منظور عالمي قصص إنسانية

موجز سياسات جديد يطرح مخططًا لعالم عمل أكثر اخضرارا ومرونة

رجل يعمل في الجزائر يرتدي قناعا على  وجهه لحماية نفسه من كوفيد-19.
ILO/Yacine Imadalou
رجل يعمل في الجزائر يرتدي قناعا على وجهه لحماية نفسه من كوفيد-19.

موجز سياسات جديد يطرح مخططًا لعالم عمل أكثر اخضرارا ومرونة

التنمية الاقتصادية

يتواصل تأثير جائحة كوفيد-19 على الوظائف وسبل العيش ورفاهية العمال والأسر والشركات في جميع أنحاء العالم. ووفقا لموجز سياسات جديد أصدرته الأمم المتحدة يوم الجمعة، فإن المؤسسات الصغيرة ومتوسطة الحجم على وجه الخصوص تعاني من العواقب الاقتصادية الوخيمة.

قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش "إن جائحة كوفيد-19 قلبت عالم العمل رأساً على عقب"، مضيفا أن "كل عامل وكل مؤسسة وكل ركن من أركان العالم" قد تأثر. كما "فقدت مئات الملايين من الوظائف".

ويسلط الموجز الذي صدر تحت عنوان "كوفيد-19 وعالم العمل" الضوء على تأثر الفئات الضعيفة بشكل خاص، بما في ذلك العمال غير الرسميين والشباب والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة واللاجئون والمهاجرون.

ويكشف التقرير عن الأثر غير المتناسب والمدمّر على الشباب، مما يزيد من احتمال ما يسمى "جيل الإغلاق" بالكامل، والذي من المرجح أن يظهر بمهارات أقل وحزم وأجور أدنى.

بالإضافة إلى الشابات المعرضات للخطر بشكل خاص، فإن هذا يهدد أيضا بزيادة عدم المساواة داخل البلدان وفيما بينها.

وصرح الأمين العام بأن "النساء قد تضررن بشدة بصفة خاصة – إذ يعملن في كثير من أشد القطاعات تضررا، بينما يتحملن أيضا العبء الأكبر من أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، التي تتزايد مستوياتها"، مضيفا أن الشباب والأشخاص ذوي الإعاقة وآخرين كثيرين يواجهون صعوبات هائلة.

بدء صفحة اقتصادية جديدة

وفي الوقت نفسه، فإن المستويات العالية من العمل غير الرسمي إلى جانب الدعم المالي غير الكافي للحماية الاجتماعية المتساوية، يجعل وضع الاقتصادات النامية والهشة مترنحا، وأقل قدرة على التأقلم.

يوضح التقرير أن العودة إلى الماضي ليست خيارا، مشددا على أهمية انتعاش يعالج العجز الأساسي في الحماية الاجتماعية، وأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، وحماية حقوق العمل والمخاطر المرتبطة بالتكنولوجيات الجديدة.

وشدد الدبلوماسي الأرفع في الأمم المتحدة على أن "الوقت قد حان لتنسيق الجهود العالمية والإقليمية والوطنية من أجل توفير العمل اللائق للجميع كأساس لانتعاش أخضر شامل قادر على الصمود".

وعلى سبيل المثال، يمكن أن يساعد التحول من فرض الضرائب على المرتبات إلى فرضها على الكربون في قطع شوط طويل في هذا الاتجاه.

نهج ثلاثي المراحل

عمال أحد المصانع في كمبوديا.
ILO/Marcel Crozet
عمال أحد المصانع في كمبوديا.

وإزاء هذه الخلفية، يطرح موجز السياسات الجديد حول "كوفيد-19 وعالم العمل" استجابة من ثلاث مراحل، توصي، على المدى القصير، بتوفير الدعم للعمال والمؤسسات لتتجنب إغلاق العمل وفقدان الوظائف. وتؤكد أن التدخلات ستبنى على الهياكل القائمة، مع توجيه الأنشطة نحو تنمية "خضراء" مستدامة.

دون المساس بصحة العمال أو الاستهانة بالفيروس، تركز المرحلة الثانية على المدى المتوسط وتشجع على إعادة تشغيل منظم للاقتصادات واعتماد منهج شامل للعودة إلى العمل.

ويذكّر التقرير بأن "حماية الصحة لا تعني الإبقاء على إغلاق المؤسسات والنشاط الاقتصادي".

وتدرس المرحلة النهائية المدى الطويل، وتدفع باتجاه خلق وظائف لائقة تدعم الانتعاش الأخضر والمرن ومستقبل عمل شامل يستثمر في الحماية الاجتماعية ويضفي الطابع الرسمي على القطاع غير الرسمي.

التطلع قدما

ويشير التقرير إلى أن مخاوف ما قبل الجائحة بشأن التحديات القائمة، مثل التقنيات الجديدة والتغيرات الديموغرافية وتغير المناخ والعولمة، كانت تثير بالفعل القلق في جميع أنحاء العالم.

ويزيد فيروس كوفيد -19 هذا القلق من خلال التسبب في البطالة وتزايد الفقر وتمزق النسيج الاجتماعي إلى جانب زعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن "هذه الأزمة في عالم العمل تصب الزيت على نار مشتعلة بالفعل من السخط والتوجس".

في حين أن العالم لا يستطيع العودة إلى أيام ما قبل كوفيد، فإنه يمكن بشكل استباقي تشكيل عالم "جديد، أفضل وطبيعي" للمضي قدما، وفقا للتقرير.

وأكد الأمين العام أن "عالم العمل لا يمكن أن يكون، ولا ينبغي أن يبدو مثلما كان بعد هذه الأزمة"، مشددا على أن "الوقت قد حان لبذل جهد منسق عالمي وإقليمي ووطني لخلق عمل لائق للجميع كأساس لتعافٍ أخضر شامل ومرن".

لمحة عن الأرقام الرئيسية

الأمين العام: حان الوقت لتنسيق الجهود العالمية والإقليمية والوطنية من أجل إيجاد العمل اللائق للجميع

• يعمل حوالي 1.25 مليار عامل في قطاعات اقتصادية عالية المخاطر، مثل الغذاء والسكن؛ التجزئة والجملة؛ خدمات الأعمال والإدارة؛ والتصنيع.

• في حين أن ما يقرب من واحد من كل خمسة شباب عاطل عن العمل بسبب كوفيد، فقد تم تخفيض ساعات عمل هؤلاء العاملين بنسبة 23 في المائة.

• تعمل النساء بشكل غير متناسب في القطاعات الأكثر تضررا، بما في ذلك مهن الرعاية، حيث يشكلن ما بين 60-70 في المائة.

• عانى عمال الاقتصاد غير الرسميين، الذين يفتقرون في كثير من الأحيان إلى الحماية الاجتماعية، من انخفاض في الأرباح بنسبة 60 في المائة في الشهر الأول من الأزمة فقط.

• بحلول منتصف أيار/مايو، كان 94 في المائة من عمال العالم يعيشون في بلدان تعاني من إغلاق أماكن العمل.