منظور عالمي قصص إنسانية

الوضع في أوكرانيا: الأمم المتحدة تستعد لإطلاق نداء إنساني وتؤكد التزامها بتعزيز المساعدة للشعب الأوكراني 

مدرسة مهجورة، تعرضت لأضرار في الأوبلاست، أوكرانيا. (صورة من الأرشيف)
© UNICEF/Ashley Gilbertson
مدرسة مهجورة، تعرضت لأضرار في الأوبلاست، أوكرانيا. (صورة من الأرشيف)

الوضع في أوكرانيا: الأمم المتحدة تستعد لإطلاق نداء إنساني وتؤكد التزامها بتعزيز المساعدة للشعب الأوكراني 

المساعدات الإنسانية

أجرى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش اتصالا هاتفيا مع الرئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، ظهر اليوم السبت، بتوقيت نيويورك.

وأشار بيان صادر عن مكتب المتحدث باسمه إلى أن الأمين العام نقل إلى الرئيس زيلينسكي تصميم الأمم المتحدة على تعزيز المساعدة الإنسانية لشعب أوكرانيا. 

وأشار الأمين العام إلى أن الأمم المتحدة ستطلق نداء، يوم الثلاثاء، لتمويل عملياتها الإنسانية في البلاد.

من ناحية أخرى، أفاد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بعبور أكثر من 150 ألألف لاجئ أوكراني إلى البلدان المجاورة، نصفهم إلى بولندا، والكثير منهم إلى المجر، مولدوفا، رومانيا وخارجها.

وأشار، في تغريدة على تويتر، إلى تزايد النزوح في أوكرانيا أيضا، لافتا الانتباه إلى أن "الوضع العسكري يجعل من الصعب تقدير الأعداد وتقديم المساعدة".

Tweet URL

ملايين الأوكرانيين يحتاجون إلى المساعدة

حتى قبل الأحداث الأخيرة التي "هزت العالم" الأسبوع الماضي، ذكَّر منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بأن ثلاثة ملايين شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية، على جانبي خط التماس، نتيجة للصراع المستمر منذ ثماني سنوات في شرق أوكرانيا.

وقال مارتن غريفيثس، الذي يشغل أيضا منصب وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، للصحفيين، يوم أمس الجمعة، إن الأمم المتحدة ظلت تستجيب لهذه الحاجة مع شركائها، على مدار هذه السنوات.

وأضاف: "خلال هذا العام وحده، على سبيل المثال، قامت الأمم المتحدة بتنسيق قوافل إنسانية بتسليم أكثر من 150 طنا من المساعدات إلى الأشخاص الأكثر ضعفا في المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومة في دونباس".

أوكرانيا تحت القصف

أكثر الفئات حاجة للمساعدة هم النساء والأطفال وكبار السن وذوو الإعاقة، ومن يعيشون بالقرب من خط التماس، وأولئك الذين يعيشون في المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومة.

وقال الوكيل الأممي: "إنهم ما زالوا بحاجة إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي والحماية".

ورسم السيد مارتن غريفيثس صورة قاتمة بشأن القصف الذي تعرضت له مراكز حضرية، في جميع أنحاء أوكرانيا، وورود تقارير غير مؤكدة عن إصابات بشرية وأضرار لحقت بالبنية التحتية السكنية، معربا عن قلقه الشديد من تأثير التصعيد المستمر: "نشعر بالقلق إزاء التقارير المتعلقة بحركة السكان ... الفرار بحثا عن الأمان والحماية".

الأمم المتحدة لا تزال في أوكرانيا

وأكد منسق الطوارئ في الأمم المتحدة ما قاله الأمين العام إن العاملين في المجال الإنساني التابعين للأمم المتحدة ملتزمون بمواصلة وتعزيز وجودهم. وأضاف: "لم نغادر. نحن لن نغادر أوكرانيا".

وقال إن الأمم المتحدة تكثف جهودها للمساعدة في تلبية احتياجات المتضررين، "ونحن نفعل ذلك منذ بضعة أسابيع".

وفي هذه المرحلة المثيرة للقلق من التصعيد، أشار إلى أن سلامة وأمن جميع موظفي الأمم المتحدة وعائلاتهم هي أولوية قصوى.

"نقوم حاليا بتسهيل النقل المؤقت لموظفي الأمم المتحدة غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم داخل أوكرانيا".

في غضون ذلك، أنشأ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) مركز عمليات مشترك بين الوكالات في جنيف.

وسيسعى النداء الإنساني المزمع إطلاقه يوم الثلاثاء إلى الجمع بين احتياجات المنطقة خارج أوكرانيا، تحت قيادة المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، وكذلك احتياجات أولئك الموجودين داخل البلاد.

أم تحمل طفلتها في منزلهما الكائن على خط التماس في أوكرانيا.
UNOCHA/Yevhen Maloletka
أم تحمل طفلتها في منزلهما الكائن على خط التماس في أوكرانيا.

 

تخصيص 20 مليون دولار

وقد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الخميس، تخصيص 20 مليون دولار من الصندوق المركزي للطوارئ لزيادة الاستجابة الفورية.

وقال السيد غريفيثس:

"في الأيام المقبلة، سنطلق نداءين طارئين استجابة للاحتياجات الإنسانية المتصاعدة في أوكرانيا - بما في ذلك زيادة النزوح الداخلي - واحتياجات الأشخاص الذين يلتمسون اللجوء في البلدان المجاورة لأوكرانيا."

وأوضح أن هناك حاجة إلى الجهات المانحة لحشد الموارد المالية، والتي سيتم تحديدها في غضون أيام قليلة.

السلامة الإنسانية أولا

وقال غريفيثس إن الأمر الأكثر أهمية هو سلامة العاملين في المجال الإنساني الأمميين، وضرورة أن يتمتع الشركاء الإنسانيون "بوصول آمن ودون عوائق إلى المناطق المتضررة من النزاع".

وشدد على أن "استجابتنا الإنسانية، كالعادة، تسترشد بالإنسانية والحياد والاستقلال التشغيلي والنزاهة".

وختاما، ذكّر المسؤول الأممي الرفيع بأن 50 في المائة من القمح الذي يستخدمه برنامج الغذاء العالمي يأتي من أوكرانيا، مما يوضح أن آثار الأزمة "تتراءى أمام أعيينا، ولا يزال يتعين علينا أن نرى إلى أين سوف تقود".

الأمين العام للأمم المتحدة: يجب عودة الجنود إلى ثكناتهم والقادة إلى مسار الحوار والسلام.