منظور عالمي قصص إنسانية

زيد يحث المملكة المتحدة على الحد من خطاب الكراهية في صحف "التابلويد"، ووضع حد "لعقود من سوء معاملة" المهاجرين

UN Photo/Jean-Marc Ferré
UN Photo/Jean-Marc Ferré
UN Photo/Jean-Marc Ferré

زيد يحث المملكة المتحدة على الحد من خطاب الكراهية في صحف "التابلويد"، ووضع حد "لعقود من سوء معاملة" المهاجرين

بعد عقود من الإساءة الدائمة والمفرطة للأجانب، وفي أعقاب مقال نشر مؤخرا في صحيفة "صن" البريطانية يصف المهاجرين بالصراصير، حث المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين السلطات البريطانية ووسائل الإعلام على اتخاذ خطوات للحد من تحريض صحف التابلويد على الكراهية، وذلك تمشيا مع التزامات البلاد بموجب القانون الوطني والدولي.

ودعا المفوض السامي، إلى وضع خطوط أكثر حزما ضد العنصرية والتي، حسبما قال تمارس "تحت ستار حرية التعبير، ويتم السماح لها بتغذية حلقة مفرغة من التحقير والتعصب وتسييس المهاجرين والأقليات المهمشة الأوروبية مثل الغجر".وأضاف السيد زيد في بيان صحفي أن "الجانب السيئ للعنصرية والذي يميز النقاش الدائر حول الهجرة في عدد متزايد من دول الاتحاد الأوروبي، قد أمال استجابة الاتحاد الأوروبي للأزمة." والمقال الذي أشار إليه السيد زيد نشرته صحيفة "الصن" في 17 أبريل نيسان، وبدأ بعبارة "أرني صور التوابيت، أرني جثثا طافية فوق سطح الماء، العب على الكمان وأظهر لي صور شخص نحيل بائس، لن يهمني الأمر". وفي مكان آخر في المقالة وصف الكاتب المهاجرين بأنهم "طاعون إنسان وحشي"، ووصف بعض المدن البريطانية "بالتقرحات، الموبوءة بأسراب من المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يستنزفون الإعانات ( الحكومية) وكأنها "لعبة المونوبولي". ودعا كاتب المقال في صحيفة الصن أيضا إلى استخدام الزوارق الحربية لمنع المهاجرين، وتهديدهم بالعنف، وقال "حفر بضعة ثقوب في الجزء السفلي من أي شيء مريب يشبه القارب ستكون فكرة جيدة للغاية." وقال السيد زيد إن اللهجة المستخدمة مشابهة جدا لتلك التي استخدمها ميل كولين في صحيفة وراديو كانجورا في رواندا، خلال الفترة التي سبقت الإبادة الجماعية عام 1994، وكان قد كتب "ليس هناك شك في أن هؤلاء المهاجرين هم مثل الصراصير." وفي هذا الصدد، حث السيد زيد سلطات المملكة المتحدة على دراسة مسألة تحريض صحافة التابلويد وغيرها من قطاعات المجتمع على الكراهية، عن كثب. "لقد استمر هذا الاعتداء اللفظي على المهاجرين وطالبي اللجوء في صحافة التابلويد البريطانية دون التصدي له تحت أعين القانون لفترة طويلة جدا."وأضاف "وصفت وسائل الإعلام النازي فئة الشعب التي كانت أسيادها تنوي القضاء عليها ب"الفئران والصراصير". من الواضح أن هذا اللهجة ملهبة للمشاعر وغير مقبولة، وخاصة في صحيفة وطنية. لقد اتخذ رؤساء تحرير الصحيفة قرارا بنشر المقال، وإذا ثبت وجود خرق للقانون ينبغي محاسبتهم مع كاتب المقال."وأشار السيد زيد أن مقالة صحيفة الصن هي مجرد أحد الأمثلة الأكثر تطرفا لآلاف من المقالات المعادية للأجانب التي ظهرت في صحف التابلويد في المملكة المتحدة على مدى العقدين الماضيين. وقد تم ربط طالبي اللجوء والمهاجرين بالاغتصاب والقتل والمرض والسرقة، وكل جريمة وجنحة يمكن تصورها تقريبا، في مقالات الصفحات الأولى والرسومات، والافتتاحيات، وحتى على الصفحات الرياضية في جميع صحف التابلويد في المملكة المتحدة تقريبا.وأشار المفوض السامي إلى أنه في حين أن قضايا الهجرة واللاجئين هي موضوعات صالحة تماما للمناقشة العامة، "لا بد من أن يتم اتخاذ قرارات سياسة الهجرة التي تؤثر على حياة البشر وحقوق الإنسان الأساسية، على أساس الحقيقة - وليس الخيال والمبالغة أو كراهية الأجانب الصارخة ".