منظور عالمي قصص إنسانية

الرئيس الأميركي، جو بايدن يتعهد ببدء حقبة جديدة من "الدبلوماسية الدؤوبة" في سبيل مواجهة التحديات العالمية

الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن خلال حديثه في مداولات الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
UN Photo/Cia Pak
الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن خلال حديثه في مداولات الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

الرئيس الأميركي، جو بايدن يتعهد ببدء حقبة جديدة من "الدبلوماسية الدؤوبة" في سبيل مواجهة التحديات العالمية

السلم والأمن

دعا الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، في خطابه الافتتاحي، في مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إلى بدء حقبة جديدة مفعمة بالوحدة العالمية في مواجهة الأزمات المتفاقمة لجائحة كورونا وتغير المناخ وانعدام الأمن.

حيث قال: "ببساطة، نحن نقف ... عند منعطف تاريخي. يتعين علينا أن نعمل معا، بصورة لم يسبق لها مثيل".

وأكد الرئيس بايدن للقادة الحاضرين في قاعة الجمعية العامة أن الولايات المتحدة تنوي عقد الشراكة مع حلفائها "للمساعدة في قيادة العالم نحو مستقبل أكثر سلاما وازدهارا لجميع الناس".

وأشار إلى أن الحكومات يتعين عليها أن تواصل العمل معا بهدف البناء على مبادئ القانون الدولي من أجل "تحقيق الرخاء والسلام والأمن بصورة منصفة للجميع"، واصفا هذا المسعى بأنه "حيوي ومهم اليوم مثلما كان قبل 76 عاما"، لحظة إنشاء الأمم المتحدة.

أهمية الطموح

ودافع الرئيس بايدن عن قراره بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، مشيرا إلى أن الخطوة تهدف إلى فتح صفحة جديدة من الدبلوماسية الأمريكية المكثفة.

وقال إن استخدام القوة يجب أن يكون "الملاذ الأخير، وليس الخيار الأول"، مشددا على ضرورة إعادة ضبط الأولويات بعيدا عن عقدين من الحروب في سبيل مواجهة التهديدات الناشئة حديثا.

وأكد أن العالم يتعين عليه أن يختار بين الديمقراطية والاستبداد، مشيرا إلى الاختلاف الصارخ منذ سيطرة طالبان، مرة أخرى، على العاصمة كابول حيث عكست 20 عاما من المكاسب التي تحققت بشأن الديمقراطية.

"جرعة أمل"

وصرح قائلا: "اليوم، لا يمكن حل العديد من مخاوفنا الكبرى أو حتى معالجتها بقوة السلاح. القنابل والرصاص لا يمكنهما أن يحميانا من مخاطر كـوفيد-19 أو متغيراته المستقبلية".

وأعرب الرئيس بايدن عن أسفه لوفاة حوالي 4.5 مليون شخص بسبب كورونا في جميع أنحاء العالم، مشددا على الحاجة إلى "التحرك الآن لتطعيم الناس، في أسرع وقت ممكن، وتوسيع نطاق الوصول إلى الأكسجين والاختبارات والعلاجات بهدف إنقاذ الأرواح حول العالم."

وأشار إلى أن الطائرات الأمريكية المحملة باللقاحات هبطت في أكثر من 100 دولة، مقدمة "جرعات الأمل"، مضيفا أنه سيعلن قريبا عن التزامات إضافية بشأن توفير المزيد من اللقاحات.

كما دعا بايدن إلى إنشاء آلية صحية عالمية جديدة "لتمويل الأمن الصحي العالمي" ومجلس عالمي معني بالتهديدات الصحية بهدف التغلب على الأوبئة الناشئة.

العودة إلى التعددية

بدون انتقاد لسلفه، شدد الرئيس بايدن على أن إدارته قد تحولت من أسلوب دبلوماسية "أمريكا أولا" إلى أسلوب التعددية. وقال:

"لقد عدنا إلى طاولة المفاوضات في المنتديات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، بهدف تركيز الاهتمام وتحفيز العمل العالمي بشأن التحديات المشتركة".

وأشار إلى إعادة انخراط الولايات المتحدة مع منظمة الصحة العالمية؛ المشاركة في مبادرة لقاح كوفاكس، بهدف تقديم لقاحات منقذة للحياة للناس في جميع أنحاء العالم؛ إعادة الانضمام إلى اتفاق باريس للمناخ؛ والاستعداد للترشح لمقعد في مجلس حقوق الإنسان العام المقبل.

وقال السيد بايدن، إن أزمة المناخ لا تعرف حدودا، مشيرا إلى أن جميع الدول بحاجة إلى تقديم "أسمى طموحاتها الممكنة" إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP26) في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

كما كشف عن هدف أمريكي جديد بموجب اتفاق باريس لتقليل غازات الاحتباس الحراري إلى 50 في المائة، دون مستويات 2005، بحلول عام 2030. وتحدث عن استثمارات قيد المناقشة مع الكونغرس، بما في ذلك "البنية التحتية الخضراء والسيارات الكهربائية".

الديمقراطية أو الاستبداد

وقال الرئيس الأمريكي إن أمام العالم خياران: إما التحلي بالقيم الديمقراطية التي يتبناها الغرب أو تجاهلها لصالح الحكومات الاستبدادية، مؤكدا أن الولايات المتحدة تتجه نحو "حقبة جديدة من الدبلوماسية الدؤوبة" في وقت تتصدى فيها للتهديدات التكنولوجية الناشئة وتوسع الدول الاستبدادية.

وبينما تعهد بعدم الاستمرار في "حرب باردة جديدة، أو عالم منقسم إلى كتل جامدة"، أكد بايدن أن الولايات المتحدة ستعارض محاولات "الدول الأقوى للسيطرة على الدول الأضعف".

وقال إن الولايات المتحدة "ستقود بقيمنا وقوتنا للدفاع عن حلفائنا وأصدقائنا".