منظور عالمي قصص إنسانية

حلب: عاملون في مجال الصحة يشهدون أسوأ أحد أيام حياتهم

معظم السوريين  الباقيين في حلب يعيشون في هياكل مبان سكنية. المصدر: توم وستكوت / إيرين
معظم السوريين الباقيين في حلب يعيشون في هياكل مبان سكنية. المصدر: توم وستكوت / إيرين

حلب: عاملون في مجال الصحة يشهدون أسوأ أحد أيام حياتهم

مع اشتداد العنف في سوريا، ما زال المدنيون والعاملون في مجال الصحة يدفعون أبهظ ثمن للصراع. وتعد حلب في الوقت الحالي هي المدينة الأكثر خطورة في العالم. وقد قتل وجرح عشرات الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، فيما أجبر آلاف آخرون على الفرار.

هذا ما أورده بيان لمنظمة الصحة العالمية مضيفا نقلا على لسان أحد العاملين في مستشفى الرازي العام في حلب منذ أكثر من 15 عاما، "لقد كان يوما كارثيا". وكان طه وزملاؤه يقومون بعلاج مدنيين أصيبوا بجروح بالغة في قسم الطوارئ في أعقاب سلسلة من الهجمات على أحد أحياء المدينة. "لم أستطع أن أصدق عيني عندما رأيت ابنتي البالغة من العمر 10 بين الجثث على الأرض". وكانت ابنته قد عادت لتوها من المدرسة إلى البيت عندما أصاب صاروخ المبنى، وقتلها والكثيرين غيرها.

وفي قسم الطوارئ وفيما كانت الممرضة هناء تعمل مع الفريق الطبي في محاولة لإنقاذ حياة والدتها، التي تعرضت لإصابات شديدة جراء قذيفة هاون، علمت أن أخيها ضياء الدين، نقل إلى المستشفى بعد تعرض المبنى المقيم فيه للقصف وتوفي قبل وصوله. وقالت هناء "اعتقدت أن معاناتنا قد انتهت بعد فرارنا من القتال العنيف في حينا منذ سبعة أشهر. ولكن من الواضح أنه لا توجد أماكن آمنة هنا في حلب. وتوفيت والدتي بعد يومين."

وتروي سهى الممرضة في قسم الطوارئ منذ 19 عاما قصتها قائلة، "كان هذا المكان دائما بيتي الثاني. ولكن تغيير هذا إلى الأبد." فبينما كانت تؤدي مهامها شاهدت فريق الطوارئ يحمل أخيها الأكبر أحمد إلى المستشفى. "كان مغطى بالدماء. لم أستطع أن أرى وجهه ولكن كنت أعرف أنه هو". لقد قام قناص بإطلاق النار على شقيقها أثناء محاولته مغادرة المنزل.

وقالت اليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا "في حياتي المهنية خلال عملي مع منظمة الصحة العالمية، لم يسبق لي أن شهدت مثل هذه المشاهد المأساوية المروعة. وعلى الرغم من المآسي والدمار الذي يواجهه الممرضون وغيرهم من العاملين في مجال الصحة ما زالوا يعملون بشكل بطولي لإنقاذ الأرواح يوميا، متغلبين على أحزانهم الشخصية".

ولضمان قدرة العاملين في مجال الصحة في سوريا على مواصلة العمل في مثل هذه الظروف والتحديات، تقدم منظمة الصحة العالمية الدعم النفسي للعاملين الصحيين في جميع أنحاء البلاد، فضلا عن التدريب على بناء القدرات. وفي عام 2016 وحده، قامت منظمة الصحة العالمية بتدريب أكثر من 16 ألف من مقدمي الرعاية الصحية من المرافق الصحية العامة والخاصة والمنظمات غير الحكومية حول مواضيع الصحة العامة مثل الإسعافات الأولية وعلاج ضحايا الأسلحة الكيميائية، وإدارة رعاية المصابين بالصدمة.