منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤول أممي بارز: "لدينا فرصة لتغيير عالمنا في غضون الخمس عشرة أو عشرين سنة المقبلة"

ليس من غير المألوف في ميانمار أن يراعي الأخ  الأكبر سنا من هم أصغر سنا. المصدر: توم تشيذام / البنك الدولي
ليس من غير المألوف في ميانمار أن يراعي الأخ الأكبر سنا من هم أصغر سنا. المصدر: توم تشيذام / البنك الدولي

مسؤول أممي بارز: "لدينا فرصة لتغيير عالمنا في غضون الخمس عشرة أو عشرين سنة المقبلة"

ابتداء من غد الجمعة، سيكون 48 بلدا من البلدان الأقل نموا في العالم محور مؤتمر عالمي تعقده الأمم المتحدة في مدينة أنطاليا، تركيا، يهدف لاستعراض التقدم المحرز على مدى السنوات الخمسة الماضية.

وفي عام 2011 اعتمد المجتمع الدولي برنامج عمل اسطنبول(خطةالعمل الدولية) الذي ينطوي على رؤية واستراتيجية للتنمية المستدامة لأقل البلدان نموا في العقد المقبل. وبانقضاء نصف المدة، سيجري المؤتمر، المنعقد في أنطاليا، تقييما للنجاحات والتحديات والدروس المستفادة. ووفقا لمكتب الممثل السامي لأقل البلدان نمواً والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية، تمثل أقل البلدان نموا أفقر وأضعف البلدان في العالم، ويسكنها أكثر من 880 مليون شخص (12٪ من سكان العالم). وغالبا ما تعاني من أزمة في إدارة الحكم، وعدم الاستقرار السياسي، وفي بعض الحالات، من الصراعات الداخلية والخارجية.وقد أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة فئة أقل البلدان نموا رسميا في عام 1971 لحشد دعم دولي خاص للفئات الأكثر ضعفا وفقرا من أسرة الأمم المتحدة. وتضم القائمة الحالية لأقل البلدان نموا 34 بلدا في أفريقيا و 13 في آسيا والمحيط الهادئ وواحدة في أمريكا اللاتينية. وفي مقابلة أجراها مركز أنباء الأمم المتحدة، قال وكيل الأمين العام والممثل السامي لأقل البلدان نموا والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية، غيان شاندرا أشاريا، إن هناك نتائج متباينة من حيث مدى قدرة أقل البلدان نموا على تحقيق أهداف خطة العمل الدولية. وأضاف أن مستوى الفقر العام، قد انخفض ولكن ليس بالنسبة المطلوبة. ونفس الشيء حدث في مجال النمو الاقتصادي. "لقد كان الهدف تحقيق معدل نمو بنسبة سبعة في المائة، إلا أن 12 من أصل 48 دولة حققت هذا المعدل أو تجاوزته في السنوات الخمسة الماضية. لقد سجل المعدل الإجمالي للنمو الاقتصادي نحو 4.3 في المائة في عام 2012، ويبلغ حاليا نحو 5.3 في المائة. ولكن التحدي يكمن في كونه متقلبا، لذلك ليس هناك تقدم مطرد.مركز أنباء الأمم المتحدة: هل هناك دول خرجت في السنوات الخمسة الماضية من تصنيف أقل البلدان نموا؟السيد أشاريا: نعم، ساموا مثال جيد للغاية. لقد تخطت وضع البلاد الأقل نموا في السنوات الخمسة الماضية. وهناك العديد من الدول في طريقها إلى ذلك أيضا. وأعتقد أن هذا مؤشر جيد. العديد من البلدان، ما يقرب من عشر دول، على وشك أن تفي أو قد وفت بالفعل ب "معايير التخرج". وهذا أيضا مؤشر جيد لبعض التغييرات الهيكلية التي تحدث في أقل البلدان نموا." مركز أنباء الأمم المتحدة: بالنسبة للدعم الدولي، هل تشعر أن المجتمع الدولي يولي اهتماما كافيا للبلدان الأقل نموا؟السيد أشاريا: نعم لأنه إذا نظرتم إلى العديد من الأجندات العالمية التي وضعت في السنوات القليلة الماضية، ليس فقط خطة العمل الدولية ولكن أيضا جدول أعمال التنمية عام 2030، والأهداف الإنمائية المستدامة، و برنامج عمل أديس أبابا، هناك اهتمام جيد بتحديات أقل البلدان نموا.""ولكن ما يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لنا هو الوفاء بالالتزامات. ويعود ذلك جزئيا بالطبع لأداء الاقتصاد العالمي، ولكن الوجه الآخر للقضية هو ما إذا كان المجتمع الدولي يقدم مستوى معززا ومنسقا من الدعم للبلدان الأقل نموا أم لا." مركز أنباء الأمم المتحدة: ينعقد المؤتمر في منتصف فترة تنفيذ برنامج العمل المخصص لتنمية البلدان الأقل نموا. ما أهمية ذلك بالنسبة لك؟ السيد أشاريا: التوقيت مهم جدا. فكرة الاستعراض هي في الحقيقة متابعة قصص النجاح وحيث توجد نجاحات، نريد ضمان المحافظة على تلك النجاحات، ورفع مستواها، وتكرارها. وحيث نشاهد العقبات، نود البحث في التحديات التي واجهتها هذه البلدان في السعي لتحقيق الأهداف."وما نرجوه أيضا من المؤتمر هو التوصل إلى ما يمكن للمجتمع الدولي أن يبذله بشكل أفضل. وهذا أمر مهم لأننا نعيش في عالم متكامل للغاية، و لا يقتصر عصر العولمة، والتحدي على البلدان الأقل نموا. نحن نعيش في عالم مبني على مبادئ التضامن الدولي، وهذه هي الركيزة الأساسية للأمم المتحدة في تعزيز السلام والتنمية وحقوق الإنسان بطريقة شاملة ومتكاملة في جميع أنحاء العالم. ما نقوله هو إن هناك فرصة كبيرة في أقل البلدان نموا. نحن نتحدث عن 12 في المائة من سكان العالم، نحن نتحدث عن موارد طبيعية هائلة، لم يتم الاستفادة منها بشكل كامل، إذا هناك فرصة لنا جميعا للنهوض بالوضع والقضاء على الفقر. ولن نتمكن من القضاء على الفقر إلا إذا عالجنا مشاكل تلك البلدان التي هي في أسفل سلم التنمية." مركز أنباء الأمم المتحدة: لقد ذكرتم أن البلدان سوف تتعلم من تجارب بعضها البعض. وبصرف النظر عن ساموا، ما هي البلدان التي لديها "دروس مستفادة" للمشاركة؟السيد أشاريا: هناك العديد من البلدان! على سبيل المثال، أحرزت بنغلاديش ونيبال وتنزانيا الكثير من التقدم في خفض معدل وفيات الأمهات ووفيات الأطفال في السنوات القليلة الماضية. انظروا إلى النمو الاقتصادي في إثيوبيا والتغيير في طرق الحصول على الطاقة وكذلك الإنترنت في رواندا. وبالنسبة إلى بوتان، لقد عززت تنفيذ مشروعات طاقة كهرومائية ضخمة، ولاوس تظهر أيضا تقدما هائلا.مركز أنباء الأمم المتحدة: ما هي أهم معلومة تريد توصيلها للجمهور؟السيد أشاريا: لدينا فرصة في ال 15 أو ال 20 عاما المقبل لتغيير عالمنا بالفعل. الآن، عندما أقول تغيير عالمنا أعني القضاء على الفقر، وإرساء قواعد اقتصادية واجتماعية قوية جدا في البلدان. ونحن نعتقد أنه يجب اغتنام هذه الفرصة بتركيز انتباهنا من خلال تعزيز مستويات التعاون في هذه البلدان التي لا تزال بعيدة، كل البعد عن تحقيق الأهداف بمفردها. ونحن نعتقد أن هذه فرصة أخرى أتيحت لنا لمناقشة التحديات التي نواجهها. وحيث إن لدينا الآن إطار عمل عالمي، وحيث أن لدينا الآن اهتماما عالميا في أجواء إيجابية، فإذا عملنا معا، يمكننا تحقيق الأهداف الطموحة جدا. نحن متفائلون بأننا سوف نواصل التركيز على هذه الدول.ومن المتوقع مشاركة سياسية عالية المستوى، بحضور ممثلين عن الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات متعددة الأطراف والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية، حيث من المتوقع التوصل إلى اتفاق، عن طريق التفاوض بين الحكومات في شكل إعلان سياسي.