منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤولة سعودية: كل الفرص أمام المرأة، وبإمكانها الاستثمار في نفسها

الدكتورة ميمونة بنت خليل آل خليل، أمين عام مجلس شؤون الأسرة في المملكة العربية السعودية.
UN News
الدكتورة ميمونة بنت خليل آل خليل، أمين عام مجلس شؤون الأسرة في المملكة العربية السعودية.

مسؤولة سعودية: كل الفرص أمام المرأة، وبإمكانها الاستثمار في نفسها

المرأة

قالت الدكتورة ميمونة بنت خليل آل خليل، الأمينة العامة لمجلس شؤون الأسرة في المملكة العربية السعودية إن الرسالة التي حملها وفد بلادها المشارك في فعاليات الدورة الثامنة والستين للجنة وضع المرأة المنعقدة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، هي: "المرأة استثمار واعد".

جاء هذا في حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة على هامش مشاركتها بصفتها رئيسة لوفد المملكة العربية السعودية في الدورة السنوية الثامنة والستين للجنة وضع المرأة التي تعد أكبر تجمع سنوي للأمم المتحدة بشأن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، والتي تنعقد في الفترة ما بين 11 و22 آذار/مارس.

وقالت الدكتورة ميمونة آل خليل "نريد للمرأة والفتاة أن تعرف أن كل الفرص أمامها، وهذه الفرص، فرص متكافئة، وأن بإمكانها الاستثمار في نفسها، وبإمكانها أن تكون معطاءة في بيتها وفي وطنها".

وأشارت إلى أن المشاركة في اجتماعات مثل الدورة السنوية للجنة وضع المرأة يجعلهم يستحضرون أن التحديات التي تواجه المرأة السعودية والعربية "هي التحديات التي تواجه المرأة في كل مكان".

إليكم نص الحوار الكامل مع الدكتورة ميمونة بنت خليل آل خليل، الأمينة العامة لمجلس شؤون الأسرة في المملكة العربية السعودية.

أخبار الأمم المتحدة: حدثينا عن مشاركتكم في الدورة السنوية الثامنة والستين للجنة وضع المرأة.

الدكتور ميمونة آل خليل: أتشرف برئاسة وفد المملكة العربية السعودية لهذا الاجتماع الثامن والستين للجنة الأمم المتحدة لوضع المرأة. في هذا الاجتماع السنوي، وفد المملكة الحاضر هذه السنة يتكون من أربع وزارات؛ وزارة الاقتصاد والتخطيط، ووزارة الخارجية، ووزارة الاتصال وتقنية المعلومات، وهيئة حقوق الإنسان، كذلك وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية. 

معنا كذلك تمثيل من المجتمع المدني من مؤسسة الملك خالد. معنا كذلك جمعية "فلوس" للتوعية المالية. ومعنا أيضا ممثلة من الشباب وبرنامج سلام للاتصال الحضاري. 

سعيدون جدا بهذه الفرصة. هذا التجمع هو ثاني أكبر تجمع بعد الجمعية العامة، يجمع الوفود من شتى الدول. نسعد بلقاء الوفود المختلفة. نسعد بالاستماع لتجارب الدول المختلفة، كذلك عقد اللقاءات الثنائية على هامش هذا التجمع.

أخبار الأمم المتحدة: وعلى ذكر الرسائل واللقاءات، ما هي أبرز الرسائل والتجارب التي تحملينها خلال وجودك في نيويورك للمشاركة في هذه الدورة السنوية؟

الدكتور ميمونة آل خليل: طبعا نتناقش في الموضوع السنوي، وهو تمكين المرأة اقتصاديا. نسعد دائما بالاستماع للتجارب. نسعد دائما بمشاركة تجربة المملكة كذلك. 

المملكة في السنوات الخمس الماضية فقط، أحدثت تغييرات جذرية وكبيرة يُستشهد بها عالميا الآن. فلنا قصة نرويها في هذا المجال، ونسعد بمشاركة ذلك. 

بالنسبة للرسائل، نحن نعرف أن المرأة هي فرد من أفراد الأسرة، فرد هام جدا، والاستثمار فيه يعود بالعائد الكامل على الأسرة بشكلها الكامل. فرسالتنا هذا العام هي المرأة استثمار واعد.

أخبار الأمم المتحدة: قطعتم شوطا كبيرا على طريق تمكين المرأة. هل تحدثينا عن أبرز الجهود في مجال تمكين المرأة السعودية؟ 

الدكتور ميمونة آل خليل: تمكين المرأة السعودية قصة طويلة الحقيقة. ربما شهدنا تسارع في التغييرات في الآونة الأخيرة، لكن هو بدأ من الخطط الخمسية التنموية الأولى. 

فالمرأة منذ السبعينات وأقدم من ذلك حتى، كانت منخرطة في التعليم. المرأة كانت معلمة وكانت طبيبة. 

ما تغير ربما في الفترة الأخيرة هو تنوع نشاطات المرأة، فتح المجالات الواسعة جدا أمامها. 

المرأة الآن في السلك الدبلوماسي، هي في السلك العسكري، هي في النشاطات الأمنية، هي في الفضاء. 

شهدنا والعالم شهد أيضا في عام 2023 رائدة فضاء سعودية. فكانت هذه ملهمة جدا للفتيات في المملكة وفي الخليج، وفي العالم العربي والعالم بأسره.

أخبار الأمم المتحدة: في طريق التمكين أيضا هناك تحديات. ما هي أبرز تلك التحديات التي تواجه المرأة السعودية وربما المرأة العربية في عالم اليوم؟ 

الدكتور ميمونة آل خليل: الحقيقة المشاركة في مثل هذه الاجتماعات يعني جعلتنا نستحضر أن التحديات التي تواجه المرأة السعودية والمرأة العربية هي التحديات التي تواجه المرأة في كل مكان. 

لعلي يعني أركز على نقطة ربما تكررت في الكثير من الاجتماعات وهي تحقيق التوازن بين مسؤوليات البيت والأسرة وواجبات العمل. نريد من المرأة أن تكون مشاركة، نريد لها أن تكون متعلمة، نريد لها أن توظف هذه الخبرات التي تراكمت وهذا الاستثمار الذي تم فيها عبر سنوات. ولكن في نفس الوقت نعرف أن مكانة المرأة في البيت وفي المنزل مهمة جدا فنريد لها هذا التوازن. 

هذا التوازن ليس مسؤوليتها وحدها وإنما مسؤولية المجتمعات أن تحققها لها، فمعناها يجب أن ننظر إلى السياسات الموجودة، يجب أن ننظر إلى مدى التطبيق لهذه السياسات، وننظر إلى ما هي العوامل الداعمة. 

الكثير من الاجتماعات في الأيام الماضية كانت للحديث عن الممارسات المثلى في الدول المختلفة من جانب إجازات الأمومة وإجازات الأبوة كذلك، لأن هذا يدعم المرأة من جانب سياسات العمل المرنة، ومن جانب أيضا إمكانية العمل عن بعد في فترة الطفولة المبكرة إذا كانت المرأة أم. فما هي العوامل المهيئة لمكوثها مع هذا الطفل وقتا أكبر لأن هذه هي السنوات التكوينية الهامة للطفل. 

فمثل هذه الأمور أعتقد أنها تحديات العالم كله يواجهها، ونحتاج فعلا أن تكون محط التركيز لنخرج بما يمكن أن يساعد المرأة على تحقيق هذا التوازن. 

طبعا هناك تحديات أخرى أيضا تتشارك فيها المرأة السعودية وغيرها من النساء حول العالم، وهي طبعا تحديات فيما يخص الصحة؛ الصحة الجسدية والصحة النفسية، خاصة أن الإحصاءات تشير إلى أن المرأة حول العالم تعاني من الأمراض المزمنة بنسبة أكبر من الرجل، وصحتها النفسية أيضا تتأثر بشكل أكبر من الرجل. 

فمن هذا المنطلق أيضا نحتاج أن نراجع ما هو موجود من تشريعات وسياسات للتأكد من أن المرأة تستفيد أولا، يعني الخدمات متاحة، وبعد ذلك على المستوى الذي يعود على المرأة بالنفع.

أخبار الأمم المتحدة: إذا تحدثنا عن المستقبل، ما هي التطلعات لتحقيق المزيد من التقدم للمرأة السعودية والفتاة السعودية أيضا؟ 

الدكتور ميمونة آل خليل: نريد للمرأة والفتاة أن تعرف أن كل الفرص أمامها، وهذه الفرص فرص متكافئة وأن بإمكانها الاستثمار في نفسها وبإمكانها أن تكون معطاءة في بيتها وفي وطنها. 

تطلعاتنا الحقيقة هي أن تكون هذه المرأة فاعلة جنبا إلى جنب مع زميلها الرجل في هذا المجتمع الذي بنى لنفسه تطلعات طموحة جدا في ظل رؤية المملكة 2030. وبدأنا نستشعر الأثر من هذه الرؤية في السنوات القليلة الماضية. فكلنا أمل على ما سيثمر إن شاء الله من هذه الرؤية في السنوات القادمة.

أخبار الأمم المتحدة: ما هي رسالتكم للمرأة السعودية والعربية في هذا الشهر الذي يحتفل فيه العالم باليوم الدولي للمرأة؟ 

الدكتور ميمونة آل خليل: رسالتنا هي عنوان حملتنا التي أطلقناها قبيل الحضور إلى نيويورك بمناسبة يوم المرأة العالمي، وهي "المرأة استثمار واعد"، فكلما دعمناها وكلما قدمنا لها الخدمات، وكلما جعلناها تشعر بالأمان والثقة، كلما كان العائد على الأسرة بشكلها الأكبر والمجتمع بشكل عام أكبر وأكبر.