منظور عالمي قصص إنسانية

مفوضية حقوق الإنسان تدعو إلى رفع العقوبات عن السودان لمساعدته على الانتقال بنجاح والتصدي لفيروس كورونا

أفراد من قبيلة الأمبررو الرعوية في جنوب دارفور ينتظرون المواصلات التي تقلهم إلى ولاية النيل الأزرق.
UN Photo/Tim McKulka
أفراد من قبيلة الأمبررو الرعوية في جنوب دارفور ينتظرون المواصلات التي تقلهم إلى ولاية النيل الأزرق.

مفوضية حقوق الإنسان تدعو إلى رفع العقوبات عن السودان لمساعدته على الانتقال بنجاح والتصدي لفيروس كورونا

السلم والأمن

أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، عن مخاوف جدية بشأن الأزمة التي تواجه عملية الانتقال في السودان في خضّم جائحة كوفيد-19، وحذرت المفوضية من حدوث معاناة أكبر ما لم يتحرك المانحون بسرعة.

وفي مؤتمر صحفي، عبر تقنية الفيديو، قال المتحدث باسم مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، في تصريحات من جنيف إنه و"بعد نحو عام واحد فقط من الإطاحة بنظام عمر البشير، أصبحت وعود التنمية الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية والعدالة والسلام مهددة الآن، بسبب القيود الحادّة على موارد (تمويل) الحكومة الانتقالية في السودان."

ويرى لوارنس أن المعضلة تفاقمت بسبب مزيج من الآثار العملية للجزاءات أحادية الجانب المتواصلة، وفشل المؤسسات الدولية في تخفيف عبء الديون، وعجز الدعم الدولي.

السودان غير مستعد لمواجهة الجائحة

وفي الثامن من شهر نيسان/أبريل 2020، أقرّ رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بأن جائحة كوفيد-19 تشكل تحديات عميقة أمام النظام الصحي في بلاده وأمام الاقتصاد والمجتمع بأسره، كما أنه سعى من أجل الحصول على دعم مادي وغيره من الدعم الفني للتصدي للجائحة.

من الممكن أن تكون جائحة كوفيد-19 هي نقطة التحول. وقد حذرت مصادر طبية من نقص خطير في المعدّات والأدوات الوقائية -- جيريمي لورانس

وقال لورانس:

"من الممكن أن تكون جائحة كوفيد-19 هي نقطة التحول. وقد حذرت مصادر طبية من نقص خطير في المعدّات والأدوات الوقائية. وحتى تاريخ 27 نيسان/أبريل، تم توثيق إصابة 275 شخصا بالمرض، توفي منهم 22."

وأكد المتحدث باسم مفوضة حقوق الإنسان أن النظام الصحي في السودان ببساطة غير مجهز للتعامل مع تفشي جائحة على النطاق الذي شهدته أماكن أخرى في العالم. وقال: "ثمّة طريقة واحدة فقط لمنع وقوع كارثة إنسانية، وهي أن يتقدم المانحون ويمدّوا يد العون للسودان."

مفوضية حقوق الإنسان تدعو إلى رفع العقوبات عن السودان لمساعدته في التصدي لفيروس كورونا

 

تحديات ماثلة تضاعف الأزمة

من بين سكان السودان البالغ عددهم 43 مليون نسمة، لا يزال هناك نحو مليوني شخص نازحين داخليا نتيجة للصراعات في دارفور وجنوب كردفان وولاية النيل الأزرق. ويواجه معظمهم ظروفا معيشية قاسية، حيث يعيشون في مخيمات أو يقيمون في مواقع مؤقتة، وهم غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية. كما يستضيف السودان أكثر من 1.1 مليون لاجئ ومهاجر من دول أخرى.

وبحسب المفوضية، تتضاعف هذه القضايا حين تمتزج مع الآثار التي خلفها إدراج السودان على القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب. وإضافة إلى ذلك، فالسودان غير مؤهل للاستفادة من صندوق الائتمان التابع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، بقيمة 50 مليار دولار، والذي يقدّم مساعدات للبلدان للتصدي لجائحة فيروس كورونا.

أهمية رفع العقوبات عن السودان

ويشير لورانس إلى أن السودان لن يتمكن من الخروج من دائرة الفقر واليأس هذه إلا إذا تم تحريره من معوقات العقوبات التي فُرضت عليه في عهد الحكومة السابقة، لأن ذلك سيمكنه من جذب الاستثمار لإصلاحاته الاقتصادية التي تشتد الحاجة إليها، ومن الوصول الكامل إلى الأموال المتاحة من المؤسسات المالية الدولية. وأضاف لورنس قائلا:

"شكل انعدام المساواة والمظالم الاقتصادية والاجتماعية المحرك الرئيسي لثورة السودان في العام الماضي. إذا لم يتم معالجة هذه الأسباب الجذرية وغيرها كمسألة ذات أولوية، فإن انتقال السودان الناجح إلى تحقيق سلام دائم سيظل بعيد المنال".