منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يضع خطة لإنهاء أزمة التعليم العالمية

إحدى الموظفات في الأونروا تقدم الدعم للأطفال لمساعدتهم في التغلب على صدمة الحرب.
© UNRWA
إحدى الموظفات في الأونروا تقدم الدعم للأطفال لمساعدتهم في التغلب على صدمة الحرب.

الأمين العام يضع خطة لإنهاء أزمة التعليم العالمية

أهداف التنمية المستدامة

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه بدون تحول جذري في معالجة أزمة التعليم العالمية، فإنه "لا يمكننا - ولن نتمكن - من تشكيل عالم أكثر سلاما واستدامة وعدالة".

وفي كلمته خلال اجتماع خاص حول تحويل التعليم، قال السيد غوتيريش إن التعليم سيحدد مستقبل الناس والكوكب، وشدد على أنه "يجب على كل دولة ألا تدخر جهدا لإنشاء مجتمعات تعليمية حقيقية، ترتكز على أنظمة توفر فرص التعلم مدى الحياة والتي تمتد نطاقها من الطفولة وحتى الرشد".

عالم مقصر

وأضاف: "بالنظر إلى المخاطر، لا يستطيع العالم أن يتحمل تكاليف عدم إعطاء التعليم حقه، إلا أنه بكل المقاييس تقريبا، هذا هو بالضبط ما نفعله".

وأشار الأمين العام إلى أنه من المرجح أن يظل حوالي 84 مليون طفل خارج المدرسة بحلول عام 2030، وفي الوقت نفسه، لا تقوم أنظمة التعليم بتزويد المتعلمين بالمهارات التي يحتاجون إليها "لتحقيق النجاح في عالمنا سريع التغير".

 وأضاف أن التمويل يمثل أيضا محركا رئيسيا للأزمة، حيث إن أربعة من كل 10 أشخاص في جميع أنحاء العالم "يعيشون في بلدان تنفق حكوماتها على خدمة الديون أكثر مما تنفقه على التعليم أو الصحة".

الطفلة اليمنية ريم (7 سنوات) في فصلها بمنطقة الجوف، غرب اليمن. مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنشأت فصولا دراسية لتوفير التعليم للأطفال اليمنيين النازحين الذين كانوا يتعلمون في الخيام.
© UNHCR/Houssam Hariri
الطفلة اليمنية ريم (7 سنوات) في فصلها بمنطقة الجوف، غرب اليمن. مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنشأت فصولا دراسية لتوفير التعليم للأطفال اليمنيين النازحين الذين كانوا يتعلمون في الخيام.

وطرح السيد غوتيريش خطة من أربع نقاط لإنهاء أزمة التعليم العالمية، والتي تضمنت:

أولا - سد الفجوة التمويلية:

قال الأمين العام إنه يجب على القادة أن يصلوا إلى - وحيثما أمكن أن يتجاوزوا - المعيار الدولي المتمثل في تخصيص 15 في المائة من الإيرادات المحلية وأربعة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للتعليم. إلا أنه شدد على أن البلدان النامية لا يمكن أن تنجح بمفردها، داعيا الجهات المانحة إلى زيادة إنفاقها التنموي على التعليم.

ثانيا – سد فجوة الوصول إلى التعليم:

شدد السيد غوتيريش على أن كل طفل وشاب يستحق التعليم. وقال: "يجب علينا أن نستثمر بشكل كامل في البرامج، وفي البيئات الآمنة، وفي البنية التحتية التعليمية التي يمكن أن تصل إلى جميع الأطفال بالتعلم والمهارات التي يحتاجونها ويستحقونها، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه أو من هم".

ثالثا – دعم المعلمين:

سلط الأمين العام الضوء على النقص الكبير في عدد المعلمين الذي يصل إلى ما يقدر بنحو 44 مليونا في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، يفتقر ملايين المعلمين إلى الدعم والأدوات والتدريب المستمر الذي يحتاجون إليه.

رابعا – ثورة داخل أنظمة التعليم:

قال السيد غوتيريش إن الوقت قد حان للابتعاد عن الهياكل التي تقصر التعليم على الأطفال والشباب وحدهم، وتعزيز تنمية وفضول كل الطلاب من جميع الأعمار.

وقال إنه يجب على المسؤولين إعادة التفكير فيما يتعلمه الطلاب - مع التركيز القوي على التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات، فضلا عن المهارات في مجال التكنولوجيا الخضراء والرقمية - والطرق التي يتم من خلالها تقديم التعليم، وإعادة تشكيل أنظمة التعليم حتى يتمكن الناس من التعلم واكتساب المهارات طوال حياتهم.

أهم الاستثمارات

شدد الأمين العام على ضرورة إبقاء التعليم في قلب جدول الأعمال العالمي، بما في ذلك خلال مؤتمر القمة المعني بالمستقبل في أيلول/سبتمبر المقبل، مؤكدا أن التعليم هو "أهم استثمار يمكن لأي بلد أن يقوم به في شعبه ومستقبله". ودعا القادة إلى العمل معا لإنهاء الأزمة العالمية في التعليم و"دعم أحلام وطموحات ومواهب جميع الناس، صغارا وكبارا، طوال حياتهم".