منظور عالمي قصص إنسانية

كريم خان: لم تسلم أي من شرائح المجتمع العراقي من جرائم داعش... ومجلس الأمن وعد بإنصاف الضحايا

كريم خان، المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة المكلف بالمساءلة والتحقيق في جرائم داعش
UN Photo/Loey Felipe
كريم خان، المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة المكلف بالمساءلة والتحقيق في جرائم داعش

كريم خان: لم تسلم أي من شرائح المجتمع العراقي من جرائم داعش... ومجلس الأمن وعد بإنصاف الضحايا

السلم والأمن

قال كريم أسعد أحمد خان، المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد)، في إحاطة أمام مجلس الأمن صباح الثلاثاء في مقرّ الأمم المتحدة الدائم، إنه خلال فترة عمل فريق التحقيق، تم وضع احتياجات وتجارب الناجين من جرائم داعش، وعائلات الضحايا في جوهر عمل الفريق.

 

وأضاف خان "جميع شرائح المجتمع العراقي: السنة والشيعة والمسيحيون، والتركمان والإيزيديون والشبك والكاكائيون، عانوا بسبب وحشية داعش وممارساته، ويجب إسماع أصواتهم جميعا عند محاسبة مرتكبي الجرائم."

بطلب من بغداد، كان مجلس الأمن الدولي قد مدد ولاية فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة المعني بالمساءلة على الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة في العراق والشام.

كريم خان:  السنة والشيعة والمسيحيون، والتركمان والإيزيديون والشبك والكاكائيون، عانوا بسبب وحشية داعش

وكان خان قد التقى خلال الأشهر الستة الماضية بأفراد أسر الضحايا وبناجين من أربيل وتلعفر والموصل ومحافظة الأنبار وديالا ونينوى وغيرها من المناطق والمحافظات العراقية حيث استمع لشهاداتهم ومعاناتهم بسبب جرائم داعش.

وتجوّل خان في مخيمين من مخيمات النزوح الواقعة في محافظة داهوك في كردستان العراق، وأضاف "لقد ذُهلت من القوة التي تتمتع بها النساء والفتيات اللاتي تحدثت إليهن، فرغم المعاناة من الخطف والاستعباد وإساءة المعاملة، إلا أنهن شاركننا قصصهن بسبب إصرارهن على جلب المعتدين إلى العدالة." وأعرب رئيس فريق التحقيق عن المسؤولية التي يشعر بها الفريق اتجاه الضحايا بعد أن قطع مجلس الأمن وعدا لهم ألا وهو تحقيق العدالة ومحاسبة مرتكبي الجرائم.

فريق التحقيق في جرائم داعش

Tweet URL

ويعمل 107 أشخاص ضمن فريق التحقيق، نصف الفريق من النساء يعملن في طاقم الدعم ومنهن نساء في مراكز قيادية.

وينقسم الفريق حاليا إلى مجموعتين تعملان في الميدان في محافظة نينوى وتتركز المهمات على التحقيق في مقتل قضاة وشخصيات دينية وصحفيين وموظفين صحيين كما يجري التحقيق في تدمير المواقع الأثرية خلال فترة احتلال داعش الموصل.

ويعتمد الفريق في عمله على إجراء مسح بالليزر لمواقع الجرائم وجمع أدلة الطب الشرعي من القبور الجماعية وإجراء تحليل الحمض النووي، والاستماع إلى شهادات الضحايا وأسرهم، وجمع المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي وإشراك الأفراد والمجتمعات من أجل المساعدة في تحديد هويات المجرمين.

تحديد هويات بعض من مرتكبي الجرائم

وأكد كريم خان أن التحقيقات في الجرائم التي ارتكبت بحق الإيزيديين في سنجار أثبتت تورط 160 شخصا، ويجري العمل حاليا على جمع الأدلة لتقديمهم للمحاكم.

كريم خان: التقدم الذي أحرزه الفريق خلال الأشهر الستة الماضية جاء بدعم من العلاقات الثنائية وتعاون السلطات

وأشار المسؤول الأممي إلى أن التقدم الذي أحرزه الفريق خلال الأشهر الستة الماضية جاء بدعم من العلاقات الثنائية وتعاون السلطات الوطنية في العراق. وأضاف قائلا "منذ التقرير السابق حتى الآن، قمنا بـ 230 تحقيقا ميدانيا وجميعها تمت بدعم مباشر من السلطات العراقية ومن ضمنها مركز العمليات الوطني التابع لمكتب رئيس الحكومة."

وكشف خان عن تشكيل لجنة وطنية جديدة عينتها حكومة العراق للتنسيق مع فريق التحقيق، وقال "لقد اجتمعت في الرابع من تشرين ثاني/نوفمبر بأعضاء اللجنة وبحثنا سبل التعاون والأولويات وأبلغتهم التزامي الشخصي بالاستمرار بتقوية تركيز وجهود التحقيق وتنسيقها بين الفريق والسلطات الوطنية."

محاكم داعش

وأثنى كريم خان على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية نحو تشريع قوانين تسمح بالمحاكمة على الجرائم التي ارتكبها داعش والتعامل معها كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.

وقال في ختام إحاطته "إن تجديد ولاية الفريق يمثل تأكيدا من المجلس على أنه لا يكفي إدانة وحشية وانحطاط داعش، ولكن من أجل الناجين يجب محاسبة الأفراد المسؤولين عن ارتكاب تلك الجرائم."

