بيير كرينبول يدعو المجتمع الدولي إلى تنسيق العمل من أجل وضع حد لمعاناة سكان اليرموك

أوضح المفوض العام للأونروا بيير كرينبول أن سكان اليرموك في الوقت الراهن يواجهون واحدة من أشد المحن، قائلا إنه على مر السنتين الماضيتين حرموا من فرص التحرك بحرية والخروج من المخيم، وتمت محاصرتهم فيه، هذا بالإضافة إلى أعمال الجماعات المسلحة داخل المخيم التي هددت حياتهم وسبل عيشهم. لكنه أشار إلى أن التصعيد الحالي الذي يشهده مخيم اليرموك أدى إلى شعور سكانه باليأس أكثر من أي وقت مضى.

كرينبول الذي كان يتحدث اليوم إلى الصحفيين في المقر الدائم عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العاصمة الأردنية عمان، دعا المجتمع الدولي إلى العمل بشكل أكثر اتساقا والضغط على الأطراف لاحترام حياة السكان والسماح للمساعدات بدخول المخيم، قائلا إن المزيد من العمل المنسق يمكن أن يؤدي إلى تغيير على أرض الواقع.وأضاف "أقول ذلك لأنه قبل ثلاثة أسابيع كنت في اليرموك بنفسي ورأيت في ذلك الوقت معاناة لا تطاق للمدنيين الذين كانوا يصطفون لتلقي المساعدة الضئيلة التي استطاعت الأونروا تقديمها على أساس غير منتظم حتى وقت قريب جدا. كانت هناك مشاهد لرجل مسن يتجه نحو موظفينا ويقول ببساطة أنا جائع، كانت هناك مشاهد لامرأة حامل أغمي عليها وهي تنتظر في الصف. وحتى اليوم أتساءل أين هي؟ وإذا كانت في أمان وما هو وضع الطفل الذي تحمله؟ ويجب أن أقول إنه عندما نفكر في الوضع الذي كان بالفعل لا يطاق من الناحية الإنسانية عندما زرت المخيم قبل ثلاثة أسابيع، فإن الوضع الآن قد تدهور أكثر."وسئل كرنيبول عما إذا كانت هناك أية محادثات مع داعش فأجاب بالنفي. أما عما إذا كان هناك تنسيق مع الحكومة السورية لإيجاد ممر آمن للاجئين الفلسطينيين، فأوضح المفوض العام للأونروا:"هناك تنسيق منتظم، فعليك أن تتذكر أننا موجودون في سوريا منذ أكثر من 60 عاما. عليك أن تتذكر أيضا أنه كان مرحبا تاريخيا باللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وأنه كانت لديهم فرص عمل ويتمتعون بظروف اجتماعية واقتصادية مشابهة للمواطنين السوريين. وكانوا يعتمدون على أنفسهم إلى حد كبير ولم يكونوا معتمدين على مساعدات الأونروا. الآن هناك 95 % من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يعتمدون بالكامل على مساعدات الأونروا."وردا على سؤال إن كان لبنان والأردن سيرضيان باستقبال المزيد من الفلسطينيين في حال طلبت الأونروا منهما ذلك، أوضح كرينبول أن الأونروا مدركة تماما للتضامن والجهود الكبيرة التي بذلت من قبل لبنان والأردن وأيضا تركيا فيما يتعلق باستقبال اللاجئين بمن فيهم فلسطينيون. ولكنه أضاف "بالطبع كممثل للأونروا أود دائما أن يتم القيام بالمزيد للناس الذين يفرون من مناطق الصراعات وهذا حتما ينطبق على حالة اليرموك في الوقت الراهن، ولكن في هذا المرحلة الأمر الذي يجب أن ننظر فيه هو الخيارات المعقولة التي بين أيدينا. والخيارات المعقولة الحالية هي وجوب حماية الناس ومساعدتهم في أماكن وجودهم للذين لا يستطيعون أو لا يرغبون في الخروج من اليرموك. أما بالنسبة للذين يرغبون في الخروج من المخيم، فهي مسألة تنظيم إجلاء بطريقة آمنة بالتوافق مع المعايير الدولية."وكان المفوض العام للأونروا قد أحاط مجلس الأمن والأمين العام اليوم حول الوضع المتدهور في اليرموك، حيث دعا المجتمع الدولي إلى عدم إغفال ما يجري هناك، ودعا الأطراف إلى احترام المدنيين والتأكد من وقف الأعمال العدائية التي تؤثر مباشرة على حياة المدنيين وتعرضهم للخطر. كما دعا الدول المعنية إلى التصرف والضغط على الأطراف في الميدان من أجل حماية حياة المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية واحترام القانون الإنساني الدولي على وجه السرعة.