لايتشاك رئيس الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة، على الحاجة إلى نهج بناء السلام واستدامته أكثر من أي وقت مضى، في إشارة إلى اعتماد كل من مجلس الأمن والجمعية العامة في عام 2016 قرارات بشأن ذلك.

وقال لايتشاك إن التحدي المتمثل في تحويل الكلمات إلى أفعال لا يزال قائما.

"نحن بحاجة إلى ذلك من أجل الناس في سوريا وهم يدخلون عامهم الثامن من صراع وحشي. إننا بحاجة إليه من أجل الناس في جنوب السودان، الذين عرفوا الحرب أكثر من السلام في حياتهم. إننا بحاجة إليه من أجل الأشخاص الذين يواجهون صراعا لا ينتهي، من اليمن وليبيا إلى الصومال وأفغانستان. إننا جميعا بحاجة إليه حين نرى علامات تحذيرية من ارتفاع التعصب وخطاب الكراهية."

 

ميروسلاف لايتشاك رئيس الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة(في الوسط)  أثناء فاعلية بناء السلام و  الأمين العام أنطونيو غوتيريش (يسار الصورة)
UN Photo/Evan Schneider
ميروسلاف لايتشاك رئيس الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة(في الوسط) أثناء فاعلية بناء السلام و الأمين العام أنطونيو غوتيريش (يسار الصورة)

ويتمحور النهج الجديد على خمس نقاط، هي الوقاية والحاجة إلى التماسك بشكل أكبر والشراكات والتمويل والشمولية، كما قال لايتشاك.

وتحدث أيضا في الفعالية رفيعة المستوى إسماعيل بيه، سفير اليونيسف للنوايا الحسنة للأطفال في الصراعات المسلحة، مسلطا الضوء على استمرار معاناة الأطفال في النزاعات المسلحة حول العالم، من سوريا إلى جنوب السودان وميانمار واليمن ونيجيريا وغير ذلك الكثير.

وقال "لا يزال الأطفال يعيشون في صراعات مدمرة ويتعرضون للهجوم على نطاق صادم، تتجاهل فيه أطراف الصراعات بشكل صارم سياسات وقرارات القانون الدولي، بل وحتى القوانين الوطنية المتعلقة بحماية أكثر أفراد مجتمعاتنا ضعفا."

وحذر بيه، وهو أيضا كاتب سيراليوني وطفل مجند سابق، من عدم إدراج الأطفال في عملية بناء السلام.

وأضاف، "بدون تفكير جدي ومسخر من أجلهم، وبدون تشكيل عالم لا يحميهم فحسب، بل يجعلهم أيضا مواطنين نشيطين بمعايير أخلاقية ومعنوية تمكنهم من أن يكونوا أناسا محترمين، فإن جميع جهودنا هنا اليوم ستحظى بالفشل ولن تسفر عن مستقبل نفخر به."

وفي مجمل كلمته، قال الأمين العام إن التنمية المستدامة والشاملة هي أفضل أداة وقائية في العالم في مواجهة الصراعات العنيفة وعدم الاستقرار.

وأضاف أن التمويل جانب أساسي في دعم أنشطة بناء السلام، وبدونه يمكن أن تذهب الجهود المبذولة لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة وحماية الضعفاء عبثا.

وتطرق كبير الدبلوماسيين الأمميين إلى صندوق بناء السلام، الذي "أظهر بالفعل قدرته على دعم الشركاء الوطنيين ودعم عملية الانتقال إلى السلام والاستقرار وتعزيز التماسك عن طريق توزيع الموارد من خلال أكثر من 25 وكالة من وكالات الأمم المتحدة والحكومات والشركاء الآخرين.

وفي هذا الصدد، دعا الأمين العام مرة أخرى إلى زيادة موارد الصندوق إلى 500 مليون دولار في السنة، لما يلعبه الصندوق من دور حيوي في الاستجابة لأزمة وشيكة بسرعة، وتمول المشاريع التي لا يخاطر أي شخص آخر بالاستثمار فيها ويعزز التنوع والشمولية، حيث تدعم العديد من برامجه النساء والشباب.

وفيما يتعلق بإصلاحاته للسلام والأمن، اقترح الأمين العام عدة طرق لزيادة تمويل الصندوق وإعادة ترتيب أولوياته لأنشطة بناء السلام، من خلال التمويل الاختياري والمنتظم والمبتكر؛ وكذلك زيادة عدد الوظائف الدائمة في مكتب دعم بناء السلام بنسبة 50%.