منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: الهجمات التي شنتها روسيا اليوم على أوكرانيا "تصعيد آخر غير مقبول" للحرب

امرأة تجلس خارج ما تبقى من منزلها بعد تدميره خلال قصف عنيف في كييف أوبلاست، أوكرانيا.
© UNICEF/Andriy Boiko
امرأة تجلس خارج ما تبقى من منزلها بعد تدميره خلال قصف عنيف في كييف أوبلاست، أوكرانيا.

الأمين العام: الهجمات التي شنتها روسيا اليوم على أوكرانيا "تصعيد آخر غير مقبول" للحرب

السلم والأمن

أعرب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن شعوره بالصدمة العميقة إزاء الهجمات الصاروخية واسعة النطاق التي شنتها اليوم القوات المسلحة للاتحاد الروسي على مدن في جميع أنحاء أوكرانيا.

جاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث باسمه، أشار إلى أنه، بحسب ما ورد، أسفرت تلك الهجمات عن أضرار واسعة النطاق في المناطق المدنية وأدت إلى مقتل وجرح العشرات من الأشخاص.

وأكد الأمين العام في البيان أن "هذا يشكل تصعيدا آخر غير مقبول للحرب"، لافتا الانتباه إلى أنه "كالعادة، يدفع المدنيون الثمن الأكبر."

وقد اتصل الأمين العام هاتفيا بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ليطمئن على الأوضاع في البلاد.

Tweet URL

وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأوتشا في أوكرانيا على موقعه على تويتر أن موجة الهجمات التي شنت اليوم على أوكرانيا، والتي أعلنت روسيا مسؤوليتها عنها، تسببت في مقتل وجرح العشرات من المدنيين.

وتضررت البنية التحتية المدنية الرئيسية في معظم المناطق، بما في ذلك كييف. كما تأثرت العمليات الإنسانية في الشرق.

منسقة الشؤون الإنسانية تدين الهجمات القاتلة

وفي بيان منفصل أدانت منسقة الشؤون الإنسانية في أوكرانيا، دينيس براون، موجة الهجمات القاتلة على أوكرانيا اليوم.

وقالت "أشعر بالرعب إزاء موجة الهجمات المميتة التي شنتها القوات المسلحة للاتحاد الروسي على كييف ودنيبرو ولفيف وخاركيف وزابوريجيا ومدن أخرى في معظم مناطق أوكرانيا هذا الصباح."

وأوضحت أن هذا التصعيد الجديد للحرب أدى إلى مقتل مدنيين بينما كانوا يبدأون أسبوعهم.

وقد أصابت الغارات الجوية مراكز حضرية مكتظة بالسكان بينما كان الأطفال يذهبون إلى المدرسة، والشباب إلى الجامعة، وآخرون يتجهون إلى العمل.

وبعثت المنسقة الأممية بأحر التعازي لشعب أوكرانيا، الذي عانى، لفترة طويلة، من ويلات هذه الحرب.

وأكدت أنه على الرغم من الضربات التي وقعت اليوم، يستمر تقديم المساعدات الإنسانية للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى الدعم.

وقالت:

"لن تتوقف المساعدات الإنسانية. تلتزم الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني بأسره بالبقاء ومواصلة عملنا لإنقاذ الأرواح ودعم الأشخاص الذين دمرت حياتهم بسبب هذه الحرب."

دعوة لتعاون الجميع

تعيش أم وطفلها في مركز للاجئين في لفيف بعد أن أجبرا على الفرار من العنف في زابوريجيا، بأوكرانيا.
© UNICEF/Alexsey Filippov

متحدثا في وقت سابق من اليوم في جنيف، وصف المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الهجمات بأنها "ضربات مروعة".

وقال المفوض السامي إن هذا كان "يوما آخر من المعاناة" للشعب الأوكراني.

كما أشار السيد غراندي إلى أن الوضع في جميع أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب لا يزال مقلقا للغاية. وصرح خلال الاجتماع السنوي للجنة التنفيذية للمفوضية قائلاً: "نزح ما لا يقل عن 6.2 مليون شخص داخليا ويحتاج الكثيرون إلى الدعم الإنساني".

"مع اقتراب فصل الشتاء بسرعة وفيما يعتمد ملايين الأوكرانيين، وخاصة المسنين والمعوقين علينا جميعا"، حذر رئيس وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من أن هناك حدودا لما يمكن أن يقوم به العاملون في المجال الإنساني.

قال "يجب أن نكون واقعيين في توقعاتنا. هذا يتطلب نهج ’كل الأيدي على سطح السفينة‘،" (أي تعاون الجميع) مناشدا أولئك الذين لديهم الخبرة والموارد لمضاعفة الجهود لدعم خطط الحكومة لفصل الشتاء.

تعرض جسر مضيق كيرتش لأضرار

وأوضح بيان صادر عن أوتشا أن "التصعيد الجديد للحرب الروسية على أوكرانيا يأتي بعد يومين فقط من تعرض جسر مضيق كيرتش، الذي يربط شبه جزيرة القرم بأراضي الاتحاد الروسي، لأضرار خلال عطلة نهاية الأسبوع."

وفي سياق متصل سئل المتحدث باسم الأمم المتحدة عن موقف الأمين العام بشأن حادث انفجار للشاحنة على جسر القرم قبل يومين، "والذي يعتقد المحققون الروس أنه إرهابي وهجوم قامت به القوات الأوكرانية،" على حد تعبير الصحفي، ولماذا لم يصدر الأمين العام أية إدانة بهذا الخصوص، فقال المتحدث الرسمي:

"هذا جزء مما رأيناه طوال عطلة نهاية الأسبوع، طوال الأيام الماضية. إنه تصعيد وأمر غير مقبول. لقد شهدنا أيضا اتجاها متزايدا، بصراحة منذ تقريبا بداية هذا الجزء من الحرب، لاستهداف البنية التحتية المدنية. مما يؤثر على المدنيين في العديد من الأماكن. هذا أيضا غير مقبول."

ونتيجة هجوم اليوم، تم إغلاق المدارس في جميع أنحاء أوكرانيا، وأصبحت مئات الآلاف من الأسر بدون إمدادات الطاقة في عدة مناطق. كما تأثرت خدمات المياه والاتصالات السلكية واللاسلكية في بعض المناطق.

في العاصمة كييف، تم الإبلاغ عن سلسلة من الانفجارات منذ الساعات الأولى من الصباح في مناطق وسط العاصمة، بما في ذلك بالقرب من جامعة شيفتشينكو، عندما كان الطلاب يذهبون إلى الفصول الدراسية والأشخاص ينتقلون إلى العمل.

إعاقة الخدمات الإنسانية

وأوضح بيان أوتشا أن موجة الهجمات، التي أعلنت روسيا مسؤوليتها عنها، "أثرت على العمليات الإنسانية في جميع أنحاء أوكرانيا، لا سيما إعاقة حركة عمال الإغاثة وإيصال إمدادات الطوارئ في شرق البلاد، حيث يحتاج الناس بشدة إلى المساعدة."

وتعمل الحكومة ومجموعات المتطوعين ومنظمات الإغاثة المحلية والدولية في جميع أنحاء أوكرانيا على مدار الساعة لحشد المساعدة ودعم الأشخاص المتضررين من الهجمات الأخيرة.

في كييف، تقوم فرق الإنقاذ بإجلاء الأشخاص من المناطق المتضررة وتقديم الإسعافات الأولية بدعم من وحدة الاستجابة السريعة التابعة لجمعية الصليب الأحمر الأوكراني.

في خاركيف ومناطق أخرى، بدأت السلطات بالفعل تصليح شبكات المياه والطاقة، بينما وزعت منظمة Mission Proliska غير الحكومية، التي تمولها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، توزيع مجموعات المأوى الطارئة في زابوريجيا أمس.

وسيعمل المجتمع الإنساني على توفير إمدادات الطوارئ - بما في ذلك من خلال استخدام مواد الإغاثة الموجودة مسبقا في أجزاء مختلفة من البلاد - للأشخاص الأكثر تضررًا من الضربات.

هذا وأكدت الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني التزامهم في البقاء ومواصلة عملهم لإنقاذ الأرواح ودعم الأشخاص الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب الحرب.. "ستستمر العمليات الإنسانية."