منظور عالمي قصص إنسانية

في اليوم العالمي لحرية الصحافة الأمم المتحدة تقول إن الحق في التعبير يعد حاسما في عصر التكنولوجيا الرقمية

في اليوم العالمي لحرية الصحافة الأمم المتحدة تقول إن الحق في التعبير يعد حاسما في عصر التكنولوجيا الرقمية

media:entermedia_image:04bb99d0-e75d-489e-9e34-a0273724f253
اختارت اليونيسكو الصحفي الإيراني السجين أحمد زيد آبادي، ليفوز بجائزة حرية الصحافة غيرمو كانو لهذا العام. اختيار الآبادي جاء قبيل اليوم الدولي لحرية الصحافة الذي يصادف اليوم.

آبادي هو صحفي إيراني تم وضعه في السجن عقب الانتخابات الرئاسية الإيرانية في عام 2009. وهو يقضي حكما يمتد لست سنوات. وقد اختارته لجنة تحكيم دولية مستقلة تضم اثني عشر شخصا من المهنيين في المجال الإعلامي ليكون الفائز بجائزة اليونيسكو لحرية الصحافة لهذا العام.

توقيت الإعلان عن فوزه لم يأت صدفة، فقد جاء قبيل اليوم العالمي لحرية الصحافة ليؤكد على رسالة مفادها أن لا حدود ولا قيود على حرية الصحافة.

المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا أيدت قرار اختيار آبادي، ووجهت نداء من أجل الإفراج عنه وعن أمثاله من الصحفيين، حيث قالت: "أعتقد أنه من خلال هذا القرار، ترسل لجنة التحكيم وأنا شخصيا رسالة... رسالة شجاعة، رسالة دفاع عن حرية التعبير بغض النظر عن ماهية الظروف السياسية في مختلف البلدان. وهي أيضا رسالة مفادها أن الصحافيين لا ينبغي أن يكونوا في السجن بسبب آرائهم."

وكان زيد آبادي من بين عشرات صحفيين الإيرانيين الذين اعتقلوا في بعد انتخابات 2009. وإلى جانب أربعين صحفيا آخر ومئة مناصر لحركة الإصلاح في البلاد، حوكم بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم. وحكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات تليها خمس سنوات من المنفى الداخلي، بالإضافة إلى منعه من ممارسة مهنته كصحفي.

وقالت بوكوفا إن الصحافة باتت من أخطر المهن في العالم. وحياة هؤلاء المتشبثين بحقهم في حرية الرأي والتعبير أصبحت على المحك في كل مكان. وأضافت: "فقط خلال العام الماضي شهدنا مقتل ستين صحفيا في جميع أنحاء العالم. ومعظمهم لم يقتلوا بسبب صراعات كبيرة أو على أرض المعارك كما نقول. ولكن معظمهم من الصحفيين المحليين؛ الصحفيين الذين يدينون الفساد، أو الذين يدينون بعض الممارسات أو الأنشطة غير القانونية. هذه الظاهرة التي نشهدها مقلقة للغاية."

اليوم العالمي لحرية الصحافة والذي يصادف الثالث من أيار/مايو يتزامن هذا العام مع الذكرى العشرين لتوقيع إعلان ويندهوك لحرية التعبير.

ما هو هذا الإعلان؟ بوكوفا توضح قائلة: "كان إعلانا رمزيا لأنه كان في القارة الأفريقية، في بلد كانت تخرج من فترة طويلة من الاعتماد على الغير وغياب الحرية. كان رمزيا أيضا لأن الصحفيين أنفسهم جمعوا بعضهم البعض، واعتمدوا هذا الإعلان."

إعلان ويندهوك يعتبر بمثابة بيان مبادئ أساسية لحرية الصحافة كما وضعها صحفيون في أفريقيا خلال حلقة دراسية لليونسكو عن تعزيز استقلالية وتعددية الصحافة الأفريقية في ويندهوك، بناميبيا قبل عشرين عاما. وقد لاقى هذا الإعلان تأييد المؤتمر العام لليونسكو في دورته السادسة والعشرين عام 1991.

ومن هنا أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في عام 1993 الثالث من أيار/مايو يوما عالميا لحرية الصحافة. ومنذ ذلك الحين يحتفل في هذا اليوم من كل عام بالذكرى السنوية لإعلان ويندهوك الذي يدعو إلى إعلام مستقل وحر وتعددي في جميع أنحاء العالم.