منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة في جهوزية تامة لدعم الشعب السوداني

توفر قوات حفظ السلام التابعة للعملية المختلطة الحماية للنساء المحليات في منطقة الزراعة بقرية أوروكوم جنوب زالنجي، وسط دارفور.
UNAMID/Amin Ismail
توفر قوات حفظ السلام التابعة للعملية المختلطة الحماية للنساء المحليات في منطقة الزراعة بقرية أوروكوم جنوب زالنجي، وسط دارفور.

الأمم المتحدة في جهوزية تامة لدعم الشعب السوداني

السلم والأمن

أفاد وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة بأن "الظروف الاستثنائية" لجائحة كوفيد-19 أثرت على عملية السلام في السودان وعلى سحب بعثة الأمم المتحدة من البلاد.

على الرغم من الوضع "المؤلم"، أكد جان بيير لاكروا، الذي كان يحيط مجلس الأمن الدولي عبر تقنية الفيديو، أن الأمم المتحدة "في تعبئة تامة" لمواصلة دعم الشعب السوداني.

مشيرا إلى التقدم المحرز في الإصلاحات السياسية والمساءلة ومشاركة المرأة في صنع القرار، قال لاكروا إن "السلطات السودانية والشعب السوداني مضوا قدما" في تنفيذ التحول الديمقراطي.

ورشة عمل حول المرأة والسلام والأمن في شمال دارفور، السودان نظمتها بعثة الأمم المتحدة المشتركة هناك.
UNAMID/Albert González Farran
ورشة عمل حول المرأة والسلام والأمن في شمال دارفور، السودان نظمتها بعثة الأمم المتحدة المشتركة هناك.

ولكن، مشيرا إلى محاولة اغتيال آذار/مارس ضد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، قال وكيل الأمين العام إن مسار التغيير السوداني لا يزال هشا.

عملية السلام

وفي الوقت نفسه، فإن الاضطرابات المدنية، والزيادة الحادة في الهجمات التي يشنها الرعاة وانتهاكات حقوق الإنسان ضد المزارعين، هي بعض العقبات التي تعترض عملية السلام.

"تؤكد هذه التحديات استمرار بعض دوافع الصراع في دارفور، والتي قد تتجاوز نطاق عملية السلام وتتطلب استثمارا كبيرا في بناء السلام"، بحسب السيد لاكروا.

كما تحدث عن "التطورات المقلقة" في غرب دارفور في نهاية العام، والتي خلفت 65 قتيلاً وأكثر من 46.000 نازح داخلياً وفيما فرّ 11.000 شخص إلى تشاد.

وشدد لاكروا على أنه "من الأهمية بمكان أيضا إحراز تقدم على مسار دارفور لعملية السلام لكي يرى سكان دارفور ثمار السلام".

عملية الانسحاب

استجابة لجائحة كوفيد-19، أثر إغلاق المطارات والموانئ والمعابر البرية إلى جانب تعليق جميع عمليات تناوب عمليات حفظ السلام تأثيرا شديدا على العملية المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد)، مما جعل الخروج الفعال "غير عملي" بحلول 31 تشرين الأول/أكتوبر.

جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام خلال تقديمه إحاطة إلى مجلس الأمن حول الأولويات الإستراتيجية لشرطة الأمم المتحدة في بعثات حفظ السلام. 5 نوفمبر 2019
UN Photo/Manuel Elias
جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام خلال تقديمه إحاطة إلى مجلس الأمن حول الأولويات الإستراتيجية لشرطة الأمم المتحدة في بعثات حفظ السلام. 5 نوفمبر 2019

وقد ذكر رئيس حفظ السلام، أنه بمجرد أن يقرره المجلس، فأن هيكل المتابعة والجدول الزمني لتفويض البعثة وإنشائها "سيؤثران إلى حد كبير على التسلسل والجدول الزمني العام لتقليص وجود العملية المختلطة".

وبالنظر إلى التهديدات المستمرة للمدنيين وارتفاع مستوى القلق بين أكثر السكان ضعفا عند خروج اليوناميد، شدد لاكروا على وجوب أن تتم عملية التخفيض التدريجي بعناية، وعلى ألا تشير إلى عدم وجود "مخاوف تتعلق بحماية المدنيين في دارفور".

مهمة جديدة

وأكد المسؤول الأرفع في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام أن الوجود اللاحق يهدف إلى "الحفاظ على المكاسب التي تحققت على مرّ السنين وتعزيزها والبناء على أعمال بناء السلام" التي قامت بها العملية المختلطة وفريق الأمم المتحدة القطري.

وقال: "هدفنا هو تحقيق انتقال سلس إلى مهمة مستقبلية للأمم المتحدة يمكن أن تساعد الأمم المتحدة في دعم الشعب السوداني بشكل أفضل"، مضيفاً أن ذلك يستلزم ضمان حصول كل تفويض على الدعم الكامل من السلطات السودانية.

وضع إنساني "مقلق"

روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، تقدم إحاطة أمام اجتماع مجلس الأمن بشأن السلام والأمن في أفريقيا.  (من الأرشيف)
UN Photo/Manuel Elias
روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، تقدم إحاطة أمام اجتماع مجلس الأمن بشأن السلام والأمن في أفريقيا. (من الأرشيف)

وفي الوقت نفسه، تحدثت وكيل الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام السيدة روزماري ديكارلو عن الحالة الإنسانية "المقلقة" في البلاد.

وقالت: "ارتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في أنحاء السودان من حوالي 8 ملايين إلى 9.3 مليون بنهاية عام 2019"، وعزت ذلك إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية.

وحذرت من أنه مع خطر انتشار كـوفيد-19 على نطاق أوسع، "يمكن أن تتفاقم التحديات الاقتصادية".

وقالت السيدة ديكارلو: "من الواضح أن الوضع في السودان سيء والحاجة إلى الدعم حقيقية وعاجلة".

اللوازم الأساسية

قوات حفظ السلام التابعة للعملية المختلطة تتفاعل مع أفراد المجتمع المحلي خلال دورية روتينية في قرية سيري سام، بالقرب من القاعدة المؤقتة للبعثة في قولو، وسط دارفور.
UNAMID/Mohamad Almahady
قوات حفظ السلام التابعة للعملية المختلطة تتفاعل مع أفراد المجتمع المحلي خلال دورية روتينية في قرية سيري سام، بالقرب من القاعدة المؤقتة للبعثة في قولو، وسط دارفور.

ولدى التخطيط لبعثة جديدة، قامت بتفصيل المجالات الأربعة المستهدفة، وهي الوفاء بالمعايير السياسية الواردة في الإعلان الدستوري؛ تنفيذ اتفاقيات السلام في المناطق المتأثرة بالصراع؛ تعزيز مؤسسات بناء السلام وحقوق الإنسان وسيادة القانون بقيادة وطنية؛ وتسهيل الدعم الدولي للإصلاحات الاقتصادية.

وقالت السيدة ديكارلو، "إن حماية المدنيين هي أيضاً مجال تركيز"، وتتطلب "نهجا شاملا ... ليكون فعالاً على المدى الطويل".

في حين أن تفشي الفيروس التاجي قد منع نشر فريق انتقالي على الأرض، فقد أكدت للمجلس أن التخطيط جار فعليا وسيتم نشر فريق بالفعل في السودان بمجرد أن يسمح الوضع بذلك.

واختتمت حديثها قائلةً: "أن على ثقة من أننا جميعاً نتشارك هذا الشعور بالإلحاح والمسؤولية الجماعية لجعل نجاح التحول التاريخي الحقيقي في السودان ممكنا".