منظور عالمي قصص إنسانية

متري: المواجهات المسلحة في ليبيا وصلت إلى درجة غير مسبوقة

UN Photo/Loey Felipe
UN Photo/Loey Felipe
UN Photo/Loey Felipe

متري: المواجهات المسلحة في ليبيا وصلت إلى درجة غير مسبوقة

قال طارق متري الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا إن المواجهات المسلحة، التي تعد سببا ونتيجة للانقسامات العميقة بين الفصائل السياسية قد وصلت إلى درجة غير مسبوقة من الخطورة.

وفي إفادته لمجلس الأمن الدولي قال إن الفترة الأخيرة شهدت نزوحا غير مسبوق للسكان فرارا من أعمال العنف في طرابلس.

وتفيد التقديرات بنزوح أكثر من مائة ألف شخص، ولجوء مائة وخمسين ألفا إلى الخارج بمن فيهم أعداد من المهاجرين.

وأشار متري إلى التدهور العام في الأوضاع المعيشية، وشح الغذاء والمياه والكهرباء.

"استخدام الأسلحة الثقيلة من قبل كل الأطراف في المناطق التي توجد بها كثافة سكانية عالية، نشر الإرهاب وساهم في زيادة عدد القتلى من بينهم الأطفال. بالإضافة إلى ذلك وقعت حالات كثيرة من الاختطاف وحرق المنازل والنهب وأعمال الانتقام. إن الدمار الذي لحق بالمنشآت العامة في الأجزاء الجنوبية والغربية من طرابلس، بما في ذلك المطار ومستودع النفط الرئيسي والطرق والجسور، ليس أقل من أن يكون مأساة."

ويتواصل القتال في شرق ليبيا بين تحالف القوات الموالية للواء خليفة حفتر والقوات الخاصة في الجيش من جهة وتحالف آخر يضم قوات درع ليبيا، والكتائب المسلحة والجماعة المتطرفة المعروفة باسم أنصار الشريعة.

وقد أدى العنف إلى وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين كما قال طارق متري.

وفي إفادته حذر رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا من تنامي التهديد الماثل في عرقلة حركة التغيير التي أطلقتها الثورة.

"كما هو الحال في مناطق أخرى بالمنطقة، فقد فتحت التحولات الجذرية فرصا جديدة ووعودا كبيرة. إن التجربة الليبية تظهر حقيقة أن التحول محفوف بكثير من المخاطر، يعود بعضها لما يـُتصور عن المصالح المتعارضة والمخاوف المتبادلة، وإرث أكثر من أربعة عقود من الحكم الاستبدادي وكذلك الخصومات القديمة والكراهية الجديدة في الصراع على السلطة."

وأضاف طارق متري أن منع انزلاق ليبيا في مزيد من عدم الاستقرار يتطلب أن تلزم مختلف الأطراف في ليبيا نفسها، بالتصريحات والأفعال، بالعملية الديمقراطية السياسية.

وقال إن تلك العملية لا يمكن أن تنحصر فقط في صناديق الاقتراع وظهور أغلبية وأقلية عددية.

وذكر أن تقدم العملية الديمقراطية مشروط باحترام مبادئ التعددية والشمول والفصل بين السلطات والامتثال للمعايير والقيم الديمقراطية المتفق عليها.

وقال متري، لأعضاء مجلس الأمن، إن تهديد انتشار الجماعات الإرهابية في ليبيا أصبح حقيقة.

وأشار إلى وجود تلك الجماعات وأنشطتها في عدد من المدن الليبية، وقال إن الوضع الأمني الفوضوي والقدرة المحدودة للغاية من الحكومة على مواجهة هذا التهديد وفرا الظروف الملائمة لتنامي هذا الخطر في ليبيا وخارجها.

وكانت بعثة الأمم المتحدة قد أجلت موظفيها الدوليين من ليبيا، بشكل مؤقت، نتيجة تصاعد الصراع والقتال قرب مقر البعثة.

وأكد طارق متري أن الإجراء مؤقت وأن الموظفين سيعودون إلى ليبيا بمجرد سماح الأوضاع الأمنية بذلك.