منظور عالمي قصص إنسانية

لبنان هو النقيض الصارخ للدولة العنصرية ذات اللون الواحد النابذ لكل الأطياف

رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام في المناقشة العامة للدورة الواحد وسبعين للجمعية العامة. المصدر الأمم المتحدة / لوي فيليبي
رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام في المناقشة العامة للدورة الواحد وسبعين للجمعية العامة. المصدر الأمم المتحدة / لوي فيليبي

لبنان هو النقيض الصارخ للدولة العنصرية ذات اللون الواحد النابذ لكل الأطياف

"في قلب الزلزال العظيم الذي يعيشه المشرق، حيث تهتز الخرائط والكيانات، وتلفظ المجتمعات أهلها موجاتٍ لا تنتهي من النازحين.. يقف صامدا كيانٌ صغير اسمه لبنان، عاند حتى الآن كل الهزات الارتدادية لما يجري حوله، وقدم للعالم نموذجا مناقضا للمسار الذي يراد له أن يُثبِتَ عدم قدرة منطقتنا على احتمال التعايش بين المختلفين."

هذا بعض مما وصف به رئيس الوزراء اللبناني، تمام سلام، بلده الصغير لبنان الذي يتحمل أعباء كبيرة نتيجة الأزمات المتتالية على المنطقة، بما فيها قضية فلسطين والنزاع السوري.

هذا البلد العنيد يعاني الأمريين ويحتاج إلى مساعدة دولية ماسة، قال تمام سلام،"لبنان هو فكرة عالية عن تصالح الانتماءات، والنقيض الصارخ للدولة العنصرية ذات اللون الواحد، النابذ لكل الأطياف. هو مختبر للشراكة، في زمن تتحارب فيه المذاهب والقوميات والإثنيات، وتضيق الأوطان بناسها. هذا النموذج يعاني من وهن سياسي .. ويحتاج من العالم يدا ممدودة.. وإلى ذلك الحين سيبقى اللبنانيون – في قلب الشرق المقهور – ثابتين على عهد العيش الواحد في وطن واحد."

وفي كلمته أوضح رئيس الوزراء اللبناني أن الحرب السورية المؤلمة أنتجت أزمة نزوح حملت لبنان أعباء تفوق قدراته، مطالبا الأمم المتحدة بوضع تصور كامل لإعادة كريمة وآمنة للنازحين السوريين الموجودين على أرضه، ومشددا مرة أخرى على الطابع المؤقت للوجود السوري في لبنان.

كلمة الرئيس سلام تطرقت أيضا إلى الشغور في رئاسة الجمهورية اللبنانية مشيرا إلى أن هذا الأمر انعكس سلبا على كافة مؤسسات البلاد، ومقرّا بأن "حل مشكلة الشغور الرئاسي في لبنان ليس في أيدي اللبنانيين وحدهم".

إلى ذلك أكد سلام التزام لبنان بالقرار 1701 وتمسكه الكامل بحقه في مياهه وثروته الطبيعية من نفط وغاز في منطقته الاقتصادية الخالصة.

كما أدان استمرار إسرائيل في احتلال الأرض الفلسطينية وحصار قطاع غزة، محملا إياها مسؤولية إفشال جهود التسوية السلمية.