منظور عالمي قصص إنسانية

بعد عشر سنوات على مذابح رواندا عنان يضع خطة لمنع وقوع جرائم الإبادة الجماعية في المستقبل

بعد عشر سنوات على مذابح رواندا عنان يضع خطة لمنع وقوع جرائم الإبادة الجماعية في المستقبل

media:entermedia_image:bcd146ae-bd6f-4d75-bd7b-af3442067760
بعد مرور 10 سنوات على مذابح رواندا التي راح ضحيتها نحو 800.000 شخص من قبائل التوتسي، كشف الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، عن خطة تتكون من 5 نقاط لمنع وقوع جرائم الإبادة الجماعية في المستقبل.

وطالب الأمين العام بتوجيه الاهتمام إلى ما يحدث حاليا في منطقة درافور في غرب السودان حيث قال أمام لجنة حقوق الإنسان المنعقدة في جنيف هذه الأيام "إن ما يحدث في غرب السودان يدعو للقلق البالغ ويجب ألا يقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي أمام هذه الكارثة".

واقترح الأمين العام أن يتم إرسال فريق عالى المستوى إلى دارفور وبدعم من الحكومة السودانية لبحث المشكلة والتوصل إلى آلية تمكن منظمات الإغاثة من الوصول إلى المحتاجين.

وحذر الأمين العام من "أن عدم السماح لمنظمات الإغاثة والعاملين في مجال حقوق الإنسان من الدخول إلى المناطق المتضررة سيستدعى اتخاذ المجتمع الدولي لإجراء سريع وعاجل".

ثم تحدث الأمين العام عن جرائم الإبادة الجماعية وقال إن اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة هو التذكار الوحيد الذي يمكن أن تقدمه الأمم المتحدة لضحايا العنف العرقي الذي اندلع في رواندا عام 1994.

وقال عنان "إذا كانت هناك تركة واحدة أود أن أخلفها لمن يأتي بعدي فهي أن تصبح المنظمة الدولية قادرة على منع وقوع جرائم الإبادة الجماعية وتستطيع العمل بفعالية لمنعها". وكان عنان يرأس إدارة الأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام عام 1994 إبان وقوع مذابح رواندا.

ويأتي خطاب الأمين العام اليوم من ضمن العديد من الفعاليات التي تنظمها الأمم المتحدة حول العالم لتذكر مأساة رواندا بما في ذلك الصمت دقيقة حداد في جميع أنحاء العالم الساعة 12 ظهرا حسب توقيت كل بلد كما سيعقد كل من مجلس الأمن والجمعية العامة اجتماعا بهذه المناسبة.

كما أعلن الأمين العام عن خطة تتكون من خمس نقاط لمنع وقوع جرائم الإبادة الجماعية وتشمل أولا: منع النزاعات المسلحة ومواجهة مسبباتها مثل عدم التسامح والكراهية والعنصرية التي تؤدي إلى الإبادة الجماعية. ثانيا: حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة وقال عنان إنه من الملاحظ اثناء هذه النزاعات استهداف المدنيين بمن في ذلك النساء والأطفال.

ثالثا: إنهاء الحصانة بالنسبة للذين يرتكبون هذه الجرائم وضرورة تقديمهم إلى العدالة. رابعا: تعيين مستشار خاص لمنع جرائم الإبادة الجماعية يقوم برفع تقارير عن وقوع أية مؤشرات يمكن أن تؤدي إلى تلك الجرائم ويعمل جنبا إلى جنب مع المفوض السامي لحقوق الإنسان.

أما الخطوة الخامسة والأخيرة فهي الرد سريعا واتخاذ قرار حاسم استجابة لأية مؤشرات تدل على وقوع جرائم إبادة ويجب أن يتم ذلك الرد من خلال الأمم المتحدة وتحديدا من خلال مجلس الأمن . وقال عنان إن التدخل العسكري سيكون الملاذ الأخير.

واختتم عنان خطابه قائلا دعونا لا ننتظر حتى تحدث رواندا أخرى وأن نكون جادين في منع وقوع جرائم الإبادة الجماعية حتى نخلد ذكرى الذين مضوا ونمنع وقوع ضحايا جدد في المستقبل.