اليونيسف: سوء التغذية بين الأطفال في اليمن يصل إلى أعلى مستوياته

وتظهر أعلى معدلات سوء التغذية الحاد بين أطفال محافظات الحديدة وصعدة وتعز وحجة ولحج، وتشكل هذه المحافظات الخمس أكبر عدد من حالات سوء التغذية الشديد الحدة في اليمن، في حين تسجل محافظة صعدة أعلى معدلات التقزم بين الأطفال على مستوى العالم، إذ يعاني ثمانية من أصل عشرة أطفال في المحافظة من سوء التغذية المزمن بنسبة غير مسبوقة.
وتقول الدكتورة ميريتشل ريلانو، القائمة بأعمال ممثل اليونيسف في اليمن: "إن معدلات سوء التغذية في اليمن هي الأعلى والأكثر تصاعداً من أي وقت مضى، وصحة أطفال البلد الأفقر في الشرق الأوسط لم تشهد مطلقاً مثل هذه الأرقام الكارثية التي نشهدها اليوم."
وشهد اليمن تحديات تمثلت في انتشار الفقر وانعدام الأمن الغذائي وتدني الخدمات الصحية حتى قبل تصاعد حدة النزاع في البلاد في آذار مارس 2015، إلا أنه في الوقت الراهن أصبح النظام الصحي في البلاد على شفا الانهيار.
وأوضح البيان أن الرعاية الطبية في اليمن تقتصر على أقل من ثلث تعداده السكاني، بينما تعطل أكثر من نصف المرافق الصحية، ولم يتلقَ العاملون في مجال الصحة رواتبهم منذ شهور. كما تواجه وكالات الإغاثة صعوبة في إيصال الإمدادات المنقذة للحياة للناس بسبب الأزمة السياسية القائمة بين الأطراف المتنازعة.
ويموت في اليمن على الأقل طفل واحد كل عشر دقائق بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، مثل الإسهال وسوء التغذية والتهاب الجهاز التنفسي.
وبحسب ريلانو: "أفقدَنا العنف والنزاع مكاسب كبيرة تَمكن اليمن من تحقيقها خلال العقد الماضي في مجال صحة وتغذية الأطفال. فقد انتشرت الأوبئة مثل الكوليرا والحصبة، ونظراً لتوفر عدد قليل من المرافق الصحية العاملة زاد تفشي هذه الأمراض ليلحق ضررا كبيرا بالأطفال."
ودعمت اليونيسف خلال عام 2016 علاج 215 ألف طفل ممن يعانون من سوء التغذية الشديد في اليمن، وقدمت الفيتامينات والمكملات التغذوية لأربعة ملايين طفل ممن هم دون الخامسة من العمر لتعزيز مناعتهم. إلا أن هذا العمل المنقذ للحياة يظل مقيداً بسبب نقص التمويل وعدم القدرة على الوصول إلى المناطق التي يشتد فيها القتال.
وتضيف ريلانو: "ندعو أطراف النزاع في اليمن إلى توفير سبل الوصول غير المشروط إلى الأطفال المحتاجين في مختلف أنحاء البلاد كي نتمكن من تزويدهم بالإمدادات الغذائية وعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ودعم الخدمات الصحية اليمنية".