منظور عالمي قصص إنسانية

الرئيس الإيراني يندد بالعقوبات الأمريكية واصفا إياها بالجريمة المنظمة ضد الإنسانية

الرئيس الإيراني سيد إبراهيم رئيسي يلقي كلمة في المناقشة العامة للدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة ...
UNTV screen grab
الرئيس الإيراني سيد إبراهيم رئيسي يلقي كلمة في المناقشة العامة للدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة ...

الرئيس الإيراني يندد بالعقوبات الأمريكية واصفا إياها بالجريمة المنظمة ضد الإنسانية

شؤون الأمم المتحدة

ندد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بـ "استمرار العقوبات الأمريكية غير القانونية" المفروضة على بلاده، مطالبا "بتسجيل هذه الجريمة المنظمة ضد الإنسانية كرمز وواقع لما يسمى بحقوق الإنسان الأمريكية".

في رسالة مسجلة مسبقا تم تقديمها اليوم (21 أيلول/سبتمبر) ضمن المناقشة العامة للجمعية العامة، قال السيد رئيسي إن العدالة والحرية لا يمكن تحقيقهما إلا عندما تتحقق حقوق جميع الدول، مضيفا أن أي انتهاك لحقوق الدول من شأنه أن يعرض السلام والأمن الدوليين للخطر.


نظام الهيمنة الأمريكي لا مصداقية له 


بالنسبة له، هذا العام، دخل مشهدان التاريخ: "الأول كان في السادس من كانون الثاني/يناير عندما هاجم الشعبُ الكونغرس الأمريكي؛ والثاني، عندما أُسقِط شعب أفغانستان من الطائرات الأمريكية في آب/أغسطس."
وأوضح قائلا: 
"من مبنى الكابيتول إلى كابول، تم إرسال رسالة واحدة واضحة إلى العالم مفادها بأن نظام الهيمنة في الولايات المتحدة ليس له مصداقية، سواء داخل أو خارج البلاد".


وقال الرئيس الإيراني إن نتيجة السعي إلى الهيمنة هي إراقة الدماء وعدم الاستقرار، وفي نهاية المطاف، الهزيمة والهروب. 


وأضاف: "اليوم لا تستطيع الولايات المتحدة الخروج من العراق وأفغانستان لكنها طُردت. وفي الوقت نفسه، فإن الشعب المضطهد، من فلسطين وسوريا إلى اليمن وأفغانستان، بالإضافة إلى دافعي الضرائب الأمريكيين، هم من يدفعون ثمن هذا الافتقار إلى العقلانية".


عزم الدول ومثابرتها أقوى من القوى العظمى


وقال الرئيس الإيراني إن العالم لا يهتم بشعار "أمريكا أولاً" (شعار الرئيس ترمب) أو "عادت أمريكا" (شعار الرئيس بايدن). وقال إنه إذا سادت العقلانية في أذهان صناع القرار، فعليهم أن يدركوا أن عزم الدول أقوى من قوة القوى العظمى. 

وقال إن العقوبات هي طريقة الولايات المتحدة الجديدة في الحرب مع الدول. وشدد على أن العقوبات، ولا سيما العقوبات المفروضة على المواد الطبية وقت انتشار جائحة كوفيد -19، هي "جرائم ضد الإنسانية".

 
وقال: "علاوة على ذلك، فإني نيابة عن الأمة الإيرانية وملايين اللاجئين الذين تستضيفهم بلادي، أود أن أدين استمرار العقوبات الأمريكية غير القانونية خاصة في مجال المواد الإنسانية، وأطالب بتسجيل هذه الجريمة المنظمة ضد الإنسانية كرمز وواقع ما يسمى بحقوق الإنسان الأمريكية ".


أهمية التعاون بين الدول 


وقال السيد إبراهيم رئيسي، إنه على الرغم من حرص إيران منذ البداية على شراء واستيراد لقاحات كوفيد-19 من مصادر دولية موثوقة، "إلا أنها واجهت عقوبات طبية غير إنسانية" وبالتالي بدأت في "إنتاج لقاحات مستدامة محليا".
وقال إن التعاون بين الدول في مجال الصحة وخاصة في مجال اللقاحات مهم جدا، مضيفا أن جائحة كوفيد -19 كانت بمثابة جرس إنذار للعالم بأسره وتذكير بأن أمن جميع البشر مترابط ببعضه البعض.


يستند نموذج صنع الأمن في إيران، بحسب الرئيس الإيراني، إلى تشكيل آليات داخل المنطقة من خلال الدبلوماسية التي تتمحور حول التدخلات الخارجية ولكن بعيدة منها. وقال إن سياسة بلاده هي السعي الجاد من أجل الحفاظ على الاستقرار وسلامة أراضي جميع دول المنطقة. 


إيران حمت أوروبا من داعش


وأضاف: "لولا قوة ودور إيران إلى جانب حكومتي وشعبي سوريا والعراق وكذا الجهود السامية للشهيدين أبو مهدي المهندس والجنرال قاسم سليماني، لكان (مقاتلو) داعش اليوم جيران أوروبا في منطقة البحر المتوسط. وبالطبع فإن تنظيم داعش لن يكون موجة التطرف الأخيرة".


وقال الرئيس الإيراني إن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا والعراق هو "أكبر عائق أمام إقامة الديمقراطية وإرادة الدول". وشدد على أن الحرية “لا تسع دخل حقائب ظهر الجنود القادمين من خارج المنطقة”.


خطة العمل الشاملة المشتركة


وقال رئيسي إن مشروع تقويض الشعب الإيراني الذي تجلى في صورة انتهاك خطة العمل الشاملة المشتركة والذي أعقبته حملة ’القمع الأقصى‘ والانسحاب من اتفاقية معترف بها دولياً، فشل فشلاً ذريعا. 


لكنه قال: "إن سياسة ’القمع الأقصى‘ ما زالت قائمة. لا نريد أكثر مما هو حق لنا. نحن نطالب بتنفيذ القواعد الدولية. يجب على جميع الأطراف الالتزام بالاتفاق النووي وقرار الأمم المتحدة عمليا".


وقال الرئيس الإيراني إن الأسلحة النووية "لا مكان لها في عقيدتنا الدفاعية وسياسة الردع"، مضيفا أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر المحادثات مفيدة إن كانت نتيجتها النهائية تتمثل في رفع جميع العقوبات القمعية".

 
وأكد أنه "بينما تدافع بشكل حاسم عن جميع حقوقها ومصالح شعبها، فإن إيران حريصة على وجود تعاون سياسي واقتصادي واسع النطاق وتقارب مع بقية العالم".