أطفال ينظرون من ورا جدار على سطح منزلهم إلى  سحب الدخان من آبار النفط التي أحرقها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عندما فروا من بلدة في جنوب الموصل. (ملف)
UNICEF/Mackenzie
أطفال ينظرون من ورا جدار على سطح منزلهم إلى سحب الدخان من آبار النفط التي أحرقها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عندما فروا من بلدة في جنوب الموصل. (ملف)

بحر العلوم: العراق يتطلع إلى مستقبل أفضل

رحب الممثل الدائم لجمهورية العراق لدى الأمم المتحدة، محمد حسين بحر العلوم، بقرار مجلس الأمن رقم 2490 لعام 2019 بشأن الموافقة على طلب الحكومة العراقية بتمديد ولاية فريق التحقيق لمدة عام واحد.

بحر العلوم: المرحلة التي تعقب دحر داعش تتطلب جهودا حثيثة وتعاونا دوليا

وقال بحر العلوم إن العراق يتطلع إلى بذل المزيد من الجهود "للإسراع بالكشف عن الجناة وإحالتهم إلى العدالة." وأوضح أن المرحلة التي تعقب دحر داعش تتطلب جهودا حثيثة وتعاونا دوليا لضمان ملاحقة المتورطين والداعمين والممولين لداعش. 

وأكد أنه من أجل ضمان عدم عودة داعش، ينبغي أن يعمل المجتمع الدولي وفق آليات قانونية وإفشال أي خطط للإرهاب ترمي إلى زعزعة السلم والأمن الدوليين.

سبل التعاون الدولي

وعدّد بحر العلوم في إحاطته جانبا من الطرق التي تمثل التعاون الدولي، مثل "تنسيق الجهود ومراقبة المطارات وتجفيف المنابع المالية للتمويل، ورصد وتبادل المعلومات عن تحركات الإرهابيين وتحديد جنسياتهم وضبط الحدود لضمان وقف تدفق العناصر الإرهابية الأجنبية ومراقبة الأساليب والوسائل والشبكات التي تستخدمها المنظمات الإرهابية والعمل على تفكيكها."

وجدد السفير العراقي التزام بلاده بالتعاون مشددا على ضرورة استكمال تعيين الخبراء العراقيين في فريق التحقيق الدولي للمساهمة في تسهيل عمل الفريق وإنجاز مهمته على أكمل وجه.

طي صفحة داعش

وأعرب السفير العراقي عن أمله في تحقيق التغيير في العراق نحو أفضل بعد "حقبة داعش السوداء" وطي صفحة الماضي بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن هذه الصفحة لن تُطوى سوى بالكشف عن مرتكبي الجرائم البشعة وتقديمهم للعدالة.

نجوت بإرادة الله لأكون شاهدا على ما جرى

كجي (الشاشة)، من المجتمع المدني العراقي وإيزيدي من منطقة سنجار ، وأحد الناجين من عمليات الإعدام الجماعية في قرية كوتشو في آب/أغسطس 2014، يلقي كلمة أمام اجتماع مجلس الأمن حول التهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن الدوليين. (26/11/2019)
UN Photo/Loey Felipe
كجي (الشاشة)، من المجتمع المدني العراقي وإيزيدي من منطقة سنجار ، وأحد الناجين من عمليات الإعدام الجماعية في قرية كوتشو في آب/أغسطس 2014، يلقي كلمة أمام اجتماع مجلس الأمن حول التهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن الدوليين. (26/11/2019)

روى كجي، وهو عضو في المجتمع المدني العراقي وإيزيدي من سنجار نجا من عمليات الإعدام الجماعية في قرية كوتشو، الأحداث المروعة التي وقعت في  آب/أغسطس 2014 عندما كانت قريته المؤلفة من 1250 شخصا محاصرة من قبل إرهابي داعش الذين صادروا ممتلكاتهم وفصلوا الرجال عن النساء.

قُتل الرجال في إطلاق نار جماعي، و "نجوت بإرادة الله لأكون شاهدا" كما قال كاتشي واصفا كيف هرب من بين كومة من الجثث من ضمنها ثلاثة من إخوته، بالإضافة إلى أبناء أخيه وأبناء عمه.

كما تم إعدام زوجة أبيه المسنة مع أكثر من 70 امرأة مسنة تم إطلاق النار عليهن أو دفنهن أحياء. واقتيدت زوجته وبناته إلى سوق الرقيق وتم بيعهن. توفيت ابنته البالغة من العمر ثلاثة أشهر بسبب العطش والجوع. وكان واحدا من بين 19 ناجيا: "لا يزال بإمكاني سماع زوجتي وبناتي يصرخن عندما أخذهم أعضاء تنظيم داعش الإرهابي".

وشكر كاتشي مجلس الأمن على إنشاء "يونيتاد" لتعزيز المساءلة حيال جرائم داعش. وقال إن محاكمة المسؤولين عن جرائمهم ليست كافية. يجب أن يعترف المجتمع الدولي أيضا بأن الجرائم المرتكبة ضد المجتمع الإيزيدي ترقى إلى حد الإبادة الجماعية.

وقال: "آمل أيضا في أن يواصل مجلس الأمن دعمه لفريق التحقيق لإنشاء آلية عادلة للمساءلة ومنع الجرائم والإبادة الجماعية المماثلة في المستقبل".