منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يطلب زيارة موسكو وكييف للقاء الرئيسين الروسي والأوكراني

الأمين العام أنطونيو غوتيريش يطلع الصحفيين على الوضع في أوكرانيا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. 19 نيسان/أبريل 2022.
UN Photo/Eskinder Debebe
الأمين العام أنطونيو غوتيريش يطلع الصحفيين على الوضع في أوكرانيا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. 19 نيسان/أبريل 2022.

الأمين العام يطلب زيارة موسكو وكييف للقاء الرئيسين الروسي والأوكراني

شؤون الأمم المتحدة

أعلن المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش قد طلب في رسالتين منفصلتين تم إرسالهما إلى البعثتين الدائمتين للاتحاد الروسي وأوكرانيا، من الرئيس فلاديمير بوتين أن يستقبله في موسكو ومن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن يستقبله في كييف.

وقال الناطق الرسمي، ستيفان دوجاريك، خلال المؤتمر الصحفي اليومي من المقرّ الدائم للصحفيين: "إن الأمين العام قال إنه يود في هذا الوقت الذي يتسم بمخاطر وعواقب كبيرة، أن يناقش الخطوات العاجلة لتحقيق السلام في أوكرانيا ومستقبل التعددية على أساس ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي."

وأشار إلى أن كلا من أوكرانيا والاتحاد الروسي عضوان مؤسسان للأمم المتحدة وكانا دائما من المؤيدين الأقوياء لهذه المنظمة.

وكان السيد غوتيريش قد أطلق نداء يوم الثلاثاء دعا فيه طرفي الصراع في أوكرانيا إلى هدنة إنسانية بمناسبة عيد الفصح، تمتد لأربعة أيام لتسهيل مرور المساعدات وإجلاء المدنيين.

Tweet URL

وذكّر بمعاني عيد الفصح قائلا إنه "موسم التجدد والقيامة والرجاء. وهو فسحة من الوقت يراد بها التأمل في دلالة المعاناة والتضحية والموت – والميلاد بعد الممات. من المفترض أن تكون لحظة تتجسد فيها معاني الوحدة."

أخذ الأمور خطوة بخطوة

وردّا على أسئلة الصحفيين بشأن موعد الزيارة والهدف منها، قال دوجاريك: "سنأخذ الأمور خطوة بخطوى. وقد تم إرسال الرسالتين، والفكرة هي توجهه إلى العاصمتين، موسكو وكييف، للقاء الرئيسين من أجل مناقشة أي خطوات عاجلة يمكن اتخاذها لوقف القتال."

وأشار إلى أنه لن يعمل على توصيف ما سيقوم به الأمين العام، ولكنّ هذه الجهود تظل ذلك جزءا من المساعي الحميدة التي كان يتحدث عنها السيد غوتيريش منذ مدة.

وتابع يقول: "فيما يتعلق بالموعد، أعتقد أنه في المرحلة الأولى - إن صح التعبير – يجب الحصول على ردّ من العاصمتين."

وتساءل الصحفيون عن أي ردّ من الجانب الروسي، وعن هذا قال دوجاريك: "أخذنا علما بالتصريحات التي أدلى بها نائب ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة يوم أمس في مجلس الأمن. دعونا نكون صريحين: الرد المهم هو ما يحدث على الأرض ومتى وإذا ما سيتم إسكات البنادق، ولم نرَ ذلك اليوم."

وأوضح أنه تم تسليم الرسالتين باليد إلى المندوبيْن الدائميْن للدولتين يوم أمس، "ولم نحصل على أي أخبار حتى الآن."

وأكد دوجاريك أن الأمم المتحدة تحاول عبر منصات متعددة وبطرق شتّى إنهاء هذا النزاع "وعلى الأقل على المدى القصير إسكات البنادق للوصول بالمساعدات الإنسانية لمن يحتاج إليها."

لكن، إذا لم يوافق أحد الطرفين على الزيارة فهل سيتوجه الأمين العام إلى العاصمة التي توافق على ذلك؟

شدد الناطق الرسمي على "أننا سنأخذ الأمور خطوة بخطوة، وسننتظر الرد وسنقوم باتخاذ القرارات.. القرارات المناسبة.. بناء على الردود التي سنحصل عليها."

قلق إزاء تفاقم الأزمة في أوكرانيا

 

الأضرار الناجمة عن القصف في ماريوبول، جنوب شرق أوكرانيا.
© UNICEF/Evegeniy Maloletka
الأضرار الناجمة عن القصف في ماريوبول، جنوب شرق أوكرانيا.

وفي المؤتمر الصحفي أيضا، قال دوجاريك إن الأمم المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء الأزمة الإنسانية المتصاعدة في أوكرانيا، وسط هجوم روسي مكثف في شرق البلاد.
وقد حذر اليوم منسق الأمم المتحدة للأزمات في أوكرانيا، أمين عوض، من أن الخسائر في الأرواح والصدمات الشديدة الناجمة عن الهجمات على المستشفيات والمدارس وأماكن اللجوء أمر مروّع للغاية، علاوة على تدمير البنية التحتية المدنية الحيوية في البلاد. 


وكانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين قد أفادت بأن عدد الفارّين من أوكرانيا بلغ خمسة ملايين شخص. ونزح أكثر من سبعة ملايين شخص داخل البلاد، ويُقدّر أن 12.65 مليون شخص تأثروا بشكل مباشر بسبب الحرب، أو أنهم عالقون في مناطق حرب أو غير قادرين على المغادرة.


دخول قافلة جديدة محمّلة بالمساعدات


وقال دوجاريك: "يخبرنا زملاؤنا العاملون في المجال الإنساني أن قافلة إنسانية جديدة مشتركة بين الوكالات بقيادة الأمم المتحدة قد وصلت بأمان إلى تشيرنيهيف، وهي مدينة واقعة في شمال أوكرانيا كانت محاصرة حتى وقت قريب وتأثرت بشدة بالحرب."
وهذه هي المرة الأولى التي تتمكن فيها الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني من تقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها للأشخاص الذين يعيشون في تشيرنيهيف والمجتمعات المجاورة، وخامس قافلة مشتركة بين الوكالات تدخل بنجاح منذ تصعيد الأعمال العدائية. 


وتابع يقول: "سلّمت قافلة اليوم تسع شاحنات من إمدادات الإغاثة الضرورية لأكثر من 13,800 شخص في تشيرنيهيف، والتي ستوزعها جمعية الصليب الأحمر الأوكرانية وشركاؤها المحليون."
وتشمل المساعدات طعاما يكفي لخمسة آلاف شخص وطعاما للرضّع يكفي لـ 1,680 طفلا وأغطية بلاستيكية وصفائح ماء وبطانيات لثلاثة آلاف شخص من مفوضية اللاجئين، ومراتب وبطانيات حرارية ومصابيح شمسية لـ 2,500 شخص وإمدادات مياه لأكثر من 1,600 شخص. 


وقال دوجاريك: "في حين أن مواد الإغاثة هذه ستساعدنا في تخفيف معاناة الآلاف من الناس في تشيرنيهيف، إلا أن هذا لا يزال بعيدا عما هو مطلوب الآن في أوكرانيا."
وتحذر الأمم المتحدة من أن يؤدي الصراع المستمر إلى تعريض الملايين لخطر فقدان الوصول إلى الغذاء والماء والمأوى والتدفئة والأدوية الأساسية. ولتلبية هذه الاحتياجات الهائلة والمتنامية بالسرعة والحجم المطلوبين، نحتاج إلى وصول ثابت ومستدام وحرية الحركة.


ولفت دوجاريك الانتباه إلى أن التحدي الإنساني الرئيسي يتمثل في تأمين الوصول الآمن إلى المناطق التي تشهد قتالا مستمرا.

 
"نحن، مع شركائنا، لا نزال غير قادرين على الوصول إلى المناطق التي يحتاج الناس فيها بشدة إلى الدعم، ولا سيّما ماريوبول وخيرسون، على الرغم من الجهود المكثفة والمشاركة المستمرة مع أطراف النزاع."
وأكد أن الأمم المتحدة تواصل الحوار مع كلا الطرفين بهدف التفاوض بشكل عاجل وفوري ومستمر وتسهيل إيصال المساعدة الإنسانية الحيوية إلى الأشخاص الأكثر تضررا من النزاع.


تعزيز خدمات الصحة الجنسية والإنجابية

 

أم وطفل يغادران محطة القطار الرئيسية في لفيف في أوكرانيا.
© UNICEF/Giovanni Diffidenti
أم وطفل يغادران محطة القطار الرئيسية في لفيف في أوكرانيا.

من جانبه، حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من أن الحرب في أوكرانيا لا تزال تسبب معاناة مروّعة ودمارا ونزوحا، وتؤدي إلى خسائر غير متناسبة في صفوف النساء والفتيات. 
وللاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة في البلاد، يقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان بتنسيق وتعزيز خدمات الصحة الجنسية والإنجابية المنقذة للحياة، وخدمات الحماية والاستجابة للناجين من العنف الجنسي والجسدي.
وقال دوجاريك: "تقول الوكالة إنه تم تسليم أكثر من 13 طنا متريا من إمدادات الصحة الإنجابية إلى سبعة مستشفيات في دنيبرو وخاركيف وكييف وزابوريجيا."


ومع وصول 27 طنا إضافيا من إمدادات الصحة الإنجابية والأدوية الحيوية إلى أوكرانيا، سيتم توزيعها على مستشفيات الولادة في تشيرنيهيف التي مزقتها الحرب، وسومي وخيرسون وميكولايف وأربع مدن أخرى لتلبية احتياجات أكثر من 1.5 مليون شخص.


ومن المقرر وصول 41 طنا متريا أخرى في وقت لاحق في نيسان/أبريل، وأيار/مايو. ويقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان أيضا بتوزيع حزمات الكرامة والمواد الأساسية لدعم النظافة الشخصية للمرأة.
أما فيما يتعلق بالتمويل، حتى الآن تم تمويل 68 في المائة من 1.1 مليار دولار التي كانت مطلوبة في النداء الإنساني العاجل الأولي. لكن استمرار الزيادة في الاحتياجات الإنسانية دفع إلى إعادة النظر في المبلغ المطلوب، ليصبح 2.24 مليار دولار.
وقال دوجاريك: "نحثّ المانحين على تحويل التعهدات السخية إلى نقود حقيقية، ونحث الآخرين الذين لم يتعهدوا بالقيام بذلك أيضا."