منظور عالمي قصص إنسانية

مفوضية حقوق الإنسان تبدي قلقا بالغا إزاء استمرار القصف الإسرائيلي لوسط غزة

مدرسة النصيرات الإعدادية، وسط قطاع غزة، تحولت إلى مأوى لآلاف النازحين. تقدم الوكالة الخدمات الصحية للمقيمين في ملاحئها في ظل مخاوف من انتشار الأمراض بسبب الاكتظاظ الشديد وعدم توفر الماء والصرف الصحي.
UN News/Ziad Taleb
مدرسة النصيرات الإعدادية، وسط قطاع غزة، تحولت إلى مأوى لآلاف النازحين. تقدم الوكالة الخدمات الصحية للمقيمين في ملاحئها في ظل مخاوف من انتشار الأمراض بسبب الاكتظاظ الشديد وعدم توفر الماء والصرف الصحي.

مفوضية حقوق الإنسان تبدي قلقا بالغا إزاء استمرار القصف الإسرائيلي لوسط غزة

حقوق الإنسان

أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن قلق بالغ إزاء استمرار القصف الإسرائيلي لمنطقة وسط غزة، والذي أودى بحياة أكثر من 100 فلسطيني منذ عشية عيد الميلاد. 

وقال المتحدث باسم المفوضية سيف ماغانغو، في بيان، إن ما يثير القلق بشكل خاص هو أن هذا القصف المكثف الأخير يأتي بعد أن أمرت القوات الإسرائيلية السكان في جنوب وادي غزة بالانتقال إلى وسط غزة وتل السلطان في رفح.

وأشار ماغانغو إلى التقارير التي أفادت بأن القوات الجوية الإسرائيلية نفذت أكثر من 50 غارة في وسط قطاع غزة خلال يومي 24 و25 كانون الأول/ديسمبر، شملت ثلاثة مخيمات للاجئين هي البريج والنصيرات والمغازي. وقد أصابت غارتان سبعة مبان سكنية في مخيم المغازي، مما أدى إلى مقتل نحو 86 فلسطينيا وإصابة آخرين. ويعتقد أن عددا غير معروف من الأشخاص ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض. 

وارتفع إجمالي عدد القتلى جراء الغارات على مخيمي المغازي والبريج منذ ذلك الحين إلى 131 شخصا على الأقل، وفقا لمنظمة أطباء بلا حدود، في خضم وضع إنساني متفاقم وكارثي بالفعل. وأفاد المتحدث باسم المفوضية بتدمير جميع الطرق التي تربط المخيمات الثلاثة، مما أعاق وصول المساعدات إلى المحتاجين، ولا تزال الملاجئ والمستشفيات تعمل بالحد الأدنى، وهي مكتظة للغاية وتعاني من نقص الموارد.

وشدد المتحدث باسم المفوضية على ضرورة أن تلتزم جميع الهجمات، بشكل صارم بمبادئ القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك التمييز والتناسب والحذر في الهجوم. "ويجب على القوات الإسرائيلية أن تتخذ كافة التدابير المتاحة لحماية المدنيين. ولا تعفيها التحذيرات وأوامر الإخلاء من كامل التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي".

تدفق جديد للمهجرين

بدوره، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن عمليات القصف الإسرائيلية استمرت اليوم الثلاثاء في جميع أنحاء قطاع غزة، فضلا عن العمليات البرية والقتال بين القوات الإسرائيلية والجماعات الفلسطينية المسلحة، وإطلاق تلك الجماعات الصواريخ على إسرائيل.

وأوضح المكتب الأممي أن الجيش الإسرائيلي كرر اليوم دعوته للسكان إلى مغادرة المنطقة التي كانت مخصصة في الأساس للإخلاء في 22 كانون الأول/ديسمبر، وتغطي حوالي 15 بالمائة- أي 9 كيلومترات مربعة من محافظة دير البلح وسط قطاع غزة. 

وأشار إلى أنه قبل بدء الأعمال العدائية، كان يقطن تلك المنطقة حوالي 90 ألف شخص، وأنها تضم الآن ستة ملاجئ استوعبت نحو 61 ألف مُهجَّر معظمهم من الشمال. وقال المكتب إن الشركاء في المجال الإنساني أبلغوا في الأيام الأخيرة عن تدفق المُهجّرين من محافظة دير البلح إلى الجنوب المكتظ بالفعل.

زيارة المستشفيات وتوفير اللقاحات

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن منظمتي الصحة العالمية واليونيسف ووكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) تقوم بتوصيل اللقاحات إلى غزة لحماية الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها. وأضاف أن 80 ألف قارورة من لقاحات الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وصلت أمس الاثنين إلى غزة، وأن هناك شحنات أخرى في الطريق.

وتطرق المكتب في التحديث الذي أصدره اليوم الثلاثاء إلى الزيارة التي قام بها فريق منظمة الصحة العالمية إلى مستشفى الأقصى أمس الاثنين، والذي يستقبل المرضى بما يتجاوز طاقته في أعقاب الهجمات التي وقعت في محافظة دير البلح.

وأشار المكتب كذلك إلى أنه أجرى زيارة إلى المستشفيات في الشمال في 23 كانون الأول/ ديسمبر، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ومنظمة المطبخ المركزي العالمي، وبدعم من إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن وخدمة الأمم المتحدة لمكافحة الألغام.

وأوضح أن الفريق سلم إمدادات إلى مستشفى الشفاء، بما في ذلك الوقود اللازم لتشغيل المولدات الاحتياطية التي تدير الخدمات الحيوية، منبها إلى أنه تم تنفيذ المهمة وسط نقص حاد في الغذاء، وأن بعض الأشخاص أخذوا الإمدادات مباشرة من شاحنات المساعدات، مما يؤكد مدى تردي الوضع.

وفي تطور آخر، قال المكتب إن شركة الاتصالات الفلسطينية أعلنت في وقت سابق اليوم الثلاثاء عن توقف جميع الخدمات في مختلف أنحاء قطاع غزة. وأكد أن الوكالات الإنسانية والمسعفين حذروا من أن الانقطاع المتكرر للاتصالات يعرض عملية تقديم المساعدة المنقذة للحياة والمقيدة بالفعل، إلى الخطر.