منظور عالمي قصص إنسانية

صيادو الأسماك ومزارعو الأحياء المائية بالفلبين يواجهون أضراراً "شلّت القطاع"

media:entermedia_image:06581ff5-d788-4141-ae7b-f4ac97251b60

صيادو الأسماك ومزارعو الأحياء المائية بالفلبين يواجهون أضراراً "شلّت القطاع"

يواجه صيادو الأسماك والمزارعون العاملون في استزراع الأحياء المائية بالفلبين ضرراً بالغاً حاق بمصايد الأسماك ومرافق تربية الأحياء المائية في المناطق المنكوبة بإعصار "هايان"، وفقاً للتحذير الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" اليوم، والتي دعت إلى اتخاذ إجراءات سريعة ومستدامة لمساعدتهم في إعادة بناء سبل معيشتهم المنهارة.

ووفقاً لتقديرات وزارة الزراعة الفلبينية الأولية، كان صغار الصيادين الأكثر تضررا من الإعصار "هايان" الذي اجتاح الفلبين في نوفمبر/تشرين الثاني، كما أتى الإعصار على موارد معيشة لنحو 16500 من مزارعي الأعشاب البحرية، ومعظمهم من النساء.ووصف الخبير رودريغ فينيه القائم بأعمال ممثل منظمة "فاو" في الفلبين أوضاع القطاع بأنها "تضررت إلى حدود شلّت قدراتها".وتحذر منظمة "فاو" من أن التنسيق يعد حاسماً لإعادة بناء القطاع للحيلولة دون أن تتعرض حياة ومعيشة الصيادين ومزارعي الأسماك، للخطر وكذلك الأشخاص الذين يعتمدون بشكل مباشر وغير مباشر على قطاع الصيد.وأكد الخبير فينيه أن "حكومة الفلبين بذلت جهوداً هامة لمراقبة وإدارة مصايد الأسماك، ونحن بحاجة للتأكد من أن الاستجابة لهذه الكارثة لن تقلب هذه الجهود رأساً على عقب".وأضاف أن "تجربة التسونامي عام 2004 في المحيط الهندي وغيرها من الكوارث أثبتت على نطاق واسع أن فرط التجهيز بالقوارب ومعدات الصيد خلال مراحل الإنعاش يمكن أن يستنفد الأرصدة السمكية ويحد من المصيد، وكذلك أن يضر بالنظم الايكولوجية ويتلف سبل معيشة الصيادين المتبقية".وقال "إننا بحاجة إلى إعادة بناء القوارب واستبدالها، لكن ذلك ينبغي أن يتم بطريقة منسقة لضمان عدم تجاوز قدرة الصيد الراهنة. فنحن بحاجة للتأكد من أن أعداد القوارب لن تتجاوز أرصدة الأسماك". وبينما أكد أن معدات الصيد يجب أن تكون قانونية وغير مدمِّرة للبيئة، أضاف أن "سلامة الصيادين تمثل أولوية قصوى".وتعكف المنظمة حالياً على العمل مع حكومة الفلبين لإعداد خطة للإنعاش وإعادة الاعمار للأجلين، القصير والمتوسط، وأيضاً على المدى الطويل لجميع القطاعات الزراعية الفرعية، بما في ذلك مصايد الأسماك.وتدعو المنظمة أولياً إلى حشد 5 ملايين دولار أمريكي لاستعادة سبل معيشة الصيادين والمجتمعات الساحلية المتضررة بفعل إعصار "هايان".وبالإضافة إلى إصلاح القوارب ومعدات الصيد الانتقائي، شددت المنظمة على أهمية أن تشمل جهود إعادة التأهيل على المدى القصير توفير أدوات المعالجة الملائمة للنساء، و ترسيم محميات الأسماك التي تديرها المجتمعات المحلية، وتعزيز "برامج النقد مقابل العمل" للمساعدة في جهود التنظيف من الركام. بالإضافة إلى إعادة تأهيل مناطق أشجار المنغروف لكونها مناطق عازلة ضد العواصف وملاذاً آمناً لتفريخ العديد من الأنواع السمكية.كما تخطط المنظمة لدعم إنعاش مزارعي الأعشاب البحرية، وهم على الأكثر من النساء، نظراً لما يمكن أن يحققنه من عوائد على مدار 60 يوماً، وبذا ضمان الحصول على دخل حيوي في أعقاب الإعصار.وتشدد منظمة "فاو" على أن أي جهود للاستجابة بالفلبين من أجل تأهيل مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية لا بد أن تتبع ممارسات الإدارة المستدامة وأفضل الممارسات، والمتعين أيضاً مراعاة اعتبارات الإدارة الساحلية ومتطلبات تقسيم المناطق.