منظور عالمي قصص إنسانية

مع مرور عشر سنوات على الصراع في دارفور، موجات جديدة من النزوح تشكل ضغطا على برنامج الأغذية العالمي

media:entermedia_image:e254f190-f000-4668-b119-fa601264d1f6

مع مرور عشر سنوات على الصراع في دارفور، موجات جديدة من النزوح تشكل ضغطا على برنامج الأغذية العالمي

دفعت أعمال عنف جديدة في منطقة غرب السودان في دارفور أكثر من 250 ألف شخص إلى الفرار من قراهم والتخلي عن مصادر رزقهم منذ بداية العام، حسبما جاء في بيان برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة.

وقد تصاعدت حدة الصراع الذي دام عشر سنوات في الآونة الأخيرة، بسبب الصراعات بين القبائل على الأراضي والموارد الزراعية، مما أسفر عن أكبر موجة نزوح سكان شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، وشكل تهديدا على قدرة البرنامج على إطعام الأسر الضعيفة.

وقال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي بالسودان، عدنان خان "نحن قلقون بشدة من تطور الوضع الذي يهدد الأمن الغذائي الهش في هذه المنطقة"، وأضاف "هذا هو الموسم الذي يقوم فيه السكان عادة بالزراعة والعمل في المزارع ولكن بدلا من ذلك يفرون من قراهم، حتى أن عددا كبيرا منهم فر إلى مخيمات اللاجئين في تشاد المجاورة".

وقد تطورت طبيعة الصراع، وأصبحت أكثر تعقيدا، حيث تشمل الآن فئات من جميع مناطق دارفور تقريبا.

ووفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عبر نحو 30 ألف شخص الحدود إلى تشاد المجاورة في الأشهر القليلة الماضية، استقر نحو 16 ألف منهم في مخيم اللاجئين الجديد أبجادام في منطقة تيسي، إضافة إلى 300 ألف لاجئ استقروا في تشاد على مدى السنوات القليلة الماضية.

وفي أجزاء أخرى من البلاد، مثل ولايات النيل الأزرق وجنوب كردفان على الحدود مع جمهورية جنوب السودان، نزح أكثر من 100ألف شخص أيضا بسبب تجدد أعمال العنف. ويستجيب برنامج الأغذية العالمي لتقديم المساعدات الغذائية في المناطق التي يمكنه الوصول إليها.

ويشار إلى أن غالبية عمليات برنامج الأغذية العالمي في السودان تتركز في دارفور، حيث تم وضع خطط تهدف لإطعام 2.7 مليون شخص في جميع أنحاء دارفور في بداية السنة، بما في ذلك 1.4 مليون شخص يعيشون في مخيمات. ويتوقع أن يتجاوز العدد الإجمالي للأشخاص الذين يتلقون المساعدات في دارفور 2.9 مليون نسمة بسبب موجة النزوح الأخيرة.

وقال السيد خان "لقد استمر هذا الصراع لعقد من الزمان والتصعيد الذي شهدناه خلال النصف الأول من هذا العام لم يعمل على خلق احتياجات أكبر فحسب، بل أعاق أيضا قدرتنا على الوصول إلى جميع المحتاجين، وذلك بسبب انعدام الأمن". وأكد أن استمرار الوضع يمكن أن يعرقل بشكل خطير للغاية خطط تعزيز الأمن الغذائي على المدى الطويل وبناء القدرة على التكيف بين المجتمعات.