منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: عام 2016 يشهد أعلى حصيلة من القتلى والجرحى منذ 7 سنوات في أفغانستان

الممثل الخاص لأفغانستان تاداميتشي ياماموتو (يمين)، ودانييل بيل، مديرة وحدة حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة للمساعدة إلى أفغانستان، يعرضان تقرير حول سقوط ضحايا من المدنيين. المصدر: البعثة / فردين وايزي.
الممثل الخاص لأفغانستان تاداميتشي ياماموتو (يمين)، ودانييل بيل، مديرة وحدة حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة للمساعدة إلى أفغانستان، يعرضان تقرير حول سقوط ضحايا من المدنيين. المصدر: البعثة / فردين وايزي.

الأمم المتحدة: عام 2016 يشهد أعلى حصيلة من القتلى والجرحى منذ 7 سنوات في أفغانستان

وثق تقرير صادر عن بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان مقتل وإصابة نحو 11,500 مدني ثلثهم من الأطفال خلال 2016، في أسوأ حصيلة سنوية منذ بدء هذا الإحصاء في عام 2009.

ودعت الأمم المتحدة جميع الأطراف المتحاربة في أفغانستان إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف قتل وتشويه المدنيين.

وأضاف التقرير أن بين الضحايا أكثر من 3500 طفل، مما يعكس ارتفاعاً بنسبة" غير متكافئة" بلغت 24% على مدى عام 2016.

وتعليقا على ما أورده التقرير قال تاداميتشي ياماموتو، الممثل الخاص للأمين العام في أفغانستان إن قتل وتشويه الآلاف من المدنيين الأفغان يثير الألم والانزعاج وهو أمر يمكن تفاديه إلى حد كبير. وشدد على ضرورة أن تتخذ جميع أطراف النزاع تدابير ملموسة فورية لحماية عامة الشعب الأفغاني، الرجال والنساء والأطفال الذين دمرت حياتهم.

وقال التقرير إن القوى المناهضة للحكومة، وعلى رأسها حركة طالبان، مسؤولة عما يقرب من ثلثي الضحايا في حين كانت القوات الموالية للحكومة مسؤولة عن نحو ربع الضحايا.

وأوضح أن القتال بين قوات الأمن الأفغانية والعناصر المناهضة للحكومة، وبشكل خاص في مناطق مأهولة بالسكان يبقى "السبب الرئيسي للخسائر في أرواح المدنيين"، تليه الأجهزة المتفجرة المرتجلة، والهجمات الانتحارية المعقدة، فضلا عن عمليات القتل المستهدف والمتعمد.

ويوثق التقرير أيضا زيادة في الهجمات التي شنها تنظيم داعش / دولة محافظة خراسان الإسلامية، ولا سيما استهداف المسلمين الشيعة.

كما أسفرت الضربات التي تشنها القوات الأفغانية والقوات الأميركية الحليفة عن سقوط 590 مدنياً بينهم 250 قتيلاً، أي ضعف عدد الضحايا في 2015.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، إن عدد الضحايا يرسم صورة لمعاناة الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع الذين يدفعون أفدح الأثمان.

وأضاف أن أطفالا قتلوا أو فقدوا أبصارهم، وأصيبوا بالشلل - أو تسببوا عن غير قصد في وفاة أصدقائهم - بينما كانوا يلعبون بالذخائر غير المنفجرة التي خلفها إهمال أطراف النزاع. وذكر أن المرأة ما زالت لتعاقب بقسوة بالتوازي مع ما يسمى بعمليات "العدالة"، بينما تستهدف الأقليات الدينية خلال الصلاة في مساجدها.

وأضاف زيد "بعد نحو 40 عاما من التغير المستمر للنزاع المسلح في أفغانستان، ظهر فرع لتنظيم داعش الآن كعنصر إضافي قاتل."

وشدد على أن الوقت قد حان لأن تتوقف مختلف أطراف الصراع عن ارتكاب جرائم حرب والتفكر في الضرر الذي يسببونه لأمهاتهم وآبائهم، والأطفال والأجيال المستقبلية من خلال الاستمرار في تأجيج هذا الصراع الذي لا معنى ولا نهاية له.

ودعا ياماموتو وزيد جميع الأطراف إلى الحد من استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين، وضمان إزالة المتفجرات من مخلفات الحرب. كما شددا على ضرورة المساءلة وتطبيق العدالة عن انتهاكات القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدولي.