منظور عالمي قصص إنسانية

مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (اونكتاد) يناقش دور الصناعات الاستخراجية في خلق فرص العمل

مقر منظمة (مؤتمر) الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) في جنيف. صورة من الأونكتاد
مقر منظمة (مؤتمر) الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) في جنيف. صورة من الأونكتاد

مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (اونكتاد) يناقش دور الصناعات الاستخراجية في خلق فرص العمل

يناقش المشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (اونكتاد)، ومعرض أفريقيا الـ 17 للنفط والغاز والمعادن الذي يقام في الخرطوم، السودان، في الفترة من 23-26 نوفمبر تشرين ثاني الجاري إعادة تعريف دور الصناعات الاستخراجية في خلق فرص العمل، سواء داخل القطاع أو الاقتصاد بصورة أوسع.

بالإضافة إلى ذلك، سوف يناقش المشاركون تحليل إمكانية استكشاف وإنتاج النفط والغاز، وفرص الاستثمار في السودان ودول افريقية أخرى.

ويقول الأونكتاد إن صناعات النفط والغاز والتعدين التي توظف حاليا حوالي واحد في المائة من القوى العاملة في أفريقيا - يمكنها فعل المزيد لخلق وظائف مباشرة وغير مباشرة أكثر استقرارا، لا تعزز النمو الاقتصادي فحسب بل تعمل أيضا على حماية البيئة وتعزيز الاندماج الاجتماعي.

وفي أفريقيا، هناك خمسة ملايين فرصة عمل جديدة سنويا لأكثر من 12 مليون من الشباب المنضمين إلى القوى العاملة، إلا أن دراسة أعدتها مؤسسة التمويل الدولية في غانا، على سبيل المثال، وجدت أن إنشاء وظيفة واحدة مباشرة في قطاع التعدين يمكن أن تولد 27 وظيفة إضافية في الاقتصاد بصورة أوسع.

ويوجد في أفريقيا ثمانية في المائة من احتياطي النفط والغاز في العالم. وتصنف الجمعية الجيولوجية الأمريكية القارة في المرتبة الأولى أو الثانية في حصتها من الاحتياطي العالمي من قائمة طويلة من المعادن والفلزات، مثل البوكسيت والكروم والكوبالت وإلمينيت، والماس الصناعي والمنغنيز والفوسفات ومعادن مجموعة البلاتين، والروتيل، ورماد الصودا، الفيرميكوليت والزركونيوم.

وتشمل الفوائد التي يمكن أن تجلبها الصناعات الاستخراجية للبلدان النامية إيرادات الدول المضيفة من خلال ترتيبات تقاسم الإنتاج، والعوائد والضرائب على الدخل. كما أن تطوير الصناعات الاستخراجية من شأنه أيضا توليد منافع اقتصادية أوسع نطاقا، وتعزيز النمو الشامل والتنمية المستدامة.

وقد لا تولد الصناعات الاستخراجية، نظرا لطبيعتها الرأسمالية الكثيفة، العديد من فرص العمل المباشرة، إلا أن صلاتها مع الاقتصاد بصورة أوسع قد يساعد في خلق فرص عمل إضافية. ومن خلال هذه الصلات يتم توصيل هذا القطاع مع موردي المدخلات؛ وتتم معالجة المخرجات لتحويلها إلى منتجات ذات قيمة مضافة. إضافة إلى ذلك يصبح هناك طلب على السلع والخدمات المنتجة محليا، وخلق بيئة مواتية لصناعات جديدة تعتمد على المهارات والقدرات المكتسبة من الصناعات الاستخراجية.

وللمقارنة بين إمكانات أفريقيا مع تجربة البلدان المتقدمة، كشفت دراسة حديثة لصناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة أن الصناعة ككل تولد أكثر من 9.3 مليون وظيفة دائمة في مختلف أنحاء البلاد، من بينها 3.1 مليون فرصة عمل في تجارة التجزئة، ونصف مليون وظيفة في الخدمات الصحية.

ويقول الأونكتاد إن مثل هذه الوظائف لا تنشأ تلقائيا، بل إن السياسات المستهدفة مثل تطوير الروابط، وإزالة حواجز الدخول إلى سلاسل القيمة الصناعية المحددة، وبناء البنية التحتية اللازمة لجذب الاستثمار، وتحسين فرص الحصول على التمويل، وتطوير مهارات القوى العاملة اللازمة، هي أمور أساسية لتوسيع وزيادة فرص العمل.

وعلى سبيل المثال التعدين الحرفي، وعملية التعدين كثيفة العمالة، تولد فرص العمل المباشرة وغير المباشرة بشكل أكبر مقارنة بالتعدين على نطاق واسع. وتشير التقديرات إلى أنه في أفريقيا يولد التعدين الحرفي حوالي ثمانية مليون فرصة عمل مباشرة تدعم أكثر من 45 مليون شخص.

وينعقد المؤتمر الذي نظمته الأونكتاد وحكومة السودان، في سياق خطة التنمية الجديدة: الهدف الإنمائي المستدام الثامن يدعو لاتخاذ إجراءات "لتحقيق العمالة الكاملة والمنتجة والعمل اللائق للمرأة والرجل، بما في ذلك الشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، والأجر المتساوي عن العمل ذي القيمة المتساوية بحلول عام 2030 ".