منظور عالمي قصص إنسانية
الدكتورة ميمونة خليل الخليل، الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة في المملكة العربية السعودية، في لقاء مع أخبار الأمم المتحدة.

مسؤولة سعودية: المرأة في المملكة شريكة فاعلة في جهود بناء مجتمع رقمي

UN News
الدكتورة ميمونة خليل الخليل، الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة في المملكة العربية السعودية، في لقاء مع أخبار الأمم المتحدة.

مسؤولة سعودية: المرأة في المملكة شريكة فاعلة في جهود بناء مجتمع رقمي

المرأة

قالت الدكتورة ميمونة الخليل، الأمينة العامة لمجلس شؤون الأسرة في المملكة العربية السعودية إن المرأة في بلادها تعمل جنبا إلى جنب مع الرجل لبناء مجتمع رقمي وإحداث تحول نحو الابتكار، مبينة أن عدد النساء السعوديات العاملات في مجال الرقمنة آخذ في الازدياد. وقالت إن المملكة من "البلدان الرائدة" من حيث عدد النساء المتخصصات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

جاء ذلك خلال حوار مع أخبار الأمم المتحدة على هامش مشاركتها في اجتماعات لجنة وضع المرأة في دورتها السابعة والستين، المنعقدة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. بدأنا الحوار بسؤال المسؤولة السعودية عن أهم النقاط التي يريد وفد بلادها تسليط الضوء عليها في دورة هذا العام.

الدكتورة ميمونة الخليل: شكرا لكم على هذه الاستضافة. شمل وفد المملكة العربية السعودية المشارك في اجتماعات لجنة وضع المرأة في الدورة السابعة والستين مجموعة من النساء ممثلات لمجلس شؤون الأسرة وممثلات لوزارة الخارجية وللهيئة الوطنية للأمن السيبراني ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة البيئة والمياه والزراعة ومشروع سلام للتواصل الحضاري والمجتمع المدني وجمعية الذكاء الاصطناعي.

أهم النقاط التي أراد أن يركز عليها الوفد في مشاركته هذا العام هي أن المملكة العربية السعودية تعمل الآن على بناء مجتمع رقمي وحكومة رقمية والتحول نحو الابتكار والمرأة شريكة في كل هذه الجهود من خلال استقطاب المهارات والقدرات النسائية للمشاركة الفاعلة في هذا التحول الرقمي.

لدينا جهود حثيثة في هذا المجال أردنا أن نشاركها مع الوفود الأخرى المشاركة في هذه الدورة، وأردنا أيضا أن نتعلم ونعْلَم الاتجاهات المستقبلية التي تعد لها الدول المختلفة. 

لدينا أيضا تجارب رائدة في بعض المجالات، ولدينا أرقام أردنا أيضا أن نسلط الضوء عليها فيما يتعلق بالتخصصات التي دخلت فيها النساء منذ فترة طويلة، فالكليات العلمية والتقنية موجودة في المملكة العربية السعودية منذ الثمانينات وخرجت عددا كبيرا من النساء المتخصصات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والمهندسة والرياضيات.

والمملكة من البلدان الرائدة في عدد النساء المتخصصات في هذا المجال وترجمة هذه التخصصات إلى مشاركة فاعلة في التحول الرقمي، وهذه الأهداف باتت مهمة اليوم أكثر من أي وقت مضى خاصة مع التوجه نحو الذكاء الاصطناعي.

مع التحول الرقمي نتجت أيضاً تحديات أخرى مثل حماية البيانات والمعلومات على الفضاء السيبراني وحماية الطفل. أردنا أيضاً أن نسلط الضوء بأن المملكة تشاطر العالم همومها وبطريقة فاعلة من خلال المبادرات. فمثلا أطلق سمو ولي العهد عام 2020 مبادرتين هامتين جداً الأولى كانت عن حماية الطفل في الفضاء السيبراني والثانية كانت عن تمكين المرأة في مجال الفضاء السيبراني. من ضمن المبادرات التي أردنا تسليط الضوء عليها مثلاً فوز 20 فريقا في مجال تحدي الأمن السيبراني و30 في المائة من الفرق الفائزة من النساء كانت من النساء.

الأمر الآخر أيضا بلغ عدد النساء السعوديات العاملات في مجال الأمن السيبراني 22 في المائة في 2021، وبعد عام فقط ارتفع إلى 27 في المائة، وهذه نتيجة جهود حثيثة في التدريب. فمثلا بلغ عدد المتدربات في برنامج سايبر-بروبلس  CyberProPlus التابع للهيئة الوطنية للأمن السيبراني 55 في المائة. تتماشى هذه الجهود مع الاهتمامات الجارية الآن والتي يجب أن تنتبه لها جميع الدول في أن تكون المرأة حاضرة.

الأمن السيبراني مهم للرجل والمرأة لكن نريد أن تكون للمرأة مشاركة فاعلة وأن تحظى بالفرص المتكافئة للمشاركة في هذا المجال المهم.

تحدثت عن العديد من الإنجازات التي حققتها المرأة السعودية، ولكن هل ترين أن هناك تحديات تقف أمام المرأة السعودية في سبيل تحقيق إنجازات أكبر في مجال الابتكار والتكنولوجيا؟

الدكتورة ميمونة الخليل: من خلال استماعنا للكلمات المقدمة من مندوبي مختلف الدول ومن خلال مشاركتنا في الأحداث الجانبية اكتشفنا أن الهموم مشتركة والاحتياجات والتحديات هي ذاتها التي تواجه المرأة في كافة البلدان، والمملكة أحد هذه البلدان.

تشاطر المرأة السعودية نساء العالم التحدي بشأن توفر الفرص في الدخول في هذه المجالات التي اعتاد الرجال على الانخراط فيها في السابق. هناك تحد يتمثل في دفع رائدات الأعمال للعمل في ريادة الأعمال في المجال التقني.

يمثل هذا أيضا أحد التحديات، ولعل أكبر التحديات يكمن في أن يكون لدينا نساء قياديات في هذا المجال. فهذه من التحديات الموجودة في المملكة وفي بقية دول العالم والتي نريد أن نحدث حراكا في التجاوب معها.

أريد أن أسلط الضوء على بعض الإسهامات والجهود الرامية لتدارك هذا الوضع في المملكة العربية السعودية.

فمثلاً وجدنا أن مشاركة المرأة في مهن قطاع الاتصالات كان بنسبة 11 في المائة في عام 2017 لكن مع بذل الجهود والتدريب والحرص على طرح الفرص ارتفع هذه النسبة إلى 32.52 في المائة عام 2022- يعني تضاعف العدد بمعدل ثلاثة أضعاف تقريبا.

هناك أيضا خمس مسارات خاصة في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بشأن تمكين المرأة في هذا المجال. هذه المسارات هي She works, She leads, She innovates, She thrives, She inspires وتعني بالعربي: هي تعمل، هي تقود، هي تبتكر، هي تزدهر، هي تلهم.

من خلال هذه المبادرات وهذه التدريبات نستطيع أن نتجاوب مع هذه التحديات.

 

الدكتورة ميمونة الخليل تشارك في فعالية "التحول الرقمي والابتكار من الشمولية إلى الاستدامة" الذي نظمته البعثة السعودية خلال الدورة 67 للجنة وضع المرأة
Family Affairs Council/Saudi Arabia

 

في المملكة العربية السعودية مثلما هو في العديد من المجتمعات المحافظة هناك بعض الجهات التي ربما تقاوم تقدم المرأة وتطورها. كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟

الدكتورة ميمونة الخليل: هناك بعض المقاومة التقليدية، لكن المقاومة عادة ما تضعف أمام الإرادة السياسية. الإرادة السياسية وضعت أمام المجتمع أمرا مهما جدا وهو القيمة المضافة لمشاركة المرأة في سوق العمل، والقيمة المضافة لتمكين المرأة ودخولها كافة القطاعات ومن ضمنها القطاع التقني. والتجاوب كان جيد جداً من القطاعات الرسمية وانعكس هذا التجاوب حتى على الجوانب الاجتماعية، فهناك تشجيع الآن وفخر بالنساء اللواتي دخلن هذا المجال وفروعه المختلفة. أعتقد أن هذه (المقاومة) بدأت تتلاشى إلى حد كبير الآن.

المملكة العربية السعودية لديها رؤية تسمى برؤية 2030 حدثينا عن وضعية المرأة في هذه الرؤية؟

الدكتورة ميمونة الخليل: المرأة- إلى جانب الرجل- مستفيدة من جميع برامج رؤية المملكة 2030 لكن هناك استهداف خاص للمرأة في هذه الرؤية وهو رفع مشاركتها في سوق العمل. وصلت مشاركة المرأة الآن إلى نسبة 37% (في سوق العمل) وتجاوزت الهدف الذي تم وضعه عند إطلاق الرؤية. وهذا ما يجعلنا نطمح إلى المزيد. أثبتت المرأة أنها أهل للتمكين والثقة وأنها عندما توضع في المواقع المختلفة تؤدي بشكل تام وبشكل جيد، وبأنها ملهمة لغيرها من الرجال والنساء، والمرأة هي شريكة مع الرجل في الوصول إلى أهداف رؤية 2030 وما بعدها.

الأجواء والأمور في المملكة تبعث على التفاؤل والكل متحمس الآن وتتضافر الجهود للوصول إلى هذه الأهداف.

هل لديك رسالة توجهينها إلى المرأة السعودية؟

الدكتورة ميمونة الخليل: نعم نحن فخورون بها للغاية. ونأمل منها أن تستمر في هذه الجهود الرائعة إلى جانب الرجل ونأمل ونطمح في المزيد.

المرأة السعودية قادرة وواثقة من منطلقات ومرتكزات المبادئ الإسلامية والسعودية والعربية، وهي مؤهلة للمشاركة في الهموم والأهداف العالمية.

أعتقد أننا نجحنا في أن نركز على أولوياتنا المحلية ونشارك في تحقيق الأهداف الدولية، فبهذا التوازن أعتقد أن المرأة- إلى جانب الرجل السعودي- على أتم استعداد للمشاركة الفاعلة.

الدكتورة ميمونة خليل الخليل الأمينة العامة لمجلس شؤون الأسرة في المملكة العربية السعودية شكراً جزيلا.

الدكتورة ميمونة الخليل: شكراً جزيلاً لكم.

 

الدكتورة ميمونة الخليل تشارك في الفعالية الجانبية "التحول الرقمي والابتكار من الشمولية إلى الاستدامة" الذي نظمته بعثة المملكة العربية السعودية خلال الدورة 67 للجنة وضع المرأة
Family Affairs Council/Saudi Arabia