منظور عالمي قصص إنسانية

مجلس الأمن الدولي يناقش نجاحات وتحديات عمليات حفظ السلام

قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، اللواء أرولدو لاثارو وبجواره قائد قوات بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس)، اللواء موهان سوبرامانيان
UN Photo/Loey Felipe
قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، اللواء أرولدو لاثارو وبجواره قائد قوات بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس)، اللواء موهان سوبرامانيان

مجلس الأمن الدولي يناقش نجاحات وتحديات عمليات حفظ السلام

السلم والأمن

ناقش مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، جهود الأمم المتحدة لحفظ السلام، حيث استضاف قادة لعمليات حفظ السلام في عدد من الدول للحديث عن تجربتهم ومشاركة خبراتهم مع الدول الأعضاء.

وتحدث أمام المجلس كل من وكيل الأمين العام لعمليات السلام، جان بيير لاكروا؛ وقائد قوات بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس)، اللواء موهان سوبرامانيان؛ وقائد قوات بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو)، اللواء أوتافيو رودريغيز؛ وقائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، اللواء أرولدو لاثارو.

وأثنى وكيل الأمين العام لعمليات السلام، جان بيير لاكروا على الإنجازات التي يحققها الرجال والنساء المنخرطون في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في ظروف مختلفة من أجل دعم قضية السلام.

وأكد أن هذه الجلسة تبني على المناقشة الأخيرة التي عقدها المجلس بشأن حماية المدنيين في النزاعات المسلحة خلال أسبوع حماية المدنيين في أيار/مايو الماضي والتي أتاحت فرصة لقادة قوات حفظ السلام لنقاش معمق فيما بينهم وبين جهات مختلفة بغية تحسين تأثير عمليات حفظ السلام الأممية.

اليونيفيل حلقة وصل في لبنان

وقال قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، اللواء أرولدو لاثارو إن جهود اليونيفيل لحماية المدنيين تركز في الوقت الراهن على الوقاية، التي تأتي على رأس قائمة أنشطة البعثة، ويتم تحقيقها عبر الانتشار الفعال في مناطق العمليات والتوعية بالأوضاع المحيطة والحوار والمشاركة مع أطراف الصراع.

وتطرق لاثارو إلى دور الآلية الثلاثية كأداة مهمة لبناء الثقة وإدارة الصراع، والتي تعد المكان الوحيد الذي تجتمع فيه القوات اللبنانية والإسرائيلية في نفس الغرفة للتعامل مع المخاوف الأمنية.

وضرب قائد اليونيفيل مثلا بما حدث عندما وقع قصف صاروخي عبر الخط الأزرق في 6 نيسان/أبريل وتبعته غارات جوية إسرائيل في اليوم التالي. 

وقال إن الآليات المستخدمة حاليا "مكنت الطرفين من تبادل الرسائل من خلال نزع فتيل الصراع وتجنب أي سوء تفاهم، والتنقل الآمن لمواقع إطلاق الصواريخ لمنع المزيد من الغارات".

وتحدث لاثارو أيضا عن التحدي الذي تواجهه قواته فيما يخص الحملات التي تستخدم معلومات مضللة ومغلوطة والتي لا تتمتع بالقدرة على إثارة التوتر فحسب، وإنما يمكن أن تقوض أيضا صورة البعثة وفعاليتها.

لكنه شدد على الدور الذي تلعبه اليونيفيل في مساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على مناطق العمليات خالية من الأفراد والأصول والأسلحة غير المرخصة، عبر العمليات المنسقة، مشيرا إلى أن هناك تحديا يظل ماثلا أمامها حيث لا تستطيع اليونيفيل الوصول إلى جميع المواقع ذات الأهمية لاسيما ميادين الرماية غير المرخصة.

وشدد لاثارو أيضا على الدور الذي يلعبه الشباب والنساء في حماية المدنيين، مؤكدا أن اليونيفيل تضمن المشاركة الكاملة لجنديات حفظ السلام في أنشطتها العملياتية. 

أحد قوات اليونيفيل لحفظ السلام في دورية بجنوب لبنان.
UN/Haidar Fahs

 

دور فعّال في جنوب السودان

قائد قوات بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس)، اللواء موهان سوبرامانيان استعرض أبرز التطورات بشأن الدور الذي تلعبه أونميس في جنوب السودان، مؤكدا أن البعثة تعمل بكل جدية وإخلاص على تنفيذ ولاياتها هناك، وأنها تعمل بكل أمانة على تصحيح أخطائها في كل عملية من أجل تحسين الاستجابة بما يتماشى مع التوجه العام للأمم المتحدة.

وأضاف أن العمليات التي يقومون بها- بالتعاون مع حكومة جنوب السودان لمنع وقوع أي صراعات- تشمل عمليات نشر للقوات مخطط لها مسبقا في مناطق بعينها يحتمل أن تندلع فيها صراعات، وإقامة قواعد عملياتية مؤقتة، وتسيير دوريات في مناطق يتوقع أن تنشب فيها نزاعات.

وأكد قائد قوات حفظ السلام في جنوب السودان أنهم يستجيبون أيضا بقوة على أي صراعات أو اشتباكات تحدث في البلاد، مشددا على أنه يتم تدريب قادة أونميس بصفة مستمرة لاتخاذ القرارات المناسبة فيما يتعلق بحماية المدنيين عند اندلاع أي اشتباك محتمل.

وأضاف أنه ينبغي لهم تحديد أولويات الاستجابة للتعامل مع الخيارات المختلفة لحماية المدنيين بما في ذلك التدخل المباشر في الاشتباك بين الفصائل أو حماية المدنيين الفارين من مناطق الصراع أو حماية المناطق التي يتوقع أن ينتقل إليها الصراع.

وأشار أيضا إلى أن تعزيز حرية الحركة من أجل الوصول لمناطق النزاع بسرعة ودون أي قيود هو إحدى أولويات عمل أونميس لحماية المدنيين.

شرطيات من بعثة أونميس يحتفلن باليوم الدولي لحفظة السلام، الذي يصادف مايو 29.
UN Photo/JC McIlwaine

 

تحديات في جمهورية الكونغو الديمقراطية

وبدوره، نبّه قائد قوات بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) اللواء أوتافيو رودريغيز إلى أن مصدر القلق الرئيسي ينبع من ضعف الدولة وقدرة أجهزتها الأمنية ونظام العدالة فيها.

وأكد أن مستوى الإفلات من العقاب لا يزال مرتفعا، كما أن عددا من الجماعات المسلحة غير الشرعية تستهدف المدنيين عمدا على أساس عرقي وانتهازي.

وتطرق رودريغيز إلى العديد من التحديات التي تواجه مونوسكو في بيئة عملياتية متحركة ومعقدة، مشيرا إلى عمليات التضليل المعلوماتي والإعلامي والتي أثرت على جهود البعثة في حماية المدنيين من التهديدات والاستجابة لها.

وأشار أيضا إلى تضرر حرية الحركة بسبب الهجمات التي تعرضت لها دوريات قوات حفظ السلام هناك، فضلا عن استهداف العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية.