منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام في اجتماع حول ظاهرة النينيو والمناخ يدعو إلى الانتقال من تقديم المساعدات إلى القضاء على العوز

مزارعون في إثيوبيا. القرن الأفريقي هي واحدة من المناطق الأكثر تضررا من ظاهرة النينيو. الصورة: FAO / تاميرو يجيسي
مزارعون في إثيوبيا. القرن الأفريقي هي واحدة من المناطق الأكثر تضررا من ظاهرة النينيو. الصورة: FAO / تاميرو يجيسي

الأمين العام في اجتماع حول ظاهرة النينيو والمناخ يدعو إلى الانتقال من تقديم المساعدات إلى القضاء على العوز

حياة وسبل معيشة ملايين الناس من النساء و الفتيات والرجال والفتيان في جميع أنحاء العالم قد انقلبت رأسا على عقب جراء أحداث الطقس المتطرفة المرتبطة بظاهرة النينيو الحادة.

هذا ما قاله الأمين العام بان كي مون في كلمته في اجتماع حول ظاهرة النينيو والمناخ عقد اليوم في مقر الأمم المتحدة على هامش المنتدى السياسي رفيع المستوى الذي ينظمه مجلس الأمم المتحدة الاقتصادي والاجتماعي.

وأوضح السيد بان أن ظاهرة النينيو تسبب الجفاف والفيضانات التي تدمر المجتمعات، وتقوض سبل العيش لأكثر من 60 مليون شخص، بدءا من الممر الجاف في أمريكا الوسطى، إلى القرن الأفريقي وجنوب أفريقيا، وجزر المحيط الهادئ وجنوب شرق آسيا.

"كان هناك العديد من التحذيرات بأن التغيرات المناخية التي يتسبب فيها البشر قد تتفاعل مع النينيو بطرق لم يسبق لها مثيل. علينا أن نتوقع أن الأحداث المستقبلية ستكون أقرب إلى التقلب، وتصبح أكثر تواتراً وحدة، بدءا من النينيا، التي من المرجح أن تبدأ في أواخر عام 2016 وتمتد إلى عام 2017.إن الصعوبات التي تواجه استجابتنا تتجاوز العمل الإنساني."

وأشار بان إلى أن الظواهر الجوية المتطرفة تتسبب في تراجع مكاسب التنمية، وأضاف، "لا يمكن للناس والمجتمعات التخلص من الفقر أو القضاء على الجوع إذا قضت الفيضانات والعواصف أو الجفاف على مواردهم كل بضع سنوات."

وتابع قائلا، "حتى عندما يتم التصدي لسوء التغذية وإبقاء الأطفال على قيد الحياة، فإنهم قد يعانون مدى الحياة من التقزم وضعف النمو. ومن شأن ذلك أن يكون له تداعيات خطيرة على التعليم، وقدرة الناس على كسب الرزق، والفرص المتاحة للمجتمعات والدول للازدهار والنمو بطريقة مستدامة."

وحذر الأمين العام من أن الأحداث المناخية المتطرفة المرتبطة بتغير المناخ قد تشكل خطرا على تحقيق أجندة 2030 للتنمية المستدامة في كثير من البلدان الأشد فقرا والأكثر ضعفا.

وأبرز الأمين العام أهمية جمع العناصر الإنسانية والتنموية ومرونة المناخ لتحقيق الأهداف المشتركة والنتائج الجماعية.

وشدد على أهمية الاستثمارات في الحد من مخاطر الكوارث وبناء المرونة، مع التركيز على الأشخاص الأكثر عرضة لتغيير حياتهم والانتقال من تقديم المساعدات إلى القضاء على العوز.

وأوضح أنه تم تبني هذه التغييرات في قمة العمل الإنساني العالمية في إسطنبول قبل شهرين.

وأكد على أهمية تعزيز الاستجابة وتقاسم عبء تغير المناخ بصورة أكثر إنصافا، وإظهار التضامن بشكل أكبر مع المحتاجين.

ودعا الحكومات المتضررة والجهات المانحة والمجتمع المدني والجهات الفاعلة الإنسانية والتنموية، والشركاء من القطاع الخاص إلى دعم جهود مبعوثيه المعنيين بظاهرة النينيو والمناخ، وهما رئيسة أيرلندا السابقة ماري روبنسون، والسفير الكيني ماشاريا كاماو، بغية رفع مستوى الوعي وحشد المزيد من الموارد.