مسؤولان أمميان يؤكدان أهمية الحفاظ على الأهوار لتعزيز التنوع الثقافي العراقي
وتأتي الزيارة في الوقت الذي قدمت فيه الحكومة العراقية في الآونة الأخيرة ملف ترشيح الأهوار ومدن اور، وركاء وأريدو لإدراجها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وقال السيد جورجي بوستن في هذا الصدد: "لقد لعبت الأهوار تاريخياً دوراً هاماً جداً في العراق، وأهنئ الحكومة العراقية على جهودها لحماية الدور الفريد لهذا النظام البيئي والمشهد الثقافي للتنمية المستدامة في العراق."
ومن جانبه قال السيد اكسل بلات: "يضم جنوب العراق بعض أوائل المراكز الحضرية في العالم. ويِعتبر الحفاظ على ما تبقى من مدن أور، وركاء وأريدو - وهي مهد ثقافة ما بين النهرين- والأراضي الرطبة الطبيعية، التي تعتبر مصدر إلهام لها، مهمة بالغة الأهمية للعراق والعالم."
وتعتبر الأهوار التي تقع في جنوب العراق أرضاً رطبةً نادرةً في محيط صحراوي. وتضم الأهوار نظاماً بيئياً للمياه العذبة، كما توفر موئلاً للحياة البرية فيها العديد من أنواع الطيور والأسماك. وكانت الأهوار حتى سبعينيات القرن الماضي تغطي مساحة تقارب 20,000 كيلو متر مربّع عند ملتقى نهري دجلة والفرات.
وقد تغيّر موقع الأهوار الجغرافي على مدى آلاف السنين بين الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد إلى الشمال الغربي من موقعه الأصلي، مما ساهم في خلق الظروف البيئية المناسبة لازدهار بعض أوائل المراكز الحضرية في العالم مثل مدن أور، وركاء وأريدو. لذلك شهدت هذه المنطقة ظهور الكتابة والهندسة المعمارية الهائلة، بالإضافة إلى ظهور مجتمعات متطورة في جنوب ما بين النهرين، و هي المنطقة التي يطلق عليها اسم "مهد الحضارة". كما تعتبر الأهوار مصدر إلهام للحضارة السومرية، والتي تركت ميراثاً هائلاً من الكتابات المسمارية.
وقد عملت اليونسكو بين عامي 2009 و 2014 - بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة و تمويل من الحكومة الإيطالية - على تنفيذ مشروع لدعم الحكومة العراقية في مجال تحسين الإدارة البيئية والثقافية في الأهوار، وذلك من خلال عملية إعداد ملف لترشيح هذا الموقع لدخول قائمة التراث العالمي.