منظور عالمي قصص إنسانية

فاو وفرنسا تحثان على إدراج الزراعة في جدول أعمال المداولات العالمية حول تغير المناخ

المدير العام للفاو جوزيه غرازيانو دا سيلفا ، ووزير الزراعة الفرنسي ستيفان لو فُلّ في اجتماع جانبي للجنة الأمن الغذائي العالمي (CFS) في روما. المصدر: الفاو / اليساندرا بينيديتي
المدير العام للفاو جوزيه غرازيانو دا سيلفا ، ووزير الزراعة الفرنسي ستيفان لو فُلّ في اجتماع جانبي للجنة الأمن الغذائي العالمي (CFS) في روما. المصدر: الفاو / اليساندرا بينيديتي

فاو وفرنسا تحثان على إدراج الزراعة في جدول أعمال المداولات العالمية حول تغير المناخ

ينبغي أن تكون السياسات والاستثمارات المستهدفة في مجال الأمن الغذائي والزراعة في صميم المداولات بشأن تغير المناخ، وفقا لما صرح به المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، (الفاو)، جوزيه غرازيانو دا سيلفا، ووزير الزراعة الفرنسي ستيفان لو فُلّ أمام لجنة الأمن الغذائي العالمي في روما هذا الأسبوع.

وأكد كلاهما على أهمية أن تعمل جميع البلدان نحو ضمان اتفاق طموح تصدياً لتغيّر المناخ، ولوضع الأمن الغذائي والزراعة في صلب النقاشات الجارية حول هذه القضية؛ وحذّرا من أن الإخفاق في ذلك من شأنه أن يقوّض التقدم الذي أحرز مؤخراً في مناهضة الجوع على الصعيد العالمي.

وتأتي مناشدة جوزيه غرازيانو دا سيلفا وستيفان لو فُلّ توطئة لمؤتمر 7-8 ديسمبر /كانون الأول الذي تعقده الأمم المتحدة حول تغير المناخ (COP21) في العاصمة الفرنسية، وذلك خلال فعالية جانبية على هامش أعمال لجنة الأمن الغذائي العالمي المجتمعة في روما هذا الأسبوع.

وحث كلا من السيد دا سيلفا والسيد لو فل الدول للتوصل إلى اتفاق حول كيفية مكافحة تغير المناخ قبل مؤتمر الأمم المتحدة المقبل في باريس.

وأشاد المدير العام للمنظمة بمصادقة المجتمع الدولي مؤخراً على جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة، الذي يشمل القضاء على الجوع والفقر المدقع كأحد أهدافه الرئيسية. مع ذلك، شدد على أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب "نقلة نوعية" نحو نظم للزراعة والغذاء أعلى إنتاجية وشمولية، وأكثر تواؤماً مع تغير المناخ.

وأضاف، "يمكننا القضاء على الفقر المدقع والجوع بحلول عام 2030، ونعلم أن لدينا الأدوات لذلك، لكننا ندرك أيضاً أن تغير المناخ يهدد بعرقلة ما نبذله من جهود... إذ إنه يؤثر سلبياً بالفعل على الأمن الغذائي بل ويجعل من القضاء على الجوع مهمة أشد صعوبة وأصعب مراساً مما هي الآن".

وأوضح غرازيانو دا سيلفا، بالقول "نحن نعتقد أن الزراعة بمعناها الواسع- بما في ذلك الغابات، ومصايد الأسماك، وتربية الأحياء المائية- يمكن ويجب أن تلعب دوراً محورياً في التصدي لتغير المناخ وللتكيف مع آثاره، مثل ندرة المياه وملوحة التربة أو تزايد الآفات والأمراض النباتية والحيوانية".

ومن جانبه، قال وزير الزراعة الفرنسي لو فُلّ، إن كل رجل وامرأة على وجه الأرض سيتحملون العواقب،"إن لم يتوصل زعماء العالم إلى اتفاق على أهداف فعلية وملموسة"، للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأشار إلى أن الزراعة كثيراً ما يُنظر إليها كمشكلة لدورها في إطلاق انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، داعياً إلى ضرورة إحراز تقدم في التقنيات التي "تسمح لنا بأن نكون أكثر اقتصاداً، وأقل استهلاكاً للطاقة".

وأشار غرازيانو دا سيلفا إلى أن الفئات الأشد فقراً وضعفاً في العالم- نحو 80 في المائة منهم يعيشون في المناطق الريفية- هي الأكثر تضرراً بفعل الآثار السلبية لظاهرة الاحتباس الحراري بما في ذلك الجفاف والفيضانات.

وشدد الرئيس التنفيذي لمنظمة "فاو" على أن أولئك السكان من المزارعين الأسريين، والرعاة، وصيادي الأسماك، ومجتمعات الغابات يعتمدون جميعاً على الموارد الطبيعية أساساً وهم أول من يعاني بسبب الصدمات الناجمة عن الطقس، "بينما هم الأقل مسؤولية عن تغيّر المناخ ولا يسعنا أن نتركهم يتحمّلون تكاليف التكيّف والتواؤم مع التغير المناخي".

ودعا إلى وضع سياسات وإلى رصد مزيد من الاستثمارات الهادفة إلى مواءمة الزراعة مع آثار تغير المناخ، بما في ذلك الحد من إزالة الغابات ووقف الصيد الجائر، وتحسين خصوبة التربة، وخفض الانبعاثات الغازية الضارة.

وأكد على التزام الفاو بمساعدة البلدان من خلال أنشطة الزراعة الإيكولوجية، والزراعة "الذكية مناخياً" في عمليات الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية، والإدارة المستدامة للأراضي، وترميم مناطق الغابات والأراضي الطبيعية.