منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تسعى للحصول على 1.7 مليار دولار لمساعدة المتأثرين بالنزاع داخل أوكرانيا وخارجها

طفلة لاجئة من أوكرانيا تقف مع كلبها في مركز مؤقت للاجئين بالقرب من نقطة عبور بالانكا على حدود جمهورية مولدوفا وأوكرانيا، في 26 شباط/فبراير 2022.
© UNICEF/Constantin Velixar
طفلة لاجئة من أوكرانيا تقف مع كلبها في مركز مؤقت للاجئين بالقرب من نقطة عبور بالانكا على حدود جمهورية مولدوفا وأوكرانيا، في 26 شباط/فبراير 2022.

الأمم المتحدة تسعى للحصول على 1.7 مليار دولار لمساعدة المتأثرين بالنزاع داخل أوكرانيا وخارجها

المساعدات الإنسانية

أطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني، اليوم الثلاثاء، نداءين طارئين منسقين لجمع 1.7 مليار دولار بهدف تقديم الدعم الإنساني، على وجه السرعة، للأشخاص المتأثرين بالنزاع داخل أوكرانيا واللاجئين الذين فروا إلى في البلدان المجاورة.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال حديثه في فعالية الإطلاق، على الاستجابة لهذين النداءين المنقذين للحياة.

وقال الأمين العام إن خطة الاستجابة الإنسانية داخل أوكرانيا تتطلب 1.1 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتصاعدة لأكثر من ستة ملايين شخص تضرروا ونزحوا بسبب العمليات العسكرية على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة.

أما خارج البلاد، فتتطلب الخطة 551 مليون دولار لمساعدة الأوكرانيين الذين فروا عبر الحدود، وبشكل أساسي، إلى بولندا، والمجر، ورومانيا، ومولدوفا.

وأوضح السيد غوتيريش إن كلتي الخطتين تتطلبان أموالا لتعزيز الإمدادات الطبية والصحية المهمة ومياه الشرب المأمونة والمأوى والحماية.

وكالات الأمم المتحدة باقية وتقدم المساعدات في أوكرانيا

وأعرب الأمين العام عن شكره للدول الأعضاء التي رحبت بالفارين من أوكرانيا، قائلا إنه "من المهم أن يمتد هذا التضامن دون أي تمييز على أساس العرق أو الدين أو العرق."

"بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين بقوا في البلاد، فقد أصبحت الحياة صعبة وخطيرة بشكل متزايد. "ولا يوجد في معظم الأماكن سوى القليل من الهياكل الأساسية لإيواء وحماية أعداد كبيرة من الناس الذين يصلون دون أي شيء تقريبا."

وأثنى على المنظمات الوطنية والمحلية التي تقدم المساعدة، والعاملين في المجال الإنساني والصحي الأوكرانيين الذين يعتنون بجرحى القتال.

وقال يتعين "على المجتمع الدولي أن يمنحهم دعمنا المطلق. يجب أن نساعد الأوكرانيين على مساعدة بعضهم البعض خلال هذا الوقت العصيب."

وأشار أمين عام الأمم المتحدة إلى أن وكالات الأمم المتحدة باقية وتقدم المساعدات في أوكرانيا، مشيرا إلى أنه "حتى قبل الهجوم العسكري الأخير، كانت الوكالات الإنسانية تصل إلى ثلاثة ملايين شخص في الشرق."

أشخاص يعبرون الحدود من أوكرانيا إلى بولندا
© UNICEF/UNIAN
أشخاص يعبرون الحدود من أوكرانيا إلى بولندا

 

سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني

وقال الأمين العام إن وكالات الأمم المتحدة وشركاءها يعملون على مدار الساعة، طوال أيام الأسبوع، لتقييم الاحتياجات الإنسانية وتوسيع نطاق المساعدات، لا سيما للنساء والأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة.

"يوم الأحد، قامت مفوضية اللاجئين بتسليم أول شاحنة محملة بالمواد المنزلية إلى وسط أوكرانيا، للعائلات في ملاجئ الإجلاء وغيرهم من المحتاجين. يحشد شركاء اليونيسف جهودهم لمعالجة الضرر النفسي والعاطفي الناجم عن هذا الصراع. قد يعاني الأطفال من صدمة تستمر معهم مدى الحياة بعد مشاهدة الحرب."

وقال السيد غوتيريش إن الشحنات الأولى لبرنامج الأغذية العالمي في طريقها من تركيا إلى أوكرانيا، مشيرا إلى أن البرنامج يقوم بإنشاء عملية طارئة للوصول إلى ثلاثة ملايين شخص من خلال توزيع المواد الغذائية والنقد والقسائم.

مع تكثيف جهودنا، من الضروري أن يتمتع جميع العاملين في المجال الإنساني بالأمان والحماية، وأن يضمنوا حرية التنقل. كما يجب ضمان الوصول دون عوائق إلى جميع الأشخاص والمجتمعات المتضررة. وأدعو جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.

أكثر أنواع الإغاثة الإنسانية فعالية هو إسكات البنادق

وحذر الأمين العام من مغبة أن يكون للأزمة في أوكرانيا تأثير خطير على الأشخاص المعرضين للخطر في جميع أنحاء العالم. "ليس فقط لأنها ستنهك التمويل الإنساني أكثر. لكن لأن أوكرانيا تعد مصدرا مهما للحبوب."

وأشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي يشتري أكثر من نصف القمح من أوكرانيا، محذرا من أن يؤدي الاضطراب في موسم الحصاد إلى ارتفاع الأسعار وزيادة الجوع في العالم.

وقال إن ذلك يشير إلى الحاجة الملحة للتضامن العالمي - ليس فقط لتمويل برامج المساعدات الإنسانية، ولكن للاستثمار في السلام، مؤكدا أن "أكثر أنواع الإغاثة الإنسانية فعالية هو إسكات البنادق. الآن، أكثر من أي وقت مضى، يجب علينا تكثيف جهودنا من أجل تحقيق السلام في كل مكان."

لاجئون من أوكرانيا يدخلون إلى بولندا.
© UNHCR/Chris Melzer
لاجئون من أوكرانيا يدخلون إلى بولندا.

 

حماية حياة وكرامة الأوكرانيين العاديين

من جانبه، قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، السيد مارتن غريفيثس إن هذه أحلك ساعة بالنسبة لشعب أوكرانيا، مشددا على ضرورة تكثيف استجابتنا الآن "لحماية حياة وكرامة الأوكرانيين العاديين." وأضاف:

 "العائلات التي لديها أطفال صغار محصورة في الأقبية ومحطات مترو الأنفاق أو تركض للنجاة بحياتها على وقع أصوات الانفجارات المرعبة وصفارات الإنذار. أعداد الضحايا آخذة في الارتفاع بسرعة."

أكبر أزمة لاجئين في أوروبا

مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أشاد بالتضامن والكرم الهائلين اللذين أبدتهما البلدان المجاورة في استقبال اللاجئين، بما في ذلك من المجتمعات المحلية والمواطنين العاديين، لكنه أشار إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدعم لمساعدة الوافدين الجدد وحمايتهم. وأضاف:

"نحن بصدد أن نشهد ما يمكن أن يصبح أكبر أزمة لاجئين في أوروبا خلال هذا القرن."

Tweet URL

اليونيسف: وضع الأطفال يزداد تعقيدا

كجزء من النداءين الطارئين، تناشد اليونيسف الحصول على 276 مليون دولار لمساعدة الأطفال داخل أوكرانيا، إضافة إلى 73 مليون دولار للاجئين في الدول المجاورة.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، إن وضع الأطفال والأسر المحاصرين في الصراع المتصاعد في أوكرانيا يزداد سوءا كل دقيقة، مشيرة إلى أن القتال يقترب من السكان المدنيين بالقرب من منازل الأطفال والمدارس والمستشفيات ودور الأيتام.

وأفادت بمقتل ما لا يقل عن 13 طفلا، وفقا للبيانات التي تم التحقق منها من قبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان، "ونتوقع أن يزداد هذا العدد مع احتدام القتال. وقد أصيب العديد من الأطفال بجروح."

ويعاني العديد من الأطفال من صدمات عميقة بسبب العنف الذي يحيط بهم. "مئات الآلاف خارج فصول الدراسة، وجميع الأطفال البالغ عددهم 7.5 مليون طفل في أوكرانيا معرضون لخطر متزايد."

وقالت المديرة التنفيذية إن اليونيسف تعمل مع شركائها، على مدار الساعة، لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتصاعدة بسرعة، والتي تشمل الخدمات الطبية الطارئة، والأدوية الضرورية، والإمدادات والمعدات الصحية، والمياه الصالحة للشرب والنظافة، والمأوى والحماية للنازحين من منازلهم.