منظور عالمي قصص إنسانية

في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن، يان كوبيش يثني على الانتقال السلمي والمثالي للسلطة في العراق

أرشيف: الممثل الخاص للأمين العام في العراق يان كوبيش في مجلس الأمن الدولي.
UN Photo/Kim Haughton
أرشيف: الممثل الخاص للأمين العام في العراق يان كوبيش في مجلس الأمن الدولي.

في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن، يان كوبيش يثني على الانتقال السلمي والمثالي للسلطة في العراق

السلم والأمن

أثنى الممثل الخاص للأمين العام في العراق يان كوبيش على "الانتقال السلمي والمثالي للسلطة" بين رئيس الوزراء حيدر العبادي وخلفه عادل عبد المهدي الذي أدى اليمين نهاية الشهر الماضي.

ودعا كوبيش المجتمع الدولي إلى الاستمرار في تقديم الدعم للحكومة العراقية الجديدة، التي تعتزم أن تبدأ على الفور العمل بشأن إصلاح الاقتصاد وتنشيطه ومحاربة الفساد. وقال "يجب علينا ألا نخذلهم."

جاء حديث السيد كوبيش صباح اليوم الثلاثاء، في إحاطته الأخيرة إلى مجلس الأمن بصفته الممثل الخاص للأمين العام في العراق ورئيس بعثة الأمم المتحدة هناك، وقد تطرق إلى الأوضاع السياسية في البلاد قائلا:

"في حين لم تمر عملية تشكيل الحكومة بدون جدل، إلا أن الكتل السياسية أظهرت رغبتها في العمل لدعم رئيس الوزراء. لقد كانت المنافسة والاختلافات سياسية إلى حد كبير وليست طائفية، ويعد هذا خروجا عن الماضي."

وأشار الممثل الخاص إلى المفاوضات الرئيسية التي نفذتها فصائل سياسية، من بينها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وهادي العامري نيابة عن كتلتي الإصلاح والبناء، قائلا إنها تدل على أن جميع هؤلاء الشركاء الأساسيين والقوى السياسية يتشاركون الآن في مسؤولية خلق بيئة تساعد الحكومة الجديدة على مواصلة برامجها.

وقال كوبيش للمجلس إن أجندة الحكومة العراقية الجديدة تعتزم تحسين الحياة اليومية للمواطنين العراقيين، من خلال إعادة إعمار المناطق المحررة وخلق فرص العمل ومساعدة المزيد من النازحين داخليا على العودة.

وأضاف أن الحكومة ستولي اهتماما خاصا لحل التحديات مع منطقة كردستان، بما في ذلك قضايا تخصيص الميزانية والموارد المالية والنفط والمناطق المتنازع عليها.

وعن الوضع الأمني، أكد رئيس بعثة الأمم المتحدة عزم الحكومة الجديدة على تنفيذ تدابير قوية من أجل تحسين الأمن على نحو مستدام في جميع أنحاء البلد، وتكثيف الجهود لاجتثاث خلايا داعش الإرهابية المتبقية. وقد نجحت هذه الإجراءات الأمنية في تأمين الزيارة الأربعينية، حسب قوله.

"من بين 15 مليون حاج، تم تسجيل ما يقرب من مليوني زائر أجنبي دخلوا قانونيا وبأمان إلى العراق. فشلت جهود عرقلة هذه الحركة الهائلة للناس."

العراق الآن أضحى قصة إيجابية

وبعد اكتشاف 202 مقبرة جماعية في الأراضي التي كانت تحت سيطرة داعش في السابق، أكد كوبيش أن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق تواصل الدعوة إلى العدالة والمساءلة على الجرائم الدولية. وأشار في هذا الصدد إلى وصول رئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة كريم خان لتعزيز المساءلة عن جرائم داعش، إلى العراق الشهر الماضي.

وبالإضافة إلى ذلك، أنشأت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق فريقا نسائيا استشاريا للمصالحة والسياسة في العراق لضمان أن تشمل عملية المصالحة الوطنية أصوات العراقيات وشواغلهن وتجاربهن في العمليات السياسية، بناء على مبادئ التعايش السلمي واحترام التنوع وعدم التمييز.

وقال الممثل الخاص إن فترة خدمته في العراق كانت "فترة صعبة بشكل خاص، وعلى الرغم من كل التحديات والتشكيك فإنها انتهت بشكل جيد، مع مستقبل واعد للبلاد ودور الأمم المتحدة في المساعدة." ووصف العراق بأنه "قصة نجاح إيجابية في منطقة تتميز بالعديد من الاتجاهات والتطورات السلبية".

هذا وأعلن الممثل الخاص أن وزارة الخارجية العراقية قد سلمت إلى نظيرتها الكويتية العديد من الممتلكات التي تم الاستيلاء عليها خلال غزو الكويت، مرحبا في هذا الصدد بالالتزام الواضح من جانب الحكومة العراقية بحل الملف المعقد للقضايا العالقة مع الكويت.

هذا ومن المقرر أن يخلف السيد كوبيش الهولندية جانين هينيس-بلسخارت، التي تتمتع بعشرين عاما من الخبرة السياسية والدبلوماسية، تشمل العمل في عدة مناصب حكومية وبرلمانية رفيعة المستوى.