منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير دولي: مدنيون سوريون يتعرضون لإعدامات ميدانية والموت رهن الاعتقال

من الأرشيف: رئيس اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في سوريا باولو سيرجيو بينيرو وكارين أبو زيد. المصدر: الأمم المتحدة / جان مارك فيري
من الأرشيف: رئيس اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في سوريا باولو سيرجيو بينيرو وكارين أبو زيد. المصدر: الأمم المتحدة / جان مارك فيري

تقرير دولي: مدنيون سوريون يتعرضون لإعدامات ميدانية والموت رهن الاعتقال

أفاد تقرير دولي حديث بأن آلاف المعتقلين قد قتلوا أثناء احتجازهم من قبل الأطراف المتصارعة في سوريا خلال الأربع سنوات والنصف الماضية.

واستند التقرير إلى ستمئة وإحدى وعشرين مقابلة والعديد من المواد الوثائقية. وفصلت اللجنة في تقريرها كيف تم الاعتقال التعسفي لمدنيين سوريين واحتجازهم بطريقة غير قانونية واختطافهم أو أخذهم رهائن منذ اندلاع النزاع.

باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق المستقلة قال، في مؤتمر صحفي في جنيف، إن عددا كبيرا من الأشخاص غالبيتهم من المدنيين الرجال اعتقلوا وتعرضوا للانتهاكات من جميع أطراف الصراع.

وأضاف أن الكثيرين من المحتجزين لقوا مصرعهم أثناء احتجازهم.

"خلصت اللجنة إلى أن تلك الانتهاكات تصل إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. يتعرض المعتقلون لانتهاكات على نطاق واسع في مراكز الاعتقال الحكومية. يتعرض السجناء بشكل روتيني للتعذيب والضرب، ويجبرون على العيش في زنزانات مكتظة غير نظيفة، بدون ما يكفيهم من الطعام وبدون رعاية طبية. ويلقى الكثيرون منهم حتفهم في الاحتجاز."

الحكومة السورية

ويشير الشهود والمواد التوثيقية بشدة إلى وجود عشرات الآلاف من المعتقلين لدى الحكومة السورية، كما اختفى آخرون بعد اعتقالهم من قبل قوات الحكومة أو خلال تنقلهم بين المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

وأكدت اللجنة أن الحكومة السورية ارتكبت جرائم ضد الإنسانية متمثلة في القتل، والاغتصاب وغيره من ضروب العنف الجنسي، والتعذيب، والسجن، والاختفاء القسري وغيره من المعاملات اللاإنسانية. وقال التقرير إن هذه الانتهاكات تشكّل جرائم حرب حيث تم تنفيذ تلك الأفعال بعد اندلاع النزاع المسلح.

المجموعات المسلحة

وبعد تمكنها من السيطرة على بعض الأراضي، قامت المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة أيضاً باحتجاز معتقلين تحت ظروف وحشية. وقال التقرير إن بعض المجموعات المناهضة للحكومة قامت بإنشاء أماكن احتجاز مؤقتة حيث تمت إساءة معاملة جنود أسرى من الحكومة وإعدامهم.

وقال إن جبهة النصرة والجماعات المسلحة المناهضة للحكومة تسيطر على أماكن احتجاز تضم جنود الجيش السوري علاوة علي المدنيين.

وقد سُجّلت حالات تعذيب ووفاة المعتقلين في بعض هذه المرافق.

وخلص التقرير إلى أن جماعة جبهة النصرة الإرهابية وبعض الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة ارتكبت جرائم حرب متمثلة في القتل، والمعاملة القاسية، والتعذيب.

تنظيم داعش

أما في المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي المسمَى داعش فقد تعرض المعتقلون إلى انتهاكات خطيرة بما في ذلك التعذيب، والإعدامات الميدانية.

وأفاد التقرير الدولي بتكرر إعدام المعتقلين بعد أن أصدرت المحاكم غير القانونية أحكام الإعدام عليهم.

وذكر تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة إن تنظيم داعش ارتكب جرائم ضد الإنسانية متمثلة في القتل، والتعذيب، وجرائم الحرب.

التوصيات

تشمل توصيات التقرير مناشدة مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات ضد الأفراد والهيئات والجماعات المشتبه في مسؤوليتهم أو تواطؤهم في حالات الوفاة أثناء الاحتجاز والتعذيب والاختفاء القسري.

وقال عضو اللجنة فيتيت مونتاربورن إن أوضاع المعتقلين في سوريا أصبحت حرجة، وتمثل أزمة ملحّة وواسعة النطاق على صعيد حماية حقوق الإنسان.

ومع تواجد آلاف المعتقلين في الاحتجاز شددت اللجنة الدولية على ضرورة أن تتخذ الحكومة السورية والجماعات المسلحة، والقوى الخارجية الداعمة لمختلف الأطراف المتنازعة وكذلك المجتمع الدولي ككل، إجراءات عاجلة لتفادي وقوع مزيد من الوفيات.