منظور عالمي قصص إنسانية

الفاو: نحو المساواة بين الجنسين في صناعة المأكولات البحرية

Photo: UNHCR/Federico Scoppa
UNHCR/Federico Scoppa
Photo: UNHCR/Federico Scoppa

الفاو: نحو المساواة بين الجنسين في صناعة المأكولات البحرية

ينما يُقدر أن النساء يشكلن نحو نصف مجموع العاملين في قطاع مصايد الأسماك، ففي كثير من الأحيان لا يعترف بدورهن ولا يتقاضين أجراً، ولا يزال حصولهن على الفرص والموارد محدوداً، أمّا تمثيلهن في المناصب القيادية فيتخلف عن مثيله في الصناعات الأخرى بفارق واسع.

وتمثل هذه بعض النتائج الرئيسية في استعراض جديد صدر اليوم لمشاركة المرأة في صناعة المأكولات البحرية، عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، فاو.وتوفر مصايد الأسماك الطبيعية وتربية الأحياء المائية والصناعات المرتبطة بها فرص عمل مباشرة لنحو 120 مليون شخص، يعملون على النطاق التقليدي الصغير في جميع هذه الأنشطة. ويشكل إنتاج الأسماك مصدراً هاماً للتغذية في جميع أنحاء العالم، إذ يوفر أكثر من 20 في المائة من البروتين الحيواني لدى بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض.وتعد زيادة المساواة بين الجنسين في قطاع مصايد الأسماك على جانب من الأهمية للأمن الغذائي - سواء على مستوى الأسرة حيث تساهم المرأة في تدبير الغذاء والدخل للأسرة، أو على المستوى العالمي حيث تواجه صناعة المأكولات البحرية تحدياً يتمثل في ضرورة تعزيز الإنتاج المستدام لتلبية تزايد الطلب العالمي المتواصل.ووفقاً لمنظمة فاو فإن عولمة الأسواق، وركود المصيد في محيطات العالم، وتغير المناخ تبرز من بين العوامل التي تلقي بضغوط إضافية على سبل معيشة النساء في قطاع مصايد الأسماك.وحسبما يكشف تقرير "فاو" الذي تتبع مشاركة المرأة في مختلف أنشطة هذه الصناعة - من مراحل الصيد إلى أنشطة المؤتمرات المهنية وغرف مجالس إدارة الشركات - ففي كثير من الحالات، يضيف ذلك المزيد إلى الصعوبات التي تصطدم بها النساء في مجال الأعمال بالقطاع، نظراً إلى دور المرأة الثانوي تقليدياً وعدم حصولها على الموارد مثل تكنولوجيا المعالجة ومرافق التخزين.ويشير تقرير الفاو إلى أنه في حين يهيمن الرجال على المصايد الطبيعية - ولا سيما عمليات أعالي البحار والصيد الصناعي في جميع المناطق والأقاليم - فغالباً ما تنوَّط بالنساء بعمليات المعالجة اليدوية والبيع المحلي والمساندة، بما في ذلك تنظيف القوارب وجلب الأسماك إلى الأسواق.وهذه الوظائف عادة ما يدفع لقاءها أجر أقل - وفي بعض الحالات تُمارَس بلا أجر مطلقاً - ، كما أن الاعتراف بمساهمتها في الاقتصاد والعمالة والأمن الغذائي، قليل.ولا زالت النساء اللواتي يرغبن في دخول قطاع إنتاج الأسماك لدى بعض البلدان النامية يواجهن عقبات محددة هي حقوق الملكية التي تحول دون امتلاكهن للقوارب أو الأراضي اللازمة لصيد الأسماك أو الاستزراع السمكي.كذلك، فإن صعوبة الحصول على القروض، غالباً ما تمنع النساء من بدء أو تطوير الشروعات الخاصة بهن، أو إضافة قيمة إلى منتجاتهن لتعزيز قدراتهن على المنافسة في هذه الصناعة وسط أسواق تتجه نحو العولمة والإنتاج الآلي بوتيرة متزايدة.ووجدت دراسة "فاو" أن الثغرات التي تعاني منها البيانات غير المصنفة حسب النوع، في قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، إنما تعوّق معالجة المشكلات المتعلقة بالمساواة بين الفرص للجنسين في القطاع. غير أن مشكلة تفاوت المساواة بين الجنسين في قطاع مصايد الأسماك لا تقتصر على مصايد الأسماك الصغيرة في البلدان النامية، بل ويتجلى أيضاً في غياب المرأة النسبي من غرف مجالس الإدارة، والمناصب التنفيذية، والمؤتمرات المعنية بمصايد الأسماك. وقال الخبير أودون ليم، نائب مدير شعبة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية واقتصادياتها، "إننا كلما تطلعنا إلى المناصب العليا في شركات هذه الصناعة سنجد في الوقت الراهن عدداً أقل من النساء".وأضاف أن هذا بدوره، يحول دون ارتقاء تلك الصناعة إلى مستوى تحديات الأمن الغذائي التي تنتظرنا لاحقاً.وأكد أن "الصناعة لن ترتقي إلى مستوى التحدي الماثل في رفع مستوى الإنتاج على نحو مستدام، ما لم تتمكن من جذب أفضل الكفاءات... ولذا فليس بوسعها أن تستبعد 50 في المائة من المرشحين لهذه المهمة".وبغية رفع مكانة المرأة إلى شغل المناصب الإدارية العليا وتولّي عمليات البحوث، تعمل منظمة "فاو" مع الشركات واتحادات المأكولات البحرية والجامعات لإنشاء شبكة مبتكرة للمرأة في قطاع صناعة المأكولات البحرية. وتهدف الشبكة إلى إبراز دور المرأة في المناصب القيادية، وجذب المزيد من المهنيين من الإناث للقطاع.