منظور عالمي قصص إنسانية

قلق بالغ على النساء والأطفال المستهدفين في شمال موزامبيق

نحو 700 ألف شخص نزحوا بسبب العنف في كابو ديلغادو في موزامبيق.
UNDP/Cláudia Fernandes
نحو 700 ألف شخص نزحوا بسبب العنف في كابو ديلغادو في موزامبيق.

قلق بالغ على النساء والأطفال المستهدفين في شمال موزامبيق

المساعدات الإنسانية

تتوالى التقارير المقلقة عن الهجمات التي تستهدف المدنيين في مدينة بالما، شمال موزامبيق، مما يمثل تصعيدا للعنف وعدم الاستقرار في منطقة كابو ديلغادو.

وأصدرت وكالات الأمم المتحدة إنذارا إنسانيا يوم الثلاثاء، وذكرت أن عشرات الأشخاص قُتلوا خلال هجمات شنها متمردون غير معروفين، ورد أنهم حطّوا على البلدة في نهاية الأسبوع.

حالة رعب للمدنيين

وقال ينس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن العنف في تلك المنطقة لم يتوقف: "ما حدث في بالما هو رعب مطلق يلحق بالمدنيين من قبل جماعة مسلحة غير تابعة للدولة. لقد فعلت أشياء مروعة، وما زالت تفعل ذلك، وقد أبلغنا هذا الصباح عن استمرار الاشتباكات المتفرقة، لهذا السبب نحن نتحدث عن توقعاتنا بخروج آلاف الأشخاص الآخرين من منطقة بالما باتجاه مناطق أخرى من البلاد باتجاه الحدود مع تنزانيا".

الوصول سيرا على الأقدام والحافلة والقارب

من جانبه، أكد المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية، بول ديلون، أن الوضع يائس، وقال خلال مؤتمر صحفي في جنيف: "اعتبارا من صباح يوم 30 آذار/مارس، يمكننا إخباركم أنه تم تسجيل 3,361 نازحا داخليا – أي 672 أسرة – بواسطة نظام تتبع النزوح التابع للمنظمة الدولية للهجرة. إنهم يصلون سيرا على الأقدام وبالحافلة وبالطائرة وبالقارب، من بالما إلى أولونغوي ومويدا ومناطق مونتي بويز وكذلك مدينة بيمبا".

وقد فرّت العائلات بحثا عن الملجأ في الأدغال المحيطة، وفقا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، بينما سافر أكثر من 100 نازح جنوبا بالقارب من بالما إلى بيمبا، عاصمة مقاطعة كابو ديلغادو الغنية بالموارد.

منذ اندلاع الصراع في تشرين الأول/أكتوبر 2017، أجبر 670 ألف شخص على الفرار من العنف، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.

نازحون يصطفون في مقاطعة كابو ديلغادو للحصول على الماء.
UNICEF/Mauricio Bisol
نازحون يصطفون في مقاطعة كابو ديلغادو للحصول على الماء. by UNICEF/Mauricio Bisol

الأطفال بحاجة ماسة للمساعدة

وقالت ماركسي ميركادو، الناطقة باسم اليونيسف، إن أكثر من نصفهم أطفال "وهم جميعا في حاجة ماسة إلى المساعدة، كلهم".

بدوره، سلط أندريه ماهيسيتش، الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، الضوء على ما تعرّض له المواطنون، وقال إن أشخاصا "قُتلوا وشُوّهوا ونهبت منازل وحُرقت ودُمرت حقول هؤلاء الناس".

وأضاف أن الناس طُردوا الناس من منازلهم وفروا "بممتلكات قليلة جدا"، بينما تعرّضت النساء والفتيات "للاختطاف، وأجبرن على الزواج، وفي بعض الحالات تعرضن لأشكال أخرى من العنف الجنسي. كما وردت تقارير عن تجنيد الأطفال قسرا في هذه الجماعات المسلحة المتمردة.

واستجابة لحالة الطوارئ، قدم برنامج الأغذية العالمي بالفعل 250 طنا متريا من المساعدات الغذائية لتلبية احتياجات ما يقرب من 16 ألف شخص لمدة شهر في بالما.

وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، تومسون فيري، "تم تعليق المزيد من المساعدات الغذائية في بالما، كما يمكن التخيّل، مؤقتا بسبب العنف المستمر".

محاولات الإجلاء

وتابع السيّد فيري أن الخدمات الجوية الإنسانية للأمم المتحدة كانت "تدعم بشكل استثنائي إجلاء المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال وأولئك الذين أصيبوا بجروح خطيرة. وأضاف أنه يوم الاثنين "تم الانتهاء من أربع جولات، وإجلاء 82 شخصا".

بالإضافة إلى استمرار انعدام الأمن في شمال موزامبيق، أعاق النقص الحاد في التمويل الاستجابة الإنسانية، حيث تم تمويل نداء الأمم المتحدة البالغة قيمته 254 مليون دولار بنسبة 1% فقط.