منظور عالمي قصص إنسانية

جنوب السودان: وسط تصاعد حدة الأزمة المجتمع الدولي يتعهد بتوفير 275 مليون دولار للمساعدات الإنسانية

في باثاي  في ولاية جونقلي بجنوب السودان يقف النازحون في انتظار التسجيل لتوزيع الغذاء. من صوراليونيسف / يعقوب زوكرمان
في باثاي في ولاية جونقلي بجنوب السودان يقف النازحون في انتظار التسجيل لتوزيع الغذاء. من صوراليونيسف / يعقوب زوكرمان

جنوب السودان: وسط تصاعد حدة الأزمة المجتمع الدولي يتعهد بتوفير 275 مليون دولار للمساعدات الإنسانية

لمعالجة الآثار الإنسانية الناجمة عن التدهور المطرد للأزمة في جنوب السودان، أعلن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة اليوم عن تعهدات بلغت أكثر من 275 مليون دولار لدعم الضحايا في البلاد والمنطقة ككل.

وقدمت التعهدات خلال مؤتمر رفيع المستوى في جنيف نظمه الاتحاد الأوروبي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) حول الوضع الإنساني في جنوب السودان.

ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، تدهورت الأزمة الإنسانية في جنوب السودان بشكل مطرد منذ اندلاع العنف في نهاية عام 2013. ونزح أكثر من مليوني شخص ما زالوا معرضين للهجوم، والعنف القائم على نوع الجنس والتجنيد القسري في الجماعات المسلحة. ويقدر أن 4.6 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، فيما يزيد موسم الأمطار من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، والملاريا.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين، "لا بد من تمويل جهود الإغاثة على نحو كاف وتمكين العاملين في المجال الإنساني من تقديم الخدمات الأساسية - الغذاء والماء والمأوى والرعاية الصحية إلى النازحين في المناطق التي يصعب الوصول إليها."

وقد أدى الصراع إلى فرار أكثر من نصف مليون لاجئ إلى إثيوبيا، وكينيا والسودان وأوغندا. وقد عبر أكثر من 17 ألف طفل الحدود، وانفصلوا عن أسرهم.

وفي تصريحاته قبيل المؤتمر، قال السيد أوبراين، الذي يشغل أيضا منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إنه على مدى الشهر الماضي، تصاعدت حدة القتال وشهدت البلاد هجمات "غير مقبولة تماما" على قواعد الأمم المتحدة التي تستضيف أكثر من 140 ألف شخص.

وعلاوة على ذلك، أكد أن روايات شهود العيان وصور الأقمار الصناعية تظهر أن أطراف الصراع "تدمر" المجتمعات في أجزاء من ولاية أعالي النيل الكبرى. حيث تم ترويع المدنيين وأجبروا على الفرار للنجاة بحياتهم. كما تم هدم القرى والمرافق الصحية، وسرقت الماشية، وتم نهب الأغذية وحرقها.

وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريش، "لقد فاق عدد اللاجئين من جنوب السودان الأعداد التي كانت خلال فترة التوقيع على اتفاق السلام الشامل بعد عقود من الحرب الأهلية".

وأضاف، "لقد تأثرت الدول المجاورة بشدة من هذا التدفق الهائل، وتفتقر الوكالات الإنسانية إلى الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات الهائلة والمتنامية. بوجود مجموعة من اللاجئين تتألف من 70 في المائة من الأطفال، ثمة حاجة ملحّة لزيادة التمويل وتلبية الاحتياجات الأساسية لحمايتهم".

من جانبه، قال مفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستايليانيدس إن التعهدات التي قدمت في مؤتمر اليوم تظهر أن العالم لم ينس شعب جنوب السودان. ونحن ملتزمون بالتخفيف من معاناتهم.

"لقد شهدت مباشرة هذه الكارثة تتكشف قبل بضعة أسابيع. ورأيت أيضا العمل الرائع للعاملين في المجال الإنساني. أولويتنا هي إنقاذ الأرواح، ولكن هذه أزمة من صنع الإنسان ولا يمكن حلها عن طريق المساعدات الإنسانية وحدها. هناك حاجة ماسة إلى حل سياسي. أدعو المقاتلين لإنهاء المحنة التي فرضوها على شعوبهم وتوفير الحماية الكاملة والوصول الآمن للعاملين في المجال الإنساني ".