منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تدعم مركزا مجانيا لعلاج الأشخاص ذوي الإعاقة بمستشفى الكرنتينا في بيروت

المستشفى الحكومي في حي الكرنتينا في بيروت.
Fatima Abdul Jawad
المستشفى الحكومي في حي الكرنتينا في بيروت.

الأمم المتحدة تدعم مركزا مجانيا لعلاج الأشخاص ذوي الإعاقة بمستشفى الكرنتينا في بيروت

أهداف التنمية المستدامة

في إطار الجهود الجارية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في لبنان، يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على إنشاء مجموعة من المشاريع في مختلف المرافق الخدمية في البلاد.

مركز الكرنتينا لإعادة التأهيل في مستشفى بيروت الحكومي هو أحد هذه المشاريع التي افتتحها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في شباط/فبراير من عام 2023، ويهدف إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي بالنسبة للأشخاص من ذوي الإعاقة.

وجرى افتتاح مركز الكرنتينا بالشراكة مع وزارة الصحة العامة في لبنان. ويعدّ المشروع الأوّل من نوعه الذي يتم تنفيذه في مستشفى حكومي في لبنان.

 المزيد في تقرير مراسلتنا في لبنان فاطمة عبد الجواد:

أكدت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان، ميلاني هاونشتاين أن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة يمثل أحد المهام الرئيسية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقالت في حوار مع أخبار الأمم المتحدة: 

"يجب أن تكون أهـداف التنمية المستدامة في متناول الجميع وأن تكون شاملة للجميع. لهذا السبب نحن في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نعمل بجد لضمان أن يكون كل فرد في المجتمع جزءا من التنمية المستدامة وألا يتم استبعاد الأشخاص ذوي الإعاقة، كي يعيشوا حياة كريمة تلبي طموحاتهم".

وتشدد هاونشتاين على ضرورة دمج الأشخاص من ذوي الإعاقة في كافة البرامج والمشروعات. وتضيف:

"هذا مهم بشكل خاص في لبنان لأن لبنان به عدد كبير من الأشخاص من ذوي الإعاقة. اليوم يعاني ما نسبته 10 إلى 15 في المئة من سكان لبنان، بطريقة أو بأخرى، من الإعاقة. لذا نسعى في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لضمان دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع برامجنا ومشاريعنا." 

وهنا تشير هاونشتاين إلى دعم وتجهيز فريق "ويلرز Wheelers” لكرة سلة بالكراسي المتحركة.

وفي أعقاب انفجار مرفأ بيروت، تقول الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان إن البرنامج استثمر ٧٠٠ ألف دولار أميركي من صندوق الاستجابة للأزمات في نيويورك في سبيل افتتاح المركز المخصص لذوي الإعاقة في مستشفى الكرنتينا الحكومي. 

وتدير المركز، بحسب هاونشتاين، منظمة "أرك أن سييل ArcEnCiel" ، وهي منظمة غير حكومية تحرص على تقديم خدمات العلاج الطبيعي والمهني وغيرها للعديد من الأشخاص. وتضيف:

"في عضون ٤ أشهر قدّم المركز مجموعة من الخدمات إلى أكثر من 300 شخص، إضافة إلى 800 جلسة علاج بدني وعقلي مجانية لفئة من المهمشين في حي الكرنتينا، وهو أحد الأحياء الأكثر تضررا من انفجار مرفآ بيروت الذي خلف صعوبات جسدية ونفسية لدى العديد من الأشخاص".

ميلاني هاونشتاين، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان
Fatima Abdul Jawad
ميلاني هاونشتاين، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان

خدمات متعددة

وتبلغ مساحة مركز الكرنتينا لإعادة التأهيل، الممول بالكامل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، 700 مترا مربعا، ويضم عيادات جاهزة ومجهزة بالكامل، توفر حوالي 360 جلسة علاجية و80 استشارة طبية شهريا، بصورة مجانية. ويشمل ذلك العلاج الفيزيائي وعلاج النطق والعلاج النفسي والتدخلات المبكرة وغيرها من الخدمات التي سيستفيد منها الأشخاص ذوي الإعاقة، بحسب البرنامج الأممي.

ولضمان الحصول على خدمات الطاقة دون انقطاع، تم تجهيز المركز بنظام هجين يعمل على الطاقة الشمسية الكهروضوئية والديزل بطاقة إجمالية قدرها 80 كيلووات وبنك بطارية يوفر استهلاكا للطاقة قدره 150 كيلووات في الساعة، وقد تحقق ذلك بفضل الدعم السخي المقدم من الحكومة الألمانية من خلال بنك الائتمان لإعادة التنمية (KFW). 

يتمتع المركز حاليا بتمويل كامل لمدة عام واحد من خلال تمويل إضافي يوفره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وسيقدم خدمات مجانية ريثما يتمكن من مواصلة عمله من خلال استيفاء رسوم رمزية في المستقبل.

أهداف التنمية المستدامة

في عام 2015، وضعت الأمم المتحدة أهداف التنمية المستدامة وهي خطة لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع. وتتصدى هذه الأهداف للتحديات العالمية التي نواجهها، بما في ذلك التحديات المتعلقة بالفقر وعدم المساواة والمناخ وتدهور البيئة والازدهار والسلام والعدالة. وفضلا عن ترابط الأهداف، وللتأكد من ألا يتخلف أحد عن الركب، فمن المهم تحقيق كل هدف من الأهداف بحلول عام 2030. 

وتترابط هذه الأهداف فيما بينها على الرغم أن لكل منها أهداف صغيرة محددة خاصة به، تمثّل في مجموعها 169 غاية. وتغطي أهداف التنمية المستدامة مجموعة واسعة من قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية أهمها الفقر والجوع والصحة والتعليم وتغيّر المناخ والمساواة بين الجنسين والمياه والصرف الصحي والطاقة والبيئة، إلى جانب العدالة الاجتماعية أو الاندماج الاجتماعي.