منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية تدعو لوقف إطلاق النار لضمان إيصال المساعدة المنقذة للحياة في غزة

عامل في الهلال الأحمر في مستشفى القدس في غزة يهرب من القصف.
© WHO
عامل في الهلال الأحمر في مستشفى القدس في غزة يهرب من القصف.

منظمة الصحة العالمية تدعو لوقف إطلاق النار لضمان إيصال المساعدة المنقذة للحياة في غزة

الصحة

أكد ريتشارد بيبيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة ضرورة وقف الأعمال العدائية في غزة كي تتمكن المنظمة وشركاؤها من الاستمرار في توزيع المساعدات الطبية التي تمس الحاجة إليها.

 

وقال بيبيركورن، في حديثه للصحفيين في جنيف اليوم الجمعة، إنه ما من مكان آمن في غزة، مع استئناف الأعمال العدائية.

وأشار إلى البيانات المروعة التي صدرت قبل يومين والتي أفادت بوفاة أكثر من 15 ألف شخص في غزة بينهم أكثر من 6,150 طفلا وأكثر من 4,000 امرأة، ونحو 4,850 رجلا، فيما بلغت أعداد الإصابات أكثر من 36 ألفا. 

وقال الدكتور بيبيركورن إن الخطة التشغيلية لمنظمة الصحة العالمية تتمثل في تعزيز النظام الحالي؛ وزيادة عدد أسرة المشافي؛ والاستجابة لتفشي الأمراض؛ وتوفير الإمدادات؛ وتنسيق التحويلات الطبية. 

شلل النظام الصحي

وأعرب الدكتور بيبر كورن عن قلق بالغ إزاء عدم قدرة المستشفيات على العمل، مشيرا إلى أن النظام الصحي في غزة يعاني من الشلل بسبب استمرار الأعمال العدائية، ولم يعد بالإمكان تحمل خسارة المزيد من المستشفيات أو الأسرة داخلها. 

من أصل 36 مستشفى في القطاع، يعمل 18 مستشفى فقط بشكل جزئي، وبعضها بالكاد يعمل.  وهناك حاجة إلى 5,000 سرير على الأقل، لكن لا يتوفر سوى 1,500 في المستشفيات التي تفتقر إلى الإمدادات الطبية، مؤكدا الحاجة إلى إعادة تشغيل مرافق الرعاية الصحية الأولية، وعلاج الأمراض غير المعدية، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي. 

ومن أصل 72 مرفقا للرعاية الصحية الأولية يعمل 51 مرفقا فقط؛ فيما يعمل البعض الآخر بشكل جزئي.

اكتظاظ في مستشفيات الجنوب 

وفي الجنوب، هناك 12 مستشفى مكتظة للغاية. وقد استقبل المستشفى الأوروبي- الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 370 سريرا- عددا كبيرا من التحويلات من مستشفيي الشفاء والأهلي ويعمل حاليا بما يقرب من ثلاثة أضعاف طاقته، حيث يضم 900 مريض. 

ويعالج مستشفى الأقصى- الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 200 سرير- 600 مريض حاليا. أما مستشفى ناصر فيوجد به 350 سريرا، لكنه يضم الآن أكثر من 700 مريض. وقد نصبت وزارة الصحة خياما إضافية، لكنها ليست كافية.

وقال الدكتور بيبركورن إن منظمة الصحة العالمية ظلت تركز على إيصال الإمدادات. وقد نفذت تسع عمليات توزيع للمساعدات الطبية خلال الأسابيع الماضية. لكن ذلك لم يكن كافيا، وهناك حاجة إلى الاستمرار في توزيع هذه المساعدات.

إضافة إلى كل ذلك فإن منظمة الصحة العالمية مشغولة أيضا بتنظيم عملية الإخلاء الطبي. وهي تقدم تقارير عما يحدث على الأرض، بما في ذلك الهجمات على الرعاية الصحية.

تحميل مواد طبية بصدد إدخالها إلى قطاع غزة.
© WHO

 تفشي الأمراض يفاقم الوضع الصحي

وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ إزاء تفشي الأمراض بسبب الاكتظاظ في جميع أماكن الإيواء المؤقتة والتي شهدت نحو 120 ألف حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة وأكثر من 85 ألف حالة إصابة بالإسهال، وهو ما يزيد بمقدار 20 ضعفا عن مستوى العام الماضي. كما تم تسجيل حالات إصابة باليرقان والتهاب السحايا.

وأضاف: "لا يمكننا تحمل خسارة المزيد من الأسرة في المستشفيات ولا يمكننا تحمل المزيد من عمليات النزوح. لن يؤدي هذا إلا إلى زيادة الكارثة".

تزايد عدد المصابين بالأمراض النفسية

وأفاد ممثل منظمة الصحة العالمية بإغلاق المستشفى الوحيد في غزة المخصص لعلاج الأمراض النفسية، منبها إلى أن القطاع كان به دائما عدد كبير من مشكلات الصحة النفسية، "لكن هذا العدد زاد بشكل كبير بسبب الحرب. وقد تأثر جميع الأشخاص، بما في ذلك العاملون في المجال الإنساني، بشكل كبير".

وقال إن هناك بعض المنظمات غير الحكومية الفلسطينية الممتازة التي تعمل في مجال الصحة العقلية، ولكنها بحاجة إلى وقف إطلاق النار للسماح لها بتقديم الدعم اللازم.

قبل الحرب، كان 485 ألف شخص يعانون من اضطرابات الصحة النفسية في غزة، وفقا للدكتور بيبركورن، مشيرا إلى أن ارتفاع الإصابة بالإمراض النفسية في القطاع يعد "انعكاسا لما يمر به سكان غزة على مدى عقود عديدة. سيكون للصراع الحالي آثار ضارة كبيرة على الصحة النفسية الاجتماعية".

إضافة إلى ذلك، قال الدكتور بيبركورن إنه سنويا يتم تشخيص إصابة أكثر من 2000 شخص بالسرطان في غزة. وهناك أكثر من 60 ألف مريض بالسكري و40 ألف مريض بأمراض القلب والأوعية الدموية.

الإحالات إلى مصر

في إجابته على سؤال في هذا الخصوص، قال ممثل منظمة الصحة العالمية إن معظم الإحالات الطبية إلى مصر كانت مخصصة وشملت المرضى المصابين بجروح خطيرة ويحتاجون إلى رعاية أفضل. 

وقد ساعدت المنظمة في إجلاء عدد من الأطفال، مؤكدا الحاجة إلى نظام لتوصيل المرضى إلى مصر. ولكن مع استئناف أعمال العنف، أصبح من المستحيل القيام بهذه العمليات. 

وأكد على ضرورة أن تعمل الأمم المتحدة وشركاؤها على مساعدة النظام الصحي على الاستمرار في العمل. وقال إن المناقشات الثنائية جارية بشأن نظام منظم لنقل المرضى إلى مصر، مشيرا إلى أن مصر وفرت 15 ألف سرير وسيارات إسعاف لنقل المرضى، كما عرضت دول أخرى استقبالهم. 

وقال إن منظمة الصحة العالمية تقوم بإعداد قائمة بأسماء المرضى الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة، بما في ذلك مرضى السرطان، مؤكدا أن هؤلاء المرضى بحاجة إلى الإحالة إلى مصر كي يتمكنوا من الحصول على الرعاية التي يستحقونها.