منظور عالمي قصص إنسانية

نيكولاس هايسوم يؤكد أهمية تجديد عملية سلام قادرة على الاستمرار في أفغانستان

الممثل الخاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، نيكولاس هايسوم، في مجلس الأمن. المصدر: الأمم المتحدة / إسكندر ديبيبى
الممثل الخاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، نيكولاس هايسوم، في مجلس الأمن. المصدر: الأمم المتحدة / إسكندر ديبيبى

نيكولاس هايسوم يؤكد أهمية تجديد عملية سلام قادرة على الاستمرار في أفغانستان

قال السيد نيكولاس هايسوم، الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان –يوناما، إن "نزوح" الأفغان الحالي يعكس "اليأس" الذي يعيشونه في وطنهم.

وأوضح هايسوم الذي كان يتحدث اليوم الخميس أمام مجلس الأمن الدولي في جلسة موسعة حول الوضع في أفغانستان، أن هذا العام قد شهد ارتفاعا قياسيا في عدد الضحايا المدنيين في أفغانستان. مما دفع بعديد كبير من السكان إلى مغادرة البلاد.

وأكد في كلمته أمام المجلس على ضرورة استمرار الدعم الدولي لأفغانستان التي تناضل ضد تمرد دموي على خلفية انعدام الأمن وانعدام الاستقرار الاقتصادي، "هذا يؤكد أهمية تجديد عملية سلام قابلة للحياة. كما أشار الأمين العام، فإن إحراز تقدم حقيقي في إطلاق مثل هذه العملية كان قد تم اقتراحه عن طريق محادثات رسمية بين طالبان ووفد الحكومة في مورى في تموز/يوليو. ومع ذلك، يبدو أن محادثات السلام لا تزال معلقة: أولا نتيجة لخلاف داخل حركة طالبان حول الخلافة عقب إعلان غير متوقع لوفاة الملا عمر؛ ثانيا، نتيجة ثغرة في التعاون بين باكستان وأفغانستان لخلق عملية سلام شاملة بقيادة أفغانية."

وذكر رئيس يوناما أن التهديدات التي تواجهها أفغانستان لا تنبع فقط من أراضيها. فالعديد من المتمردين يأتون من دول الجوار، قائلا إن "من حق أفغانستان أن تدعو إلى دعم دولي، ولا سيما من المنطقة، في التعامل معهم".

في هذا الصدد، دعت يوناما كل الدول المجاورة إلى لعب دور بناء في قمع خطر الإرهاب، بما في ذلك داعش، والعمل على تعزيز عملية سلام أفغانية داخلية.

في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، تحدث يوري فيدوتوتف المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة الجريمة والمخدرات عن إنتاج الأفيون في أفغانستان وتجارة المخدرات التي تقوض التنمية وتغذي الإرهاب هناك.

وقال، "في العام الماضي أنتجت أفغانستان نحو خمسة وثمانين في المئة من إنتاج الأفيون العالمي، وسبعة وسبعين في المئة من إنتاج الهيروين. مازال إنتاج ومعالجة الأفيون أحد الأنشطة الاقتصادية الرئيسية في أفغانستان، إذ قدرت قيمة اقتصاد الأفيون في عام 2014 بمليارين وثمانمئة وأربعين مليون دولار."

ومن هذا المنطلق أشار فيدوتوف إلى أن جلسة مجلس الأمن حول أفغانستان تعقد قبل أيام من بدء مناقشات قادة العالم حول أجندة تنموية طموحة تربط السلم والأمن بالتنمية، وتسلط الضوء على محورية سيادة القانون والمؤسسات الخاضعة للمساءلة وكفالة العدالة.

وأفاد إن التجارة غير المشروعة في المخدرات تدعم زعزعة الاستقرار، والتمرد، والفساد والجريمة المنظمة وتضعف مؤسسات الدولة وقدرة أفغانستان على تعزيز السلم والحكم الرشيد.

وأشار فيدوتوف إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2210 الذي شدد على أهمية معالجة القضايا التي تعزز بعضها والمترابطة وهي محاربة المخدرات، ومكافحة الفساد، وتعزيز المساءلة.

ويصدر مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات عما قريب تقريره الدوري عن الأفيون في أفغانستان.

وقال المدير التنفيذي للمكتب يوري فيدوتوف إن الأرقام الحديثة تشير بوضوح إلى تراجع زراعة نبات الخشخاش الذي يستخرج منه الأفيون في أفغانستان، وزيادة جهود القضاء على تلك الزراعة.

واختتم كلمته بالقول إن تحقيق التقدم المستمر يتطلب التزاما قويا من السلطات الأفغانية والمجتمع الدولي. وشدد، في هذا السياق، على ضرورة أن يوفر شركاء أفغانستان الموارد الضرورية لتوفير الدعم الحقيقي المتكامل.