الأمم المتحدة تنشئ آلية جديدة لمنع الدول من العودة للحروب مرة أخرى

قام كل من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم باعتماد قرارين تاريخيين لتنفيذ اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، الذي قدمه في اجتماع قمة المنظمة الستين ،وذلك بإنشاء مفوضية لبناء السلام مخصصة لمنع الدول الخارجة لتوها من النزاعات من العودة مرة أخرى للحرب.

وقال يان إلياسون، رئيس الجمعية العامة لدورتها الحالية "إن كلمة تاريخي كلمة مستهلكة ولكن في هذه الحالة ليس لدي أدنى شك في أنها مستخدمة في مكانها الصحيح".

وأضاف إلياسون قائلا "إن هذا القرار سينشئ لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة آلية لضمان عدم دخول الدول الخارجة من النزاعات في صراع آخر".

والجدير بالذكر أن نحو 50% من النزاعات التي جرت خلال العشرين عاما الماضية تجددت مرة أخرى بعد 5 سنوات من توقيع اتفاقات السلام.

وقال إلياسون "إنه عندما تختفي الكاميرات فإن الاهتمام أيضا يختفي وبعد 5 سنوات نبدأ في دفع ثمن باهظ كما يدفع الناس ثمنا باهظا وهذا ما نحاول تجنبه بإنشاء هذه الآلية".

ويدعو كل من القرارين بإنشاء مفوضية لبناء السلام واعتبارها هيئة حكومية دولية استشارية تعمل لضمان استمرار الاهتمام بالدول الخارجة من النزاعات وتعمل بموجب طلب من مجلس الأمن أو المجلس الاقتصادي والاجتماعي أو الأمين العام أو الدول المعنية التي توشك في الدخول في صراع جديد.

وحسب القرارين فإن المفوضية ستعمل بالإجماع وتقدم اقتراحات لتحقيق الاستقرار وبناء الاقتصاد والتنمية وتقديم توصيات حول تحسين التنسيق مع هيئات الأمم المتحدة المختلفة.

ويأتي إنشاء المفوضية كأحد أهم النتائج لمؤتمر قمة الأمم المتحدة الذي أوصى الدول الأعضاء بإنشاء مفوضية لبناء السلام مع نهاية هذا العام.

ومن ضمن الأولويات الأخرى للقمة تأسيس مجلس جديد لحقوق الإنسان واتفاقية شاملة حول الإرهاب وذلك قبل نهاية دورة الجمعية العامة الحالية في 30 أيلول/سبتمبر 2006.

وأشار القراران إلى أن المفوضية ستتكون من 31 عضوا 7 منهم من الدول الأعضاء في مجلس الأمن بمن فيهم الأعضاء الدائمون و7 يختارهم المجلس الاقتصادي والاجتماعي من المجموعات الإقليمية و5 من كبار المساهمين في برامج وميزانيات وكالات الأمم المتحدة و5 آخرين من الدول المساهمة بقوات في عمليات حفظ السلام بينما ستقوم الجمعية العامة باختيار 7 أعضاء آخرين مع مراعاة خاصة للدول التي لديها خبرة في النزاعات وما بعدها.