منظور عالمي قصص إنسانية

لوكوتوفت: يجب أن نركز على الأمور التي تجمعنا بدلا من تلك التي تفرقنا إذا أردنا أن نخلق عالما أكثر توازنا واستدامة للأجيال القادمة

مونز ليكيتوفت رئيس الدورة السبعين للجمعية العامة. المصدر/ الأمم المتحدة/جي سي ماكلوين
مونز ليكيتوفت رئيس الدورة السبعين للجمعية العامة. المصدر/ الأمم المتحدة/جي سي ماكلوين

لوكوتوفت: يجب أن نركز على الأمور التي تجمعنا بدلا من تلك التي تفرقنا إذا أردنا أن نخلق عالما أكثر توازنا واستدامة للأجيال القادمة

اعتماد أهداف التنمية المستدامة وإبرام اتفاق المناخ ودور الاجتماعات لدعمه، بما في ذلك الاجتماع رفيع المستوى الذي عقد في 21 من نيسان/أبريل قبل التوقيع على اتفاق باريس، بالإضافة إلى إعادة تقييم وإعادة التحقق من أدوات جهود السلام والأمن الأممية، وخلق أكبر قدر من الشفافية حول عملية اختيار الأمين العام المقبل، كانت من أبرز أولويات رئيس الدورة السبعين للجمعية العامة مونز لوكوتوفت.

وقبيل انتهاء ولايته، تحدث لوكوتوفت في حوار مع مركز أنباء الأمم المتحدة عما تم إنجازه وعن بعض السبل لإعادة الثقة بعمليات الأمم المتحدة عبر العالم.

المزيد في الحوار التالي:

الأمم المتحدة: ما هو تقييمك لأداء الجمعية العامة، على أساس أولوياتك التي أعلنت عنها في بداية رئاستك للدورة السبعين، بما فيها جدول أعمال 2030 واتفاقية المناخ وتكريس الشفافية في عملية اختيار الأمين العام المقبل؟

السيد مونز لوكوتوفت: أعتقد أننا أحرزنا تقدما جيدا على صعيد أهداف التنمية المستدامة والمناخ. والأمر يرجع الآن للحكومات لمتابعة توصيات وأفكار الأمم المتحدة، من أجل إيجاد التمويل والتعاون اللازم في كل بلد. فيما يتعلق بعملية اختيار الأمين العام، ما سمعته من الدول الأعضاء هو دعم موحد للطريقة التي يتم بها تنفيذ ذلك، وهناك مستوى عال جدا من الرضى، لأنه بعد مناقشة هذا الأمر خلال عشرين عاما، أخيرا نفذناه؛ فأخذنا زمام المبادرة في الجمعية العامة لإجراء محادثة جيدة مع جميع المرشحين لمعرفة شخصياتهم وأولوياتهم بشكل أفضل، بالإضافة إلى إجراء مناقشات جوهرية حول تحديات الأمم المتحدة المستقبلية .

[caption id="attachment_214134" align="aligncenter" width="622" caption="الصورة: رئيس الدورة السبعين للجمعية العامة مونز لوكوتوفت/ الصورة: الأمم المتحدة/ Loey Felipe"][/caption]

الأمم المتحدة: بالطبع محاولتك لإجراء عملية شفافة قد شهدها العالم أجمع. ولكن فيما يتعلق الأمر بجولات التصويت الأولية السرية، هل أنت راضٍ تماما عن طريقة إجرائها؟

السيد مونز لوكوتوفت: حسنا، لقد كانت هذه عملية دقيقة. وقمنا بها بالتنسيق الوثيق مع مجلس الأمن؛ وقد وافق مجلس الأمن على كل خطوة اتخذناها. كما أنها غيرت أيضا التوازن إلى حد ما، بين ما يحدث في الجمعية العامة وبين ما يحدث في مجلس الأمن الذي، بالمناسبة، هو عبارة عن مجموعة من خمسة عشر عضوا من الجمعية العامة. ووفقا لالتزاماتهم بالميثاق يقدمون مقترحات للجمعية العامة. أعتقد أن ما قمنا به كان له تأثير كبير أيضا على أولويات المرشحين في مجلس الأمن. إذا، غيرت هذه العملية قواعد اللعبة. بالطبع نحن لا نعرف النتيجة، لكننا نعرف أن درجة الشفافية باقية، ولن ترجع إلى الوراء مرة أخرى.

[caption id="attachment_214136" align="aligncenter" width="625" caption="الصورة: الأمم المتحدة/Evan Schneider"][/caption]

الأمم المتحدة: الوضع في جميع أنحاء العالم غير مستقر، خاصة في مناطق الصراعات والأزمات الإنسانية؛ الناس هناك لا يرون أن الأمم المتحدة تفعل ما فيه الكفاية. ما هو رد فعلك على هذا التصور؟

السيد مونز لوكوتوفت: ما يرونه هو، للأسف، صحيح. لم يتم دعم الأمم المتحدة من قبل الدول الأعضاء – من مجلس الأمن، من كبار أعضاء مجلس الأمن - لتحقق الأمم المتحدة دورها بوصفها منظمة دولية أنشئت للسلام واحتواء الصراع ...

بالطبع نحن نفعل الكثير من الأشياء الجيدة من خلال عمليات حفظ السلام في جميع أنحاء العالم، ولكن في بعض من أكثر الصراعات السائدة مثل سوريا واليمن وجنوب السودان، لم نكن قادرين ولم يكن لدينا قرار السلطة في أسرة الأمم المتحدة - للتعامل معها بنجاح. الأمر الذي أدى إلى خلق كوارث إنسانية غير مسبوقة وعدد غير مسبوق من اللاجئين والنازحين داخليا.

أعتقد أن قمة 19 من أيلول/سبتمبر (حول اللاجئين والمهاجرين)، وبداية الدورة الجديدة، ستتمحوران إلى حد كبير جدا حول إقامة التزامات أقوى من ذلك بكثير؛ التزامات من المجتمع الدولي والبلدان الغنية لدعم هؤلاء الناس الذين هم ضحايا الكوارث الإنسانية.

نحتاج إلى 20 مليار دولار كل عام، لإعطاء دعم إضافي لأولئك الذين طردوا من ديارهم بسبب النزاعات وتغير المناخ. وهذا مبلغ كبير من المال، لكنه يعادل أربعة أيام من الإنفاق على التسلح في هذا العالم، كل عام. لذلك يجب علينا أن نقوم بذلك. يمكننا أن نفعل ذلك. وآمل في أن يكون اجتماع 19 أيلول/سبتمبر خطوة هامة إلى الأمام في هذا المجال.

[caption id="attachment_214137" align="aligncenter" width="610" caption="الصورة: رئيس الدورة السبعين للجمعية العامة مونز لوكوتوفت/  الأمم المتحدة / Mark Garten"][/caption]

الأمم المتحدة: ما الذي يجب القيام به لجعل العالم يثق أكثر بمنظومة الأمم المتحدة ؟

السيد مونز لوكوتوفت: أعتقد أن علينا أن نبني على تجاربنا الجيدة. علينا أن نبني على المثال الجيد لصفقة إيران النووية، والتي كانت نتيجة تفاوضية لمنع المزيد من انتشار أسلحة الدمار الشامل. علينا أن نبني على ما تم فعلا، أخيرا أو في وقت متأخر جدا، وكتب في قرار مجلس الأمن في ديسمبر/ كانون الأول حول خارطة طريق للسلام في سوريا، وتم إدراكه أيضا عندما نتحدث عن الإرهاب الدولي؛ ويجب أن تكون تلك الأسئلة التي هي أسئلة وجودية مشتركة لنا جميعا، يجب أن تحظى باهتمام أكبر بكثير من تلك الأسئلة التي تفرق بيننا. إذا لم نتصرف على هذا النحو، فلن نكون قادرين على خلق عالم متناغم وعالم مستدام للأجيال القادمة.