منظور عالمي قصص إنسانية

منتدى حواري: تدمير داعش للمواقع التراثية في العراق قد يمثل دليلا يثبت النية في ارتكاب الإبادة الجماعية

أطفال عراقيون يمشون أمام سوق في سنجار دمرته الحرب مع داعش .
Unsplash/Levi Meir Clancy
أطفال عراقيون يمشون أمام سوق في سنجار دمرته الحرب مع داعش .

منتدى حواري: تدمير داعش للمواقع التراثية في العراق قد يمثل دليلا يثبت النية في ارتكاب الإبادة الجماعية

القانون ومنع الجريمة

بمشاركة عشرات المنظمات غير الحكومية العراقية والدولية، عقد فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد) اجتماعا ركز على تدمير داعش للتراث الثقافي في العراق، حيث عمد التنظيم في عام 2014 إلى ارتكاب ما قد يرقى إلى جرائم حرب بتدميره التراث الثقافي في محاولة لمحي التنوّع الثقافي الغني في العراق. 

ويعد التحقيق في هذه الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضدّ التراث الثقافي العراقي الغني والمتنوع، أحد مواضيع التحقيق الشاملة التي تتطلب تعاونا مستمرا مع مختلف فئات المجتمع العراقي. 

وعليه، أفسح اجتماع الطاولة المستديرة المواضيعي الرابع "جرائم داعش في تدمير التراث الثقافي" المجال لنقاشٍ مفتوح مع منظمات غير حكومية مختلفة حول مجال التحقيق هذا، وكيف يمكن لفريق التحقيق (يونيتاد) أن يقدّم عملا أفضل بالتعاون معها. 

وقال المُستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق (يونيتاد)، السيد كريستيان ريتشر، إن الهدف الرئيسي من نقاشات اجتماع الطاولة المُستديرة هذه، هو "تبادل الأفكار والحصول على مشورتكم حول كيفية قيام فريق التحقيق (يونيتاد) بالعمل بشكل أفضل مع مجتمع المنظمات غير الحكومية لتعزيز تحقيقاتنا في جرائم تنظيم داعش ذات العلاقة بتدمير التراث الثقافي."

معظم التدمير طال المواقع المسيحية

تناول ريتشر في كلمته الافتتاحية عمل فريق التحقيق (يونيتاد)، الذي يهدف إلى تقديم مرتكبي الجرائم من تنظيم داعش إلى العدالة، بمن فيهم المسؤولون عن تدمير التراث الثقافي، كون الفريق يخطط لتوسيع عمله التحقيقي بشأن تلك الجرائم. 

وقال المُستشار الخاص السيد ريتشر، "إنّه لمِن دواعي سروري أنّ عددا من الدول الأعضاء قام مؤخرا بتقديم تمويل من أجل دعم تحقيقات فريق التحقيق (يونيتاد) فيما يتعلق بتدمير التراث الثقافي."

من جانبه، تحدّث السيد دون شولتز، رئيس وحدة التحقيق الميدانية الخامسة التابعة لفريق التحقيق (يونيتاد)، والتي تُركّز على جرائم تنظيم داعش المُرتكبة ضد المجتمع المسيحي في العراق، عن تحقيقات فريق التحقيق (يونيتاد) في هذا المجال، حيث ارتُكب جزء كبير من هذا التدمير للتراث الثقافي ضدّ المواقع المسيحية بما في ذلك تدمير وتخريب الكنائس والأديرة.

مِن دواعي سروري أنّ عددا من الدول الأعضاء قام مؤخرا بتقديم تمويل من أجل دعم تحقيقات فريق التحقيق (يونيتاد) فيما يتعلق بتدمير التراث الثقافي

وقدّم السيد شون فوب، كبير المسؤولين القانونيين في منظمة "رشيد" الدولية، عرضا تقديميا عن عمل منظمته، وأولى تركيزا خاصا على جرائم تنظيم داعش في تدمير مواقع التراث الثقافي الإيزيدي، والتي وصفها بأنها تهدف إلى تدمير روح الإيزيديين. كما تطرّق إلى حقيقة أنّ تدمير التراث الثقافي إلى جانب كونه جريمة دولية بحد ذاتها، يمكن أن يكون بمثابة دليل لإثبات النية في ارتكاب الإبادة الجماعية.

من جهة أخرى، تحدّث السيد فرهاد كاكائي، مدير منظمة چيراو، عن الجرائم التي ارتكبت ضدّ المجتمع الكاكائي والتي سعت إلى تدمير المجتمع المحلي وثقافته، بما في ذلك مواقع التراث الثقافي الكاكائي.

أبنية متضررة في المدينة القديمة في غرب الموصل، العراق.
© UNICEF
أبنية متضررة في المدينة القديمة في غرب الموصل، العراق.

المنتدى منصة تجمع الجميع

تم إطلاق منتدى الحوار المشترك بين فريق التحقيق (يونيتاد) والمنظمات غير الحكومية في شهر كانون الأول/ديسمبر لعام 2020، بغية أن يكون منصة تجمع كلّ المنظمات غير الحكومية الدولية والعراقية ذات الصلة، من أجل التعاون المنتظم وتبادل الأفكار وفضلى المُمارسات، فضلا عن استكشاف مجالات تعزيز التعاون. 

ويعقد منتدى الحوار المشترك بين فريق التحقيق (يونيتاد) والمنظمات غير الحكومية نوعين من الفعاليات؛ يتمثّل الأول بسلسلة من مناقشات الطاولة المستديرة المواضيعية في شكل حلقة نقاشية تتناول مجالات مواضيعية محددة، متعلقة بأنشطة التحقيق التي يجريها الفريق. 

وتجمع الفعاليات خبراء دوليين ومحليين مع فريق التحقيق (يونيتاد) لإجراء مناقشة متعمّقة حول موضوعٍ واحد مختلف في كل اجتماع. بينما النوع الثاني من الفعاليات متمثّل باجتماع الطاولة المستديرة العام نصف السنوي، والذي يتم من خلاله مشاركة آخر المستجدات لعمل الفريق على نطاق أوسع، ويكون بمثابة مساحة مفتوحة لتقديم اقتراحات كفيلة بتحسين سبل التعاون مع المنظمات غير الحكومية. 

كما يُمثّل الاجتماع العام نصف السنوي أيضا محفلا يمكن للناجين من خلاله أن يوصلوا أصواتهم إلى فريق التحقيق والمنظمات غير الحكومية.