منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: "يجب تلقين وتعزيز التسامح والدفاع عنه "

الأمين العام بان كي مون، والسيدة بان في لقاء مع أسر اللاجئين في مركز تندا دي أبرامو في روما. المصدر: الأمم المتحدة / ريك باجورناس
الأمين العام بان كي مون، والسيدة بان في لقاء مع أسر اللاجئين في مركز تندا دي أبرامو في روما. المصدر: الأمم المتحدة / ريك باجورناس

الأمين العام: "يجب تلقين وتعزيز التسامح والدفاع عنه "

قال الأمين العام للأمم المتحدة إن التسامح لا يعني مجرد الاكتفاء بقبول ”الآخر“، بل ينطوي على التزامات بالعمل ويجب تلقينه وتعزيزه والدفاع عنه، داعيا المجتمع الدولي إلى التسليم بالتهديد المتزايد الذي يشكله جميع الذين يسعون إلى التقسيم، والتعهد بشق طريق يحددها الحوار والتلاحم الاجتماعي والتفاهم المتبادل.

وأضاف في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للتسامح، "لقد أصبح الناس أكثر ترابطا - إلا أن هذا لا يعني أنهم ازدادوا تفاهما. وباتت المجتمعات أكثر تنوعا ولكن التعصب يتنامى في أماكن عديدة."

وأوضح أن التوترات الطائفية تندرج في صميم العديد من الصراعات، مع تفاقم التطرف العنيف والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والتطهير الثقافي. وقد أدت أكبر أزمة تشرد قسري وقعت منذ الحرب العالمية الثانية إلى نشر بذور الكراهية وكره الأجانب من اللاجئين وغيرهم.

ومؤكدا أن التسامح يتطلب استثمار الدول في الناس وفي تحقيق كامل إمكاناتهم من خلال التعليم والإدماج وتوفير الفرص، دعا الأمين العام إلى بناء مجتمعات تقوم على أساس احترام حقوق الإنسان "حيث تحل التعددية والمشاركة واحترام أوجه الاختلاف محل الخوف وانعدام الثقة والتهميش".

"هذه هي رسالة اليوم الدولي للتسامح - الواردة في إعلان المبادئ بشأن التسامح الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، والمعتمد في عام 1995. وتحيي الفكرة نفسها العقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2013-2022)، الذي تقوده منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة قدما في جميع أنحاء العالم."

ولفت إلى أن الدعوة إلى ”ممارسة التسامح“ كُتبت في هوية الأمم المتحدة منذ 70 سنة. "واليوم، في عالم يعصف به الاضطراب والتغيير، تظل دعوة الميثاق الرسمية المحك الأساسي لعملنا."

ورددت السيدة إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو في رسالتها بمناسبة اليوم أصداء هذه المشاعر وقالت، إن "التسامح هو فكرة جديدة، نحن بحاجة إليها الآن أكثر من أي وقت مضى. وهو يقودنا إلى احترام التنوع الثقافي وأساليب الحياة والتعبير عن إنسانيتنا. بل هو شرط حيوي للسلام والتقدم لجميع البشر في عالم متنوع مترابط بشكل متزايد".

وقد تأسست منظمة اليونسكو قبل 70 عاما في هذا اليوم على أساس أن الحروب يمكن تجنبها لو بادر البشر بالتعرف على بعضهم البعض بشكل أفضل، وكذلك فهم أن "في التنوع الخصب لثقافاتهم، ما يوحدهم أقوى من ذلك الذي يفرق بينهم."

وقالت إن التسامح هو وسيلة لبناء السلام؛ فإنه يعزز الابتكار والإبداع، ويعمل على فتح أذهان الشعوب لرؤية العالم من منظور مختلف."

وأضافت "عندما ينشر التطرف العنيف رسائل الكراهية والتعصب، سواء على الأرض أو من خلال وسائل الاعلام الاجتماعية، عندما يعاني البشر الاضطهاد والإقصاء أو التمييز على أساس الدين أو الخلفية؛ عندما تفاقم الأزمات الاقتصادية من حدة الانقسامات الاجتماعية وتعيق قبول الآخر، مثل الأقليات والأجانب أو اللاجئين؛ علينا أن نقدم خطابا مختلفا، رسالة مفتوحة تدعو للتسامح،" مشيرة إلى أن دروس الماضي يجب أن تكون أكثر وضوحا ويجب تذكير الناس بالأوضاع بالغة الصعوبة التي قد تنجم عن رفض الآخر، والعنصرية ومعاداة السامية.