منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤول دولي يشدد على أهمية التزام المجتمع الدولي بمساعدة أفغانستان

في مؤتمر صحفي في كابول، تاداميتشي ياماموتو، ممثل الأمين العام الخاص لأفغانستان، ورئيسة وحدة حقوق الإنسان في يوناما، دانييل بيل، يعرضان أحدث تقرير عن   الضحايا المدنيين. المصدر: يوناما / فردين وايزي
في مؤتمر صحفي في كابول، تاداميتشي ياماموتو، ممثل الأمين العام الخاص لأفغانستان، ورئيسة وحدة حقوق الإنسان في يوناما، دانييل بيل، يعرضان أحدث تقرير عن الضحايا المدنيين. المصدر: يوناما / فردين وايزي

مسؤول دولي يشدد على أهمية التزام المجتمع الدولي بمساعدة أفغانستان

من الصراع المستمر منذ عقود والذي شهد مقتل عدد متزايد من المدنيين إلى اجتثاث الفساد من الجهات الحكومية، تواجه أفغانستان مجموعة من التحديات بدعم من المجتمع الدولي – كل هذا سيكون موضوع مناقشات الاجتماع المنعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل يومي الرابع والخامس من أكتوبر.

يشارك في المؤتمر الذي تستضيفه أفغانستان والاتحاد الأوروبي نحو 70 بلدا و 20 منظمة ووكالة دولية، ويوفر منصة لحكومة أفغانستان لتحديد رؤيتها وسجلها الحافل في مجال الإصلاح.

وسيركز المجتمعون على ثلاثة مجالات هي: الجهود الدولية والأفغانية المشتركة لتعزيز فعالية الدعم والتمويل الدولي المستمر، على أساس إطار تنمية وطنية أفغاني جديد ؛ وجهود الإصلاح الأفغانية، بما في ذلك الإصلاح الاقتصادي، وسيادة القانون، وتحسين الإدارة المالية العامة ومكافحة الفساد، وذلك لضمان توفير أهم الخدمات والسلع العامة؛ والجهود الإقليمية لدعم العملية السياسية نحو السلام والتعاون الاقتصادي عبر الحدود.

تعد أفغانستان واحدة من الدول العشرة في العالم التي لديها عدد كبير من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. كما لديها أعلى معدلات وفيات الأمهات والرضع والأطفال في العالم. المصدر: يوناما / سيد باريز

ويشار إلى أن للأمم المتحدة تاريخا طويلا في أفغانستان، حيث تعمل مختلف الوكالات هناك، البعض منها منذ عام 1949. وتقود بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، الجهود المدنية الدولية في مساعدة البلاد. كما توفر البعثة أيضا المساعي السياسية الحميدة، وتعمل مع الحكومة، وتدعم عملية السلام والمصالحة والرصد وتعزيز حقوق الإنسان وحماية المدنيين في الصراعات المسلحة، وتعزز إدارة الحكم الرشيد وتشجع التعاون الإقليمي.

ويحضر اجتماع بروكسل الأمين العام بان كي مون، وكذلك ممثله الخاص لأفغانستان، تاداميتشي ياماموتو، الذي تحدث مع مركز أنباء الأمم المتحدة قبيل المؤتمر.

مركز أنباء الأمم المتحدة: ما هي أكبر التحديات التي تواجه أفغانستان اليوم؟

السيد ياماموتو: أعتقد أنه في الحديث عن التحديات لا بد من الإشارة إلى تلك الموجودة داخل الحكومة وتلك التي تشكل تحديا للحكومة ذاتها.

أعتقد أن التحدي الأساسي هو موضوع الأمن. الأمن يؤثر في الواقع على جميع أنشطة الحياة في أفغانستان. بعد انسحاب القوات الدولية في عام 2014، اختبرت حركة طالبان قدرة القوات الوطنية الأفغانية للدفاع عن البلاد. وقد خلق ذلك وضعا صعبا نوعا ما في عام 2015، عندما نجح تمرد طالبان في تحقيق تقدم في مجال توسيع مناطق سيطرته، كما بدت قوات الأمن والدفاع الوطني الأفغانية في موقف دفاعي.

وأود أن أقول إنه بالإضافة إلى ذلك، هناك تحد يواجه الحكومة ذاتها. الحكومة هي حكومة وحدة وطنية، جمعت أطرافا سياسية مختلفة معا لتعمل كقوة سياسية موحدة. ولكن لأنها تأتي من خلفيات سياسية مختلفة، لم يكن من السهل الحفاظ على إدارة سلسة وتنفيذ السياسات في الحكومة.

وقد ظهرت مسألة الخلافات هذه داخل الحكومة في الآونة الأخيرة، وأعتقد أن محاولة ضمان استقرار الحكومة داخليا لتكون قادرة على التعامل مع جميع القضايا الضرورية أمر بالغ الأهمية حقا.

مركز أنباء الأمم المتحدة: ما هو دور بعثة الأمم المتحدة فيما يتعلق بالتحديات التي ذكرتها؟

السيد ياماموتو: لدينا دور كبير لا سيما من حيث التصدي للتحدي السياسي. بعثة الأمم المتحدة لديها ولاية لتقديم المساعي الحميدة، ولتمكين هؤلاء الناس من العمل معا بشكل أفضل. هذا في الواقع هو جوهر دورنا: محاولة تمكين القادة السياسيين من العمل معا بشكل أفضل.

من حيث الأمن، بعثة الأمم المتحدة ليست لديها مسؤولية مباشرة- نحن لسنا في الحقيقة بعثة كبيرة. لكن قوة البعثة تكمن في أن لدينا مكاتب في المحافظات - ما يسمى بالمكاتب الميدانية - في اثني عشر موقعا في أنحاء البلاد، ونحن قادرون على رصد وتقييم الوضع، بما في ذلك الوضع الأمني في البلاد، ربما أفضل من أي وجود دولي آخر. ونحن قادرون على توفير تقييمنا للمجتمع الدولي، وأحيانا حتى الحكومة نفسها، والذي من شأنه أن يساعد على إدارة الوضع بشكل أفضل. ولكن أعتقد أيضا، أن دورنا هو محاولة لتقديم تقييم أكثر شمولا للوضع، ومحاولة تحديد رؤية لمستقبل البلاد، وإلى أين نتجه - أعتقد أن هذا أمر يمكن أن نوفره.

مركز أنباء الأمم المتحدة: الفساد مشكلة كبيرة في البلاد. هل تم إحراز تقدم في مجال مكافحته؟

السيد ياماموتو: نعم، الرئيس غاني والدكتور عبد الله - رئيس الجمهورية والرئيس التنفيذي- لديهما رؤية قوية إلى حد ما حول كيفية تعامل البلاد مع الفساد، ومؤخرا على وجه الخصوص، قامت الحكومة، تحت القيادة القوية للرئيس غاني، بوضع نظام إصلاحات قوي، وبإنشاء ما يسمونه مركز العدل لمكافحة الفساد. وهذا هو النظام الجديد الذي سيتم عزله، إلى أقصى حد ممكن، عن أي تأثير خارجي. وسوف يتم اختيار أعضاء اللجنة وأعضاء الأمانة بعناية فائقة. وسوف تنطوي مهمتهم على محاكمة المسؤولين على أعلى مستوى، وأعتقد أنهم عازمون على القيام بذلك.

لكنهم يدركون أيضا أن الفساد هو مشكلة تتغلغل فعلا في المجتمع، ولا تنحصر فقط في مجرد تورط أشخاص، إن تغيير النظام برمته فيما يتعلق بكيفية عمل البيروقراطية والمجتمع أمر ضروري. إنهم يسعون إلى اتباع نهج طويل الأمد في محاولة لإصلاح الوزارات وكيفية سير عمل الحكومة. هذه مهمة صعبة للغاية تتطلب عزيمة قوية، وينبغي على المجتمع الدولي تعزيز جهود القادة في هذا الصدد.

مركز أنباء الأمم المتحدة: يبدو أن المجتمع الدولي سيقوم بدور رئيسي في مجال التقدم في أفغانستان في المستقبل؟

السيد ياماموتو: حسنا، أود أن أقول إن أحد العناصر الهامة لنجاح جهودنا هو الالتزام الحقيقي من جانب المجتمع الدولي. وعلى المجتمع الدولي أن يفهم ذلك، وأعتقد أنه يتفهم، أن البلاد - على الرغم من محاولتها الاعتماد على النفس - تتطلب الكثير من المساعدة لسنوات قادمة.