منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤول حفظ السلام بالأمم المتحدة يؤكد أمام مجلس الأمن أن الأشهر المقبلة ستكون حرجة لمستقبل السودان

مسؤول حفظ السلام بالأمم المتحدة يؤكد أمام مجلس الأمن أن الأشهر المقبلة ستكون حرجة لمستقبل السودان

media:entermedia_image:4ae1004e-93c0-4c10-92e4-574cb6e40cae
قال آلان لو روا، وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، أمام مجلس الأمن اليوم إن الأشهر المقبلة ستكون حرجة لمستقبل السودان الذي يستعد لإجراء استفتاءين لتقرير المصير في كانون ثاني/يناير القادم، وحث لو روا كل الأطراف على مضاعفة جهودها لضمان إجراء الاستفتاءين في موعدهما بمصداقية وحرية ونزاهة.

وسيقوم سكان جنوب السودان في التاسع من كانون ثاني/يناير بالتصويت سواء بالوحدة أو الانفصال عن الشمال بينما سيصوت سكان منطقة أبيي على البقاء مع الشمال أو الانضمام إلى الجنوب.

وسيكون الاستفتاء المرحلة الأخيرة من استحقاقات اتفاق السلام الشامل الموقع عام 2005 والذي أنهى الحرب بين الشمال والجنوب.

وكان أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، قد قال في تقريره الأخير عن السودان "إن عملية السلام تعد فريدة في تاريخ السودان وأن الأشهر القادمة ستكون حرجة لضمان وحماية المكاسب التي تحققت منذ توقيع اتفاق السلام الشامل".

وأضاف "ومع اقتراب الموعد المحدد للاستفتاءين، يتزايد القلق والخوف بصورة سريعة، وستؤثر أحداث الثلاثة أشهر القادمة تأثيرا بالغا على مستقبل السودان".

وقال بان كي مون "إن المخاطر عالية للغاية، فالفشل في الوفاء بالموعد المحدد للاستفتاءين يمكن أن يتسبب في عواقب وخيمة، وبصرف النظر عن التقدم المحرز حتى الآن، فمن الضروري أن تضاعف أطراف الاتفاق وكل السلطات المعنية جهودها لضمان إنجاح الاستفتاءين".

وأشار الأمين العام إلى أنه وبينما تقف الأطراف الدولية على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم ومساعدة الشعب السوداني في هذه المرحلة الأخيرة من اتفاق السلام الشامل، إلا أن الجهود يجب أن تكون سودانية خالصة.

وأضاف "إن المساهمات الدولية كانت وستظل مهمة بعد انتهاء الاستفتاءين، إلا أن الإرادة السياسية السودانية هي الوحيدة القادرة على قيادة العملية، لذا فإن المسؤولية الأساسية في إنجاح الاستفتاء تقع على عاتق أطراف السلام الشامل".

وكان الأمين العام قد شكل لجنة ثلاثية لمراقبة الاستفتاءين بطلب من الحكومة السودانية، بالإضافة إلى تقديم بعثة الأمم المتحدة في السودان (أونميس) المساعدات اللوجستية والفنية.

من ناحيته قال لو روا في اجتماع اليوم إن هناك تقدما ملموسا في الاستعداد لاستفتاء جنوب السودان، إلا أنه لا يوجد تقدم بشأن استفتاء أبيي، الذي لم تتشكل مفوضية له بعد.

وأكد ضرورة توصل الأطراف إلى اتفاق، مشيرا إلى أن غياب التفاهم يزيد من سوء الأوضاع على الأرض.

كما أشار وكيل الأمين العام إلى أنه خلال زيارة وفد مجلس الأمن مؤخرا للسودان، حذر رئيس حكومة الجنوب، سلفا كير من احتمال اندلاع العنف خلال الاستفتاء وحث على تشكيل منطقة عازلة بين الشمال والجنوب.

وقال لو روا "نحن حاليا ننظر في احتمال زيادة قوات أونميس في المناطق الحساسة على الحدود، خصوصا طرق الهجرة التقليدية حيث تجري تحركات السكان".

وأضاف "ولكن يجب أن نعرف أن زيادة عدد القوات لن تمكن أونميس من منع نشوب أي نزاع قد ينشأ بين الجيشين، ويبقى أهم ضمان لعدم العودة إلى الحرب هو الالتزام باتفاق السلام واتفاق الأطراف بشأن القضايا العالقة".

وقال لو روا إنه، ومع اهتمام المجتمع الدولي بما يجري حاليا في الجنوب، يجب ألا يتم نسيان التحديات الباقية في دارفور، مضيفا أن حوادث الاختطاف والسرقة والنهب ما زالت مستمرة في الإقليم.

وكان الأمين العام، بان كي مون، قد أشار في تقريره الأخير عن دارفور إلى أن الاشتباكات بين الحكومة والمتمردين قد زعزعت من استقرار بعض مناطق الإقليم وأدت إلى موجات نزوح جديدة وأعاقت توصيل المساعدات الإنسانية.

وقال "أدعو كل من يحبون الحرب إلى وقف أعمال القتال والانضمام إلى عملية السلام لصالح كل الناس الذين يزعمون أنهم يمثلونهم